وأوضح "جيش الإسلام"، أكبر فصائل ريف دمشق، على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، أنّ عناصره تصدّوا لهجوم قوات النظام على محور بلدة الريحان، في الغوطة الشرقية، "ما أدّى إلى حدوث مواجهات أسفرت عن مقتل خمسة وثلاثين عنصراً للنظام، وجرح آخرين".
وأفاد الفصيل أنّ "المواجهات أسفرت عن إعطاب عربة ناقلة جند مدرعة، إضافة إلى دبابتين من طراز (T72)"، كما نشر صوراً لما قال إنها "بطاقات للقتلى".
وبالتزامن مع ذلك، شنّت طائرات النظام وروسيا الحربية عشرات الغارات الجوية على محور المواجهات وبلدة عين ترما، وحي جوبر، شرقي العاصمة دمشق.
وفي غضون ذلك، أعلن فصيل "فيلق الرحمن" عن تصديه لهجوم آخر شنّته قوات النظام على بلدة عين ترما، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي على أطراف البلدة، دون إحراز أي تقدم.
كما تعرّضت منطقة جرود فليطة، في القلمون الغربي بريف دمشق، لغارات جوية، استهدفت مناطق سكنية، اقتصرت أضرارها على الماديات فقط.
إطلاق ناشط سياسي من السويداء
أطلق النظام السوري الناشط السياسي، جبران مراد، من محافظة السويداء، في ظل اتفاق تهدئة عقده مع ذويه وقوى ناشطة في المحافظة، بعد اعتقال دام نحو 40 يوماً.
وأفادت مصادر محلية أن "النظام أطلق سراح الناشط مراد، الذي كان قد اعتقل في التاسع من الشهر الماضي، على خلفية تعميم اسمه من قبل الأفرع الأمنية، جراء نشاطه منذ بداية الثورة وتردده على درعا، وإقامته في الأردن لأكثر من عام ونصف عام، قبل أن يعود إلى قريته القريا في محافظة السويداء".
وكان اعتقال مراد قد أثار موجة من الاحتجاجات العنيفة في المحافظة الشهر الماضي، تضمن محاصرة قيادة الشرطة، وخطف نحو 15 عنصراً أمنياً، قبل أن تتعهد اللجنة الأمنية بأن يتم إطلاق سراحه من قبل قضاء النظام مقابل وقف خطف العناصر الأمنية والاحتجاجات في المدينة، والذي أخر إطلاق سراحه هي مصادفة العطلة القضائية السنوية خلال الشهر الجاري.
ويحاول النظام، منذ عام 2014، عدم الاصطدام مع أهالي محافظة السويداء، إن كان عبر التوقف عن الاعتقالات السياسية، أو عدم اعتقال الممتنعين عن الخدمة العسكرية الإجبارية أو الاحتياطية، والذي تفيد مصادر رسمية أن عددهم وصل إلى 45 ألف شاب، بعد أن حاولت اعتقال عدد من الشباب واقتيادهم إلى الجبهات، إلا أن الأهالي، وبدعم من "حركة رجال الكرامة" المسلحة، كانوا يخرجونهم، وبالرغم من ذلك ما زال النظام يعتقل عشرات من أبناء المحافظة على خلفية مشاركتهم في الحراك المناهض له، وتشير تقارير إلى أن نحو 30 شاباً قضوا تحت التعذيب.
"تحرير الشام" ترفض وقف القتال
من جهة أخرى، رفضت "هيئة تحرير الشام" وقف هجومها على "حركة أحرار الشام الإسلامية" مبدية تحفظات على المبادرة المطروحة من قبل علماء دين تدعو لوقف الاقتتال، في إدلب، شمال غربي سورية، فيما أعلن أحد أبرز مكوناتها الانشقاق عنها.
وكان علماء دين وقيادي في "تحرير الشام" طرحو مبادرة تهدئة بين الطرفين، أمس الأربعاء، وافقت عليها "أحرار الشام"، فيما رفضتها الهيئة.
وذكرت الهيئة في بيان أنّ المبادرة المطروحة "هي كسابقاتها ولن تصمد، والمبادرة الحقيقة هي التي تطرح مشروعا لإدارة ذاتية للمناطق المحررة".
واعتبرت "تحرير الشام" أن "أي مبادرة لا تحقق الإدارة الواحدة، إنما تزيد من حجم التنافسات المشاريعية والتصارعات المحلية".
وفي الغضون، أعلنت حركة "نور الدين زنكي" أبرز مكوّنات الهيئة إلى جانب "فتح الشام" انفصالها عن الهيئة، لعدم قبول الأخيرة مبادرة وقف الاقتتال.
وذكرت الحركة المنتشرة في ريفي حلب وإدلب أنّ، "عدم تحكيم الشرع وعدم قبول المبادرة المطروحة وتجاوز لجنة الفتوى للمجلس الشرعي واتخاذ مجلس الشورى قرار بقتال أحرار الشام كل ذلك أدى لاتخاذ قرار الانفصال".
وتتواصل المواجهات بين الأحرار والهيئة منذ يومين، استولت خلاله الأخيرة على العديد من مواقع الحركة، عقب اشتباكات أدّت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم مدنيون.