تتكثف المشاورات السياسية حول الملف السوري، قبل أقل من أسبوع من بدء مفاوضات أستانة المقرر انعقادها، بحسب التفاهمات الروسية ــ التركية، في 23 يناير/ كانون الثاني (الإثنين المقبل)، في الوقت الذي بدأت تتضح ملامح وفد المعارضة بعدما حسمت العديد من الفصائل المعارضة موقفها لناحية المشاركة لوضع روسيا أمام واجباتها بوصفها أحد البلدين الضامنين لاتفاق أنقرة، ولا سيما أن النظام السوري والمليشيات المساندة له يواصلان التصعيد في ريف دمشق، تحديداً في وادي بردى، الذي لم تهدأ فيه المعارك، منذ سريان وقف إطلاق النار قبل تسعة عشر يوماً في محاولة للسيطرة على قرية عين الفيجة، التي تحوي أهم مصدرٍ يُغذي العاصمة السورية بمياه الشرب.
مشاورات سياسية
وبدا واضحاً أن المشاورات تسير في أكثر من اتجاه: الأول قادته روسيا، وشمل اتصالاً هاتفياً بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس الإثنين، تم خلاله مناقشة الاستعدادات لمحادثات أستانة. وبحسب مصادر دبلوماسية في الخارجية التركية، تحدثت لوكالة "الأناضول"، فقد تناول الوزيران "الأزمة السورية واتفاق وقف إطلاق النار المعلن في عموم البلاد، منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بضمانة تركية روسية". كما تطرقا إلى الاستعدادات الجارية لمحادثات أستانة، فيما أشار بيان الخارجية الروسية إلى أن الوزيرين "شددا على ضرورة الالتزام الصارم بنظام وقف الأعمال القتالية". كذلك كانت محادثات أستانة محور النقاشات التي أجراها لافروف مع وزير الخارجية في كازاخستان، خيرت عبدالرحمنوف.
وبالتزامن، تولى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مناقشة الإعداد للمحادثات مع نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، رمزي عز الدين رمزي، وسط تأكيد من الكرملين على ضرورة عدم نسيان أن محادثات أستانة "ليست مطروحة كبديل عن الصيغ الأخرى للتفاوض، بما في ذلك عملية التفاوض في جنيف، بل يجري الحديث عن عمليات تفاوضية تكاملية". في حين لم يؤكد الكرملين أو ينفي صحة توجيه دعوة للإدارة الأميركية الجديدة لحضور محادثات أستانة.
اقــرأ أيضاً
أما المسار الثاني للمشاورات فيتركز في إيران، إذ تشهد طهران، المتهم الأبرز بمحاولة الإطاحة باتفاق وقف إطلاق النار، اليوم الثلاثاء، مباحثات يجريها رئيس حكومة النظام، عماد خميس، مع مسؤولين إيرانيين.
وتتخذ الزيارة طابعاً سياسياً إلى جانب آخر اقتصادي، بعدما ذكرت صحيفة الوطن، المقربة من النظام، أنه من المتوقع أن يبحث وفد النظام مع إيران سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية ومنح خط ائتماني جديد، يتوقع أن يصل إلى مليار دولار.
وفي سياق متصل، أعاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الذي يلتقيه الخميس، التأكيد على رؤية بلاده لإنهاء الأزمة السورية، في مقابلة مع فصلیة "دراسات السیاسة الخارجیة في طهران"، والتي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أمس. وتتضمن الرؤية على حد قوله "وقف إطلاق النار فوراً وتنفیذ الإصلاحات وتبلور الحوار الداخلي وإجراء الانتخابات الشاملة". لكن الأهم في تصريحات شمخاني، الذي زار سورية، الأسبوع الماضي، اعتباره أن "تحریر حلب وتطهیر المناطق المحیطة بدمشق عبر العملیات العسكریة والمصالحة السیاسیة دلیل على نجاح استراتیجیة سوریة – إیران – روسیا وجبهة المقاومة المشتركة"، على حد وصفه. وتعكس تصريحات شمخاني نية إيران الاستمرار، عبر مليشياتها في سورية، في العمليات العسكرية لتهجير أهالي محيط دمشق. كما تشير إلى أن الضغط العسكري الذي يقوده النظام وحلفاؤه يحظى بغطاء روسي.
