وتعقد هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأربعاء المقبل، اجتماعات في مقرها بالرياض، وذلك بعد أيام من انتهاء الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، وباءت بفشل كبير بسبب رفض وفد النظام الانخراط بمفاوضات وفق قرارات دولية تدعو إلى انتقال سياسي في البلاد.
وذكرت مصادر في الهيئة، لـ"العربي الجديد"، أن اجتماعات الأربعاء تأتي لـ"تقييم الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، ووضع رؤى سياسية لمواجهة الاستحقاقات المقبلة التي تواجهنا".
وخاضت المعارضة السورية الجولة الثامنة من جنيف بوفد واحد ضم كل منصات المعارضة، بما فيها منصة "موسكو" التي لا تزال تدفع باتجاه تبني الرؤية الروسية للحل السوري، والقائمة على إعادة إنتاج النظام.
وتمسك وفد المعارضة، برئاسة نصر الحريري، بتطبيق القرارات الدولية التي تدعو إلى انتقال سياسي، في حين رفض وفد النظام التفاوض على الانتقال السياسي والدستور والانتخابات، مطالبا بسحب المعارضة لبيان الرياض2، الذي صدر أواخر الشهر الماضي، واعتبره عودة إلى المربع الأول في المفاوضات بسبب المطالبة بتنحي بشار الأسد و"زمرته" في بداية المرحلة الانتقالية.
ومن المتوقع أن تطفو على السطح خلافات بين مكونات هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة في اجتماعات الأربعاء، حيث حمّل متزعم منصة موسكو، قدري جميل، في تصريحات تلفزيونية، وفد المعارضة جانبا من مسؤولية فشل جنيف8، من خلال تبني بيان الرياض2 "المتشدد"، وإطلاق تصريحات صحافية أعطت النظام ذريعة لـ"تعطيل التفاوض"، وفق جميل، الذي يعد "رجل موسكو" في المعارضة السورية.
ومن المتوقع أن تُوضع على طاولة اجتماعات الأربعاء مسألة المشاركة في مؤتمر سوتشي، المقرر بدايات العام المقبل، والذي تعد له موسكو وتخطط ليكون بديلا عن جنيف، تستطيع من خلاله اعتماد صيغة حل يكرّس الوجود الروسي في سورية، ويقصي المعارضة عن المشهد السياسي.
ولا تزال المعارضة السورية تؤكد أنها ليست معنية بمؤتمرات بعيدا عن مفاوضات جنيف، وأنها لن تذهب إلى سوتشي رغم ظهور مؤشرات على قبول دول إقليمية تعد سنداً لها للذهاب.
وتأتي اجتماعات الرياض قبل يوم واحد من انعقاد جولة جديدة من جولات التفاوض في العاصمة الكازاخية، حيث أكدت مصادر مطلعة أن وفد قوى الثورة العسكري سيشارك في اجتماعات "أستانة 8" يومي 21 و22 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.
وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخية، الاثنين الماضي، في بيان، أن "الأطراف المشاركة في الاجتماعات تخطط للمصادقة على ميثاق مجموعة عمل متعلقة بالإفراج عن المعتقلين، وتسليم جثث القتلى، والبحث عن المفقودين".
وأشارت إلى أن "الأطراف ستبحث خلال الاجتماع مسائل متعلقة بمناطق خفض التوتر"، مضيفة: "الأطراف تنوي المصادقة على بيان مشترك بشأن تطهير المناطق التاريخية المدرجة لدى قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) من الألغام في سورية".
وكان مسار أستانة كرّس مسألة مناطق خفض التوتر في أربع مناطق سورية، ولكن النظام يضرب عرض الحائط بالاتفاقيات، حيث لا يزال يحاصر الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، ويهاجم مناطق المعارضة في محافظة إدلب ومناطق في جنوب غربي سورية، وهي مُدرجةٌ ضمن اتفاقيات خفض التصعيد.