المعشر: العرب في "اليقظة الثانية".. و"الإسلام هو الحل" ناقص

15 ابريل 2014
المعشر قدم قراءة لكتابه الجديد في عمان (ريكاردو سافي،Getty)
+ الخط -

وصف نائب رئيس الدارسات في جامعة كارنيجي مروان المعشر، ما تشهده المنطقة العربية منذ ثلاث سنوات بـ "اليقظة الثانية"، وهي المنطقة التي بدت حتى وقت قريب الوحيدة العصية على التغيير والتقدم نحو الحكم الرشيد.

 وأشار إلى أن اليقظة الأولى التي قادها ثلة من المفكرين العرب من التيارين الديني والمدني ممن طالبوا بتمكين المرأة والانفتاح على اللآخرين وتطبيق العدالة والمساواة وسيادة القانون، واستذكر منهم المصري رفاعة الطهطاوي، السوري عبد الرحمن الكواكبي، وشيخ الازهر الحداثي محمد عبده.

المعشر الذي سبق وشغل عام 2004 منصب نائب رئيس الوزراء في الأردن، فرق خلال القراءة التي قدمها، مساء أمس الإثنين، في منتدى عبد الحميد شومان، في العاصمة عمّان، لكتابه الذي يحمل عنوان "اليقظة العربية الثانية والنضال من أجل التعددية"، بين اليقظتين، فالأولى برأيه بدأت فكرية وتحولت لاحقاً لحركة شعبية ضد الحكم الأجنبي، فيما بدأت الثانية من خلال حركات شعبية لم يتم تأطيرها فكرياً بشكل واضح، وهو ما انتقده المعشر.

ودعا كل القوى الفاعلة على الأرض إلى خوض المعركة صفاً واحداً لضمان الدولة المدنية التي تصون التعددية.

وقال إن "ما نشهده اليوم من بعض ردات الفعل الانفعالية على هذه اليقظة دليل أن البعض لا يزال يواصل الأصرار على تجاهل الحقائق ومحاولة العودة إلى الوراء".

ووثق في كتابه لأربعة نماذج برزت خلال التحولات التي يعشها العالم العربي اليوم، وجهة نظره ، أولها  النموذج التعددي الذي اختارته تونس من خلال حكومة توافقية تشترك فيه تيارات سياسية ودينية ومدنية متعددة. 
وثانيها النموذج الإقصائي الذي اعتمدته غالبية القوى الدينية والمدنية في مصر والتي تصرفت ـ حسب قوله ـ كأن الوصول إلى للسلطة يعطيها حق فرض ما تريده على المجتمع، وهو ما أدى إلى مزيد من التدهور والعودة إلى حكم الفرد وتأليه القائد.
النموذج الثالث عند المعشر ، هوالسوري الذي يجمع نظام لا يتورع عن قتل شعبه بالوسائل كافة لضمان بقائه بالحكم ومعارضة لم تستطع لليوم التنسيق الفعال فيما بينها وتقديم نموذج مختلف لدولة سورية تعددية.

آخر النماذج التي تناولها المعشر ، هي الدول التي تحاول تجنب موجة الربيع العربي أما عن طريق ضخ المال في بلادها او بعض البلدان المجاورة كما تفعل بعض دول الخليج، أو تلك التي تتبنى اصلاحات متفرقة من دون خطة واضحة لإعادة توزيع اقتسام الحكم بين سلطاته الثلاث كما فعل الأردن والمغرب.

فيما حدد المعشر ، ثلاثة مبادئ يقوم عليها العقد الاجتماعي الجديد بين الحكم ومكونات المجتمع كافة وهي: الاتفاق على الوسائل السلمية طريقاً وحيداً لممارسة العمل السياسي والاتفاق على التداول السلمي للسلطة في الأوقات والظروف كافة وأن الشعب وحدة مصدر السلطات يأتي بقوة السلطة ويخرجها منها وفقا لصناديق الاقتراع، وأخيراً الاتفاق على صون الحريات الفردية، وفسر ذلك بقولة " بالعربي الفصيح لا يستخدم الإسلاميون تفسيرهم لفرض نظم حياة معينة على الناس ولا تنتهك الحريات الفردية من قبل من هم في الحكم بسبب أراء الناس السياسية".

وعن الإخوان المسلمين قال في الحوار الذي أعقب تقديمه للكتاب "يجب على الإخوان المسلمين أن يطوروا أنفسهم باتجاه الدولة المدنية إذا ارادوا أن يكون لهم مكان في المستقبل العربي الجديد"، وأضاف "شعار الإسلام هو الحل، ناقص وغير كافي وليكون مقبولاً يجب أن يترجم على خطط اقتصادية واجتماعية وسياسية".

المعشر الذي ينظر إليه في الأردن اليوم، "معارضاً"، ويصفه البعض تهكماً بـ "الإصلاحي الذي لم يصلح خلال وجوده في السلطة"، فيما يتهمه آخرون بصاحب "الأجندات الغربية والمشبوهة"، نفى سعيه إلى تأسيس حزب سياسي، وقال رداً على ذلك :" لا أومن بتأسيس حزب في وزارة الداخلية، ويتم البحث عن أنصار له لاحقاً". وكشف "أطمح بالمساهمة بتطوير نهج تعددي يتضمن برامج سياسية واقتصادية تراعي مصالح الناس، سأعمل على تطوير ذلك النهج مع الجيل الجديد حتى لو نجحنا بعد 20 عاماً وحتى لو لم أرى النتائج في حياتي".

 

المساهمون