كواليس اجتماعات أنقرة
وعلى الرغم من أن المحادثات في أنقرة، منذ أكثر من أسبوع، بين ممثلين عن فصائل المعارضة السورية ومسؤولين أتراك، لم تنته رسمياً، حتى مساء الإثنين، إلا أن مصدراً مطلعاً على مسار وكواليس محادثات أنقرة، أكد لـ"العربي الجديد"، أن "معظم قيادات المعارضة المتواجدين في أنقرة، وعملاً بنصائح دول صديقة للشعب السوري، وافقوا على الذهاب لأستانة وأبرزهم فيلق الشام، الجبهة الشامية، جيش النصر، الفرقة الساحلية الأولى، فرقة السلطان مراد، جيش الإسلام". وأوضح أنهم تلقوا وعوداً أن يكون الوضع في وادي بردى، إحدى أهم النقاط المدرجة في جدول الأعمال. ووفقاً للمصدر، فإن "فصائل عسكرية أخرى، أبرزها حركة أحرار الشام وجيش المجاهدين وجيش إدلب الحر، وعلى اختلاف آرائها وتوجهاتها، لم تبد، حتى الساعة، حماسة كبيرة للذهاب إلى أستانة، وهناك تلكؤ في إعلان موقفهم النهائي لا سيما حركة أحرار الشام، التي قالت، إنها لا تزال تدرس الموقف". وقال المصدر المتواجد في أنقرة، والذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الفصائل التي أعلنت قبولها الذهاب إلى أستانة، ترى أن الغياب عن "هذه المحطة السياسية بالغة الأهمية في هذه الفترة الحرجة"، سيزيد الخسائر. ووفقاً للمصدر، تعتقد هذه الفصائل أن "مفاوضات أستانة ضرورية الآن لتقليل الخسائر، لأن موازين الميدان، ليست في أفضل أحوالها بالنسبة للمعارضة". في المقابل "تُعلل" فصائل رافضة موقفها، أن "مفاوضات أستانة" لن تأتي بجديد، لا سيما وأن النظام وضامنه الروسي، لم يلتزموا ليوم واحد بوقف إطلاق النار بريف دمشق.
وفي السياق، أكدت مصادر في فصائل المعارضة السورية المسلحة، مطلعة على كواليس الاجتماعات التي جرت في أنقرة، أنه لم يحدث "انقسام حاد" بين الفصائل حيال المشاركة من عدمها في مؤتمر أستانة. وأشارت في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن عدم تمثّل بعض الفصائل في الوفد المفاوض، لا يعني عدم دعمها هذا الوفد، الذي يضم عسكريين معارضين وقادة فصائل قاتلت قوات النظام والمليشيات الإيرانية على مدى سنوات، وأجبرت الجانب الروسي على التعامل معها، بعد أن كانت موسكو تصنف بعضها في خانة ما يوصف بـ "التنظيمات الإرهابية".
وذكرت مصادر، كانت من ضمن المدعوين للمؤتمر، أن الأجواء "كانت مريحة"، مشيرة إلى أن الجميع "تحدث بصراحة متناهية"، ومؤكدة أن الطرف التركي "لم يضغط، ولم يهدد المعارضة من أجل الموافقة على الذهاب الى مؤتمر أستانة كرهاً". وأوضحت المصادر، أن مسؤولين أتراكاً، شرحوا خلال الأيام الثلاثة الأولى من الاجتماعات، سلبيات عدم الذهاب إلى مؤتمر أستانة، مشيرين إلى أن إيران، ترغب في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، "من أجل استكمال مشروعها في تهجير السنّة من سورية، والذين يشكّلون غالبية سكانها، وستتخذ من عدم ذهاب المعارضة إلى أستانة ذريعة لذلك"، بحسب المصادر. وذكرت المصادر، أن الأتراك أكدوا استعداد مليشيات إيران لبدء معارك ضد المعارضة في أماكن عدة سورية، أبرزها ريف حلب الجنوبي للوصول الى بلدتي كفريا والفوعا الشيعتين بالقرب من مدينة إدلب شمال غربي سورية، وفي غوطة دمشق الشرقية لضرب طوق كامل على العاصمة دمشق. كما أوضحت المصادر، أن الجانب التركي أشار إلى "نتائج كارثية" على الثورة والمعارضة السورية في حال ظهورها بمظهر المعطل لمسار تفاوضي جديد. وذكرت مصادر أخرى مطلعة على مسار المحادثات، أن الأيام الثلاثة الأخيرة من اجتماعات أنقرة والتي ضمت عسكريين وقادة فصائل "كانت صعبة".
وبحسب المعلومات المؤكدة، فإن قادة الفصائل الذين وافقوا على الذهاب، وجدوا أن المؤتمر، على ضآلة الآمال بنجاحه، ربما يُسهم في الحد من عمليات التهجير الواسعة للسوريين، التي تقوم بها إيران، وتعجز المعارضة عن إيقافها، في ظل اختلال ميزان القوى بشكل واضح لقوات النظام وحلفائه. كما أن هذه الأصوات، رأت أن المؤتمر، سيكون فرصة كبيرة لتأكيد عدم رغبة النظام وإيران في حل سياسي، وهو ما يُعزز شراكة روسية تركية، ويوسع هوّة الخلاف بين روسيا وإيران، وهو ما يصب في صالح المعارضة السورية.
علوش لرئاسة وفد المعارضة
ورشحت أسماء بارزة في المعارضة السورية المسلحة، لتكون الوفد المفاوض في أستانة، غير أن مصادر "العربي الجديد"، أكدت أن الأسماء التي نُشرت ببعض وسائل الإعلام، هي لشخصيات من ضمن الفصائل التي وافقت فعلاً على الذهاب، والتي قدمت أسماء ممثليها، وشرعت بتشكيل الوفد بناء على ذلك، بانتظار أن تعلن فصائل أخرى لم تحسم أمرها بعد، الموقف النهائي، والذي سيتلوه إعلان أسماء وفد المعارضة التفاوضي بشكل نهائي، إذ قد يتم الدفع بشخصيات جديدة للوفد، وهو ما يتم مناقشته في محادثات المعارضة الجارية.
وبالتالي من الممكن أن تتغير الأسماء المطروحة الآن، مع تأكيدات من محمد علوش (ممثل عن جيش الإسلام) أنه سيرأس وفد المعارضة، الذي سيكون معظمه من القيادات العسكرية، وسيكون له مستشارون تقنيون (سياسيون وقانونيون)، قد تختارهم "الهيئة العليا للمفاوضات" التي أعلنت دعمها للوفد التفاوضي أو يتم تسميتهم بالتشارك مع الفصائل المشاركة بمحادثات أنقرة.
وفي السياق، ذكر القيادي في "فيلق الشام"، منذر سراس، لـ"العربي الجديد" أنّ فيلق الشّام من بين الفصائل التي وافقت على الذهاب إلى أستانة. وأوضح أن الأسماء التي ستشارك في الوفد المتجه إلى أستانة "سيتم تحديدها بشكل سري الآن والإعلان عنها لاحقاً، ولا تزال النقاشات جارية للبت بالموضوع". من جهته، لم ينف أو يؤكد المتحدث باسم حركة "أحرار الشام"، أبو يوسف المهاجر، ما قيل عن رفض الحركة المشاركة في أستانة، مشيراً في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن "الأمر لا يزال قيد المباحثات والمشاورات".
اقــرأ أيضاً
مشاورات سياسية
وبدا واضحاً أن المشاورات تسير في أكثر من اتجاه: الأول قادته روسيا، وشمل اتصالاً هاتفياً بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس الإثنين، تم خلاله مناقشة الاستعدادات لمحادثات أستانة. وبحسب مصادر دبلوماسية في الخارجية التركية، تحدثت لوكالة "الأناضول"، فقد تناول الوزيران "الأزمة السورية واتفاق وقف إطلاق النار المعلن في عموم البلاد، منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بضمانة تركية روسية". كما تطرقا إلى الاستعدادات الجارية لمحادثات أستانة، فيما أشار بيان الخارجية الروسية إلى أن الوزيرين "شددا على ضرورة الالتزام الصارم بنظام وقف الأعمال القتالية". كذلك كانت محادثات أستانة محور النقاشات التي أجراها لافروف مع وزير الخارجية في كازاخستان، خيرت عبدالرحمنوف.
وبالتزامن، تولى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مناقشة الإعداد للمحادثات مع نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، رمزي عز الدين رمزي، وسط تأكيد من الكرملين على ضرورة عدم نسيان أن محادثات أستانة "ليست مطروحة كبديل عن الصيغ الأخرى للتفاوض، بما في ذلك عملية التفاوض في جنيف، بل يجري الحديث عن عمليات تفاوضية تكاملية". في حين لم يؤكد الكرملين أو ينفي صحة توجيه دعوة للإدارة الأميركية الجديدة لحضور محادثات أستانة.
أما المسار الثاني للمشاورات فيتركز في إيران، إذ تشهد طهران، المتهم الأبرز بمحاولة الإطاحة باتفاق وقف إطلاق النار، اليوم الثلاثاء، مباحثات يجريها رئيس حكومة النظام، عماد خميس، مع مسؤولين إيرانيين.
وفي سياق متصل، أعاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الذي يلتقيه الخميس، التأكيد على رؤية بلاده لإنهاء الأزمة السورية، في مقابلة مع فصلیة "دراسات السیاسة الخارجیة في طهران"، والتي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أمس. وتتضمن الرؤية على حد قوله "وقف إطلاق النار فوراً وتنفیذ الإصلاحات وتبلور الحوار الداخلي وإجراء الانتخابات الشاملة". لكن الأهم في تصريحات شمخاني، الذي زار سورية، الأسبوع الماضي، اعتباره أن "تحریر حلب وتطهیر المناطق المحیطة بدمشق عبر العملیات العسكریة والمصالحة السیاسیة دلیل على نجاح استراتیجیة سوریة – إیران – روسیا وجبهة المقاومة المشتركة"، على حد وصفه. وتعكس تصريحات شمخاني نية إيران الاستمرار، عبر مليشياتها في سورية، في العمليات العسكرية لتهجير أهالي محيط دمشق. كما تشير إلى أن الضغط العسكري الذي يقوده النظام وحلفاؤه يحظى بغطاء روسي.
كواليس اجتماعات أنقرة
وعلى الرغم من أن المحادثات في أنقرة، منذ أكثر من أسبوع، بين ممثلين عن فصائل المعارضة السورية ومسؤولين أتراك، لم تنته رسمياً، حتى مساء الإثنين، إلا أن مصدراً مطلعاً على مسار وكواليس محادثات أنقرة، أكد لـ"العربي الجديد"، أن "معظم قيادات المعارضة المتواجدين في أنقرة، وعملاً بنصائح دول صديقة للشعب السوري، وافقوا على الذهاب لأستانة وأبرزهم فيلق الشام، الجبهة الشامية، جيش النصر، الفرقة الساحلية الأولى، فرقة السلطان مراد، جيش الإسلام". وأوضح أنهم تلقوا وعوداً أن يكون الوضع في وادي بردى، إحدى أهم النقاط المدرجة في جدول الأعمال. ووفقاً للمصدر، فإن "فصائل عسكرية أخرى، أبرزها حركة أحرار الشام وجيش المجاهدين وجيش إدلب الحر، وعلى اختلاف آرائها وتوجهاتها، لم تبد، حتى الساعة، حماسة كبيرة للذهاب إلى أستانة، وهناك تلكؤ في إعلان موقفهم النهائي لا سيما حركة أحرار الشام، التي قالت، إنها لا تزال تدرس الموقف". وقال المصدر المتواجد في أنقرة، والذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الفصائل التي أعلنت قبولها الذهاب إلى أستانة، ترى أن الغياب عن "هذه المحطة السياسية بالغة الأهمية في هذه الفترة الحرجة"، سيزيد الخسائر. ووفقاً للمصدر، تعتقد هذه الفصائل أن "مفاوضات أستانة ضرورية الآن لتقليل الخسائر، لأن موازين الميدان، ليست في أفضل أحوالها بالنسبة للمعارضة". في المقابل "تُعلل" فصائل رافضة موقفها، أن "مفاوضات أستانة" لن تأتي بجديد، لا سيما وأن النظام وضامنه الروسي، لم يلتزموا ليوم واحد بوقف إطلاق النار بريف دمشق.
وذكرت مصادر، كانت من ضمن المدعوين للمؤتمر، أن الأجواء "كانت مريحة"، مشيرة إلى أن الجميع "تحدث بصراحة متناهية"، ومؤكدة أن الطرف التركي "لم يضغط، ولم يهدد المعارضة من أجل الموافقة على الذهاب الى مؤتمر أستانة كرهاً". وأوضحت المصادر، أن مسؤولين أتراكاً، شرحوا خلال الأيام الثلاثة الأولى من الاجتماعات، سلبيات عدم الذهاب إلى مؤتمر أستانة، مشيرين إلى أن إيران، ترغب في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، "من أجل استكمال مشروعها في تهجير السنّة من سورية، والذين يشكّلون غالبية سكانها، وستتخذ من عدم ذهاب المعارضة إلى أستانة ذريعة لذلك"، بحسب المصادر. وذكرت المصادر، أن الأتراك أكدوا استعداد مليشيات إيران لبدء معارك ضد المعارضة في أماكن عدة سورية، أبرزها ريف حلب الجنوبي للوصول الى بلدتي كفريا والفوعا الشيعتين بالقرب من مدينة إدلب شمال غربي سورية، وفي غوطة دمشق الشرقية لضرب طوق كامل على العاصمة دمشق. كما أوضحت المصادر، أن الجانب التركي أشار إلى "نتائج كارثية" على الثورة والمعارضة السورية في حال ظهورها بمظهر المعطل لمسار تفاوضي جديد. وذكرت مصادر أخرى مطلعة على مسار المحادثات، أن الأيام الثلاثة الأخيرة من اجتماعات أنقرة والتي ضمت عسكريين وقادة فصائل "كانت صعبة".
وبحسب المعلومات المؤكدة، فإن قادة الفصائل الذين وافقوا على الذهاب، وجدوا أن المؤتمر، على ضآلة الآمال بنجاحه، ربما يُسهم في الحد من عمليات التهجير الواسعة للسوريين، التي تقوم بها إيران، وتعجز المعارضة عن إيقافها، في ظل اختلال ميزان القوى بشكل واضح لقوات النظام وحلفائه. كما أن هذه الأصوات، رأت أن المؤتمر، سيكون فرصة كبيرة لتأكيد عدم رغبة النظام وإيران في حل سياسي، وهو ما يُعزز شراكة روسية تركية، ويوسع هوّة الخلاف بين روسيا وإيران، وهو ما يصب في صالح المعارضة السورية.
علوش لرئاسة وفد المعارضة
ورشحت أسماء بارزة في المعارضة السورية المسلحة، لتكون الوفد المفاوض في أستانة، غير أن مصادر "العربي الجديد"، أكدت أن الأسماء التي نُشرت ببعض وسائل الإعلام، هي لشخصيات من ضمن الفصائل التي وافقت فعلاً على الذهاب، والتي قدمت أسماء ممثليها، وشرعت بتشكيل الوفد بناء على ذلك، بانتظار أن تعلن فصائل أخرى لم تحسم أمرها بعد، الموقف النهائي، والذي سيتلوه إعلان أسماء وفد المعارضة التفاوضي بشكل نهائي، إذ قد يتم الدفع بشخصيات جديدة للوفد، وهو ما يتم مناقشته في محادثات المعارضة الجارية.
وفي السياق، ذكر القيادي في "فيلق الشام"، منذر سراس، لـ"العربي الجديد" أنّ فيلق الشّام من بين الفصائل التي وافقت على الذهاب إلى أستانة. وأوضح أن الأسماء التي ستشارك في الوفد المتجه إلى أستانة "سيتم تحديدها بشكل سري الآن والإعلان عنها لاحقاً، ولا تزال النقاشات جارية للبت بالموضوع". من جهته، لم ينف أو يؤكد المتحدث باسم حركة "أحرار الشام"، أبو يوسف المهاجر، ما قيل عن رفض الحركة المشاركة في أستانة، مشيراً في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن "الأمر لا يزال قيد المباحثات والمشاورات".