ويرى الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، رياض نعسان آغا، أن المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، "يتفاءل بأن تتحسن الظروف المحيطة بالعملية السياسية حتى شهر أغسطس/آب المقبل، ولذلك جعله موعداً مبدئياً". مشيراً، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات "ستدرس دعوة الموفد الأممي، حال توجيهها، بناء على توفر المعطيات التي تساعد على البدء في مفاوضات ناجحة"، موضحاً أن الهيئة ستعقد اجتماعاً، منتصف الشهر المقبل، في مقرها بالعاصمة السعودية الرياض.
وردا على طلب سيرغي لافروف، من المعارضة السورية، عدم وضع شروط لاستئناف المفاوضات، أكد نعسان آغا أن الهيئة العليا للمفاوضات "كانت قد طلبت التأجيل، ولم تنسحب من المفاوضات"، مشيراً إلى أن سبب طلب التأجيل عدم التزام النظام وحلفائه بالقرارات الأممية.
وأوضح آغا، أنه "حين نطلب فك الحصار، ووقف القصف، وإطلاق المعتقلين، فإننا لا نضع شروطاً، وإنما نطالب بتنفيذ ما نص عليه قرار مجلس الأمن 2254".
ويرى مراقبون أن مسألة عودة المعارضة السورية والنظام إلى طاولة التفاوض في جنيف "لم تحسم بعد"، خاصة في ظل تمسك الجانب الروسي ببقاء بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية، وإمكانية ترشحه في أي انتخابات قادمة، الأمر الذي ترفضه المعارضة السورية.
وقال المبعوث الأممي الخاص بسورية، ستيفان دي ميستورا، يوم أمس الثلاثاء، إن المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة ستُستأنف في غضون شهر يوليو/تموز المقبل. مشيراً، خلال تقديمه تقريراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن الأخيرة لا تزال متمسكة بشهر أغسطس كموعد أقصى لإطلاق عملية التسوية السياسية في سورية.
وأوضح دي مستورا، أن مسألة انعقاد جولة جديدة من المفاوضات السورية، تتطلب التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة، موضحاً أن "كل الأطراف السورية وافقت، في المحادثات الأخيرة، على أن تكون هناك هيئة حكم انتقالي"، مشدداً، في الوقت ذاته، على أن "الحل العسكري في سورية لن ينهي الصراع، ونحتاج إلى إجراءات لبناء الثقة من أجل إنجاح المحادثات".
وفي حديث مع "العربي الجديد"، أشار سفير الائتلاف الوطني السوري في روما، بسام العمادي، إلى أن واشنطن "تطلب من موسكو الجدية، وأن تنتهي من تلاعبها"، مرجحاً عقد جولة مفاوضات جديدة، ومستبعداً بدء مرحلة انتقالية في أغسطس/آب المقبل، كما يأمل دي ميستورا.
للإشارة، نقلت وكالة "رويترز" عن وزارة الخارجية الروسية، أن سيرغي لافروف أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري، الثلاثاء، بحثا فيه آفاق استئناف العملية السياسية. وقال لافروف، إنه "ليس من المقبول أن تضع المعارضة السورية شروطاً مسبقة لاستئناف المفاوضات".
وكانت المعارضة السورية علّقت مشاركتها في مفاوضات الـ18 من شهر أبريل/نيسان الماضي، احتجاجاً على استمرار المجازر بحق المدنيين من قبل طيران النظام والمقاتلات الروسية، وبسبب عدم تحقيق تقدم حقيقي على المسار الإنساني، إذ لم يلتزم النظام بمضمون القرار الدولي 2254، مبقياً على حصاره للمدن والبلدات، ورافضاً تسهيل المساعدات الإنسانية، وإطلاق معتقلين، والخوض في جوهر العملية التفاوضية، وهو الانتقال السياسي من خلال تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات من دون بشار الأسد، تشرف على مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات وفق دستور جديد.
ويرى مراقبون، أنه طرأ تحسن "طفيف"، خلال الشهر الجاري، على صعيد تقديم المساعدات الإنسانية للمحاصرين، بعد ما دخلت قوافل مساعدات أممية إلى عدة بلدات وأحياء محاصرة، منها داريا جنوب غربي دمشق، وبلدات في الغوطة الشرقية لدمشق، وحي الوعر المحاصر في مدينة حمص، ومناطق أخرى.