ولم تذكر اللجنة، في بيان، مزيداً من التوضيحات حول الحادثة، لكنها أكدت أن "مثل هؤلاء الرجال الذين رفعتهم البطولة إلى جوار الأبرار والصديقين، سيكون كل منهم أمانة في أعناقنا وأيقونة صدورنا".
ونقل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن أسرة عوض الكريم، الذي يعمل معلماً، أن جثمانه الذي استلمته الأسرة بدت عليه علامات التعذيب.
في المقابل، قالت شرطة ولاية كسلا التي تقع فيها مدينة خشم القربة، في روايتها، إن المعتقل عوض الكريم توفي وفاة طبيعية.
وفي تصريح تلفزيوني، قال اللواء شرطة يس محمد حسن، مدير شرطة كسلا، إن الكشف الطبي الأولي للمعتقل عوض الكريم أكد أن الوفاة "طبيعية"، وأن أسرته وبعد معاينتها الجثمان اقتنعت بذلك.
وشهدت مدينة خشم القربة احتجاجات شعبية واسعة بعد تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير.
وتعليقاً على هذه الحصيلة الجديدة، أوضح "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي أعلن نبأ وفاة المعتقلين الآخرين جنوب كردفان، أن "نظام القتل والاستبداد، لم يكتف بإطلاق الرصاص على المواطنين العزل، ولم يشف غليل قياداته تقنين التعذيب البدني والنفسي للمعتقلين، بل لاحقهم داخل أقبية المعتقلات وزنازين الدم ليقضي على حياتهم بكل روح انتقام وبربرية"، على حد وصف البيان.
وأضاف التجمع في بيان مشترك له مع أحزاب معارضة أن الشعب السوداني "يُقتل من الأجهزة التي كانت مهمتها رعاية أمنه"، مشيراً إلى أن "صمت العالم عن هذه الجرائم مدعاة لاتهامه بