المعارضة السورية تنتقد دي ميستورا لانحيازه إلى النظام وتطالب برحيله

07 سبتمبر 2017
دي ميستورا لم يعد وسيطاً مقبولاً (Getty)
+ الخط -

يتواصل مسلسل المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في الانحياز لمصلحة النظام السوري، وهذه المرة عبر الطلب من المعارضة أن "تكون موحّدة وواقعية" كونها "لم تكسب الحرب"، في وقت، أكدت فيه الأمم المتحدة مسؤولية النظام عن مجزرة خان شيخون الكيميائية.

هذه التصريحات، دفعت المعارضة السورية إلى شن هجوم واسع على المبعوث الدولي، وصلت إلى المطالبة برحيله، نتيجة انحيازه إلى جانب معسكر النظام السوري.

المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب صرّح أن دي ميستورا يورط نفسه بتصريحات غير مدروسة، تعزز الدعوة لطرح أممي جديد إزاء القضية السورية.

وأضاف: "تصريحات دي ميستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي...الثورة السورية ماضية، والمهزوم هو من فقد الشرعية والسيادة والقرار الوطني، وبات خاضعا لإملاءات ملالي طهران".

من جانبه، ردّ رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري على دي ميستورا حول أن المعارضة لم تتمكن من هزيمة النظام عسكريا، إذ قال "إن دي مستورا لمس بنفسه حرص المعارضة على الوصول إلى الحل السياسي، وصمت عن عرقلة النظام للحل السياسي".

وبين الحريري أنه "لا يحق للممثّل تحويل أو تحوير القرارات لصالح طرف.. وعملية جنيف في الوقت الحالي تفقد مصداقيتها بسبب تلاعب الأطراف الدولية وعلى رأسها روسيا".

وأكّد رئيس وفد المعارضة إلى جنيف: "لا يزال هدف الهيئة العليا للمفاوضات هو الانتقال السياسي في سورية".

واعتبرت شخصياتٌ في المعارضة السورية، أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، "لم يعد وسيطاً مقبولاً"، بعد تصريحاته يوم أمس، والتي طالب فيها المعارضة أن "تكون موحدة وواقعية" كونها "لم تكسب الحرب"، وأن الوقت بات مناسباً لاستئناف المفاوضات نتيجة "تحسن الوضع العسكري" على الأرض.

 وطالب مسؤولٌ في الائتلاف السوري بـ"رحيل" دي ميستورا، الذي تزامنت تصريحاته مع تأكيدات الأمم المتحدة، بأن النظام السوري هو المسؤول عن جريمة خان شيخون بداية إبريل/نيسان الماضي. 

 وقال كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية، محمد صبرا، إنه وبعد تصريحات دي ميستورا الأخيرة "أظن أنه لم يعد وسيطاً مقبولاً لأنه فقد حياده وتحول إلى طرف. على الأمين العام للأمم المتحدة التصرف إزاء هذا الانحياز".

وتابع صبرا في تصريحات نشرها على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "اختيار دي ميستورا اليوم (أمس الأربعاء، بالتزامن مع تحميل لجنة أممية لنظام الأسد مسؤولية مجزرة خان شيخون) لإعلان مواقفه وتحميله المسؤولية للمعارضة، الهدف منه التغطية على تقرير كيماوي خان شيخون. دي ميستورا ليس وسيطاً نزيهاً"، وقد "تحدث دي ميستورا كجنرال روسي وطالب بالواقعية"، متابعاً أن "الواقعية هي أن يلتزم دي ميستورا بموجبات القانون الدولي وبقرارات مجلس الأمن، وأن يطالب بمحاكمة بشار كمجرم حرب طبقاً لتأكيدات لجان التحقيق الدولية". 

 وفي هذا السياق، قال مسؤول الدائرة الإعلامية لـ"الائتلاف الوطني السوري"، أحمد رمضان، إنه وفي حين "أكدت الأمم المتحدة أن بشار السفاح ضرب شعب سورية بالكيماوي 27 مرة، دي ميستورا يطالب الضحايا بالواقعية وقبوله حاكماً"، قائلاً إنه آن الأوان لـ"رحيل" دي ميستورا.

  وأثارت تصريحات المبعوث الأممي، استياء واسعاً في أوساط المعارضة السورية، خاصة لكونها تزامنت مع تأكيد لجنة تابعة للأمم المتحدة، أنها وثقت أدلة قاطعة، تُثبت تورط نظام الأسد، بمجزرة خان شيخون جنوبي إدلب يوم الرابع من إبريل/نيسان الماضي، التي راح ضحيتها عشرات المدنيين.

  وقال الكاتب السوري المعارض محي الدين لاذقاني، إن "تشفي دي ميستورا بتفتيت المعارضة السورية" في يوم "أكدت فيه الأمم المتحدة مسؤولية النظام عن مجزرة خان شيخون"، يدفع للتساؤل "هل هذا مبعوث أممي أم مبعوث روسي -إيراني – كيماوي؟". 

 وكان دي ميستورا قد تحدث أمس الأربعاء في مؤتمر صحافي بمدينة جنيف السويسرية، عن أن الوقت بات مناسباً لاستئناف المفاوضات حول سورية، بعد تحسن الوضع الميداني هناك، حسب تعبيره، معتبراً أن على المعارضة السورية أن تتحلى بـ"واقعية" أنها "لم تكسب الحرب"، في حين تساءل: "هل الحكومة السورية التي تسعى لتحرير دير الزور والرقة مستعدة للتفاوض بدل الاكتفاء فقط بالإعلان عن انتصارها؟".

واستعرضت "العربي الجديد"، في وقت سابق، بملف من أجزاء ثلاثة، جردة حساب للمهمة السورية خلال ولاية المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وفريق عمله الرسمي، طيلة عامين. عامان حقق فيهما النظام وحلفاؤه مكاسب كبيرة على حساب المعارضة وشعار رحيل النظام ورأسه عموماً.

 

دعوة للمحاسبة

إلى ذلك، دعا رئيس الوفد نصر الحريري مجلس الأمن إلى التعامل مع منتهكي القرارات الدولية في سورية كمجرمي حرب.

 

وقال نصر الحريري في مؤتمر صحافي عقده في مدينة إسطنبول التركية إنّه "يجب التعامل مع منتهكي القرارات الدولية في سورية كمجرمي حرب" مؤكدا على "ضرورة تبني التوصيات التي قامت بها لجنة التحقيق الدولية الخاصة حول الهجمات الكيمائية في سورية"، والتي أكدت في آخر تقرير لها استخدام النظام لغاز السارين في هجوم على مدينة خان شيخون في الرابع من نيسان الماضي.

 

ودعا الحريري إلى "تفعيل مبدأ العدالة الدولية من خلال سوق كافة المجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد إلى المحاكم الجنائية الدولية"، مضيفا: "على روسيا أن تتوقف عن مشاركة النظام في جرائمه وتقديم الدعم العسكري والغطاء السياسي له".

 

وشدد الحريري على ضرورة "دعوة مجلس الأمن لعقد لجنة طارئة وضرورة تفعيل القرارات الدولية الصادرة عنه"، مؤكدا على "ضرورة اتخاذ تدابير تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتطبيق البنود الإنسانية في القرارات الدولية، والتي تنص على إيصال المساعدات والإفراج عن المعتقلين".

المساهمون