وأفادت مصادر محلية في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، عن تجدد المواجهات جنوبي المدينة إذ "تُسمع أصوات الاشتباكات والقصف المتبادل في منطقة الراموسة وعند خطوط التماس غربها"، إذ إن قوات النظام والمليشيات المساندة لها، تحاول منذ أيام استعادة مناطق كانت خسرتها، في المعارك مع فصائل المعارضة المسلحة، والتي كانت أنطلقت، الأحد قبل الماضي، وأدت لخسارة قوات النظام مواقع عسكرية بارزة، أهمّها مدرسة المدفعية وعدة كليات وكتائب عسكرية بمحيطها في منطقة الراموسة.
من جهته، أعلن "جيش الفتح"، أمس الثلاثاء، إفشال مقاتليه لعدة هجماتٍ شنتها قوات النظام، والتي كانت إحداها انطلقت من معمل الإسمنت نحو منطقة الدباغات، فيما تصدوا كذلك لهجماتٍ أخرى، حاولت خلالها قوات النظام التقدم نحو تلة المحروقات الاستراتيجية، الواقعة قرب كلية التسليح جنوبي مدينة حلب.
كما استهدفت فصائل المعارضة، أمس، معمل الإسمنت الخاضع لسيطرة قوات النظام شرقي حي الراموسة بقذائف الهاون، ممّا أدّى إلى إندلاع حرائق كبيرة في مستودعات الوقود والمباني.
هذا وواصلت الطائرات الحربية، اليوم الأربعاء، شنّ غاراتها الكثيفة على مواقع سيطرة المعارضة السورية في حلب، إذ تفيد عدة مصادر ميدانية، بسقوط جرحى من المدنيين، في القصف الذي طاول قبل الظهر، أحياء الصاخور، مساكن هنانو، الشعار، السكري، المشهد وغيرها.
كما استهدفت هجماتٌ جويةٌ مماثلة، مناطق للمعارضة في ريف المحافظة، ومحيط الفوج 46 في الريف الغربي، فضلاً عن غارات أخرى، تعرضت لها مناطق في الريف الجنوبي.
ويأتي هذا بعد يومٍ واحد، قُتل فيه أكثر من عشرين مدنياً بالغارات الجوية، التي نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري وأخرى لسلاح الجو الروسي على مدينة حلب وريفها، إذ أكد الناشط الإعلامي محمد الحلبي، لـ"العربي الجديد" أمس، مقتل 11 مدنياً وإصابة العشرات، في الغارات التي استهدفت حي السكري شرقي حلب والراموسة جنوبها، كما أشار إلى مقتل خمسة أشخاص في قصفٍ بالبراميل طاول حي كرم النزهة، كما قٌتل ثلاثة آخرون على الأقل إثر قصفٍ جوي على بلدات بيانون وبزاعة وتقاد غرب حلب.
وعلى الصعيد الإنساني، لفتت مصادر في المحافظة، يوم أمس، إلى قيام فصائل المعارضة السورية، بإدخال قافلة مساعدات إنسانية إلى أحياء حلب الشرقية، التي حاصرتها قوات النظام نحو ثلاثين يوماً، ضمّت تسع شاحنات، تحوي مواد طبية وغذائية.
أما في الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات النظام، فقد أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، الى أن "قافلة جديدة تحمل مواد غذائية ومحروقات وخضراً ولحوماً دخلت إلى الأحياء الغربية من مدينة حلب عبر الطريق البديل والجديد وهو خناصر – الكاستيلو – الملاح – الشيخ نجار – مدينة حلب".