المعارضة السورية تشن هجوماً مضاداً لتحصين طريق الكاستيلو

07 يوليو 2016
وصلت مؤازرة لدعم هجوم معاكس ضد النظام(حسين نصر/ Getty)
+ الخط -
بعد ساعات قليلة من مطالبتها بعدم الاقتراب منه، سمحت فصائل المعارضة السورية المسلحة للمدنيين والسيارات بعبور طريق الكاستيلو بعد استرجاع عدّة نقاط كانت قد سيطرت عليها قوات النظام، ليل الأربعاء - الخميس، في مزارع الملاح شمال مدينة حلب.


وأوضحت مصادر المعارضة لـ"العربي الجديد"، أنه "وصلت مؤازرة لدعم هجموم معاكس، تشنّه المعارضة، لاستعادة مزيد من النقاط التي سيطر عليها النظام".

وتحاول قوات النظام السوري والمليشيات المحلية والأجنبية التي تقاتل إلى جانبها، التقدم في منطقة الملاح، للاقتراب من طريق الكاستيلو، الذي يعتبر آخر خطوط إمداد المعارضة إلى حلب، وبالتالي تنجح في فرض حصار على السكان، وقوات المعارضة، بمناطق سيطرتها بمدينة حلب.

مصادر محلية، أوضحت لـ"العربي الجديد"، أن "قوات المعارضة تراجعت، ليل الأربعاء - الخميس، في منطقة الملاح، بعد هجوم عنيف لقوات النظام، أفضى إلى وصول الأخيرة إلى جامع الملاح، الذي يبعد نحو كيلومترين اثنين فقط عن طريق الكاستيلو، لتتمكن قوات النظام من رصد الطريق، وقطعه بشكل كامل".

ويمتد طريق الكاستيلو الذي تسعى قوات النظام إلى قطعه من دوار الجندول في مدخل حلب الشمالي باتجاه منطقة الشقيف الصناعية التي تسيطر عليها المعارضة وصولاً إلى منطقة الليرمون التي تسيطر عليها المعارضة أيضاً، ومن ثم بلدة حريتان شمال حلب ومنها إلى باقي مناطق سيطرة المعارضة في أرياف حلب الشمالية والغربية وفي ريف إدلب الشمالي.

ويبلغ طول هذا الطريق من دوار الجندول وصولاً إلى مدينة حريتان شمال حلب نحو ثلاثة عشر كيلومتراً تسعى قوات النظام، منذ أشهر، إلى السيطرة على أي نقطة على هذا الطريق بهدف فصل مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب عن مناطق سيطرتها في ريفها.

وستكون قوات المعارضة في وضع حرج جداً في حال تمكنت قوات النظام من قطع طريق الكاستيلو، ذلك أن نحو ثلثي مساحة مدينة حلب، وهي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ستصبح تحت حصار كامل. الأمر الذي سيؤدي إلى حصار نحو مائتي ألف مدني لا يزالون يقيمون إلى اليوم في مناطق سيطرة المعارضة بمدينة حلب على الرغم من استمرار القصف العشوائي على الأحياء التي يقطنونها منذ نحو أربع سنوات.

ويرجح أن ينتِج قطع الطريق، مآسي إنسانية كبيرة في حلب نتيجة انقطاع إمدادات المواد الغذائية والطبية. ويعود ذلك إلى أن قيام المؤسسات الإغاثية ومنظمات المجتمع المدني السورية بتخزين كميات كبيرة من الأغذية والمواد الطبية في مناطق سيطرة المعارضة ربما لن يجدي نفعاً في دفع الكارثة الإنسانية المنتظرة، خصوصاً في حال قررت قوات المعارضة الدفاع عن مدينة حلب إلى النهاية والصمود في حالة الحصار إن حصلت، وهو ما يرجحه مراقبون للوضع في حلب.

كما تقوم وحدات حماية الشعب (الكردية) المتواجدة في حي الشيخ مقصود شمالي الطريق، باستهدافه بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، في كل مرة تتلقى فيها ضربات من المعارضة في مواقع أخرى كعفرين، ومحيط مدينة إعزاز، التي تشهد نزاعاً للسيطرة عليها من قبل الوحدات وفصائل المعارضة.

وقد سقط عشرات القتلى من المدنيين بقصف، للطائرات الروسية والسورية، فضلاً عن قصف الوحدات الكردية المنضوية في مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة أميركياً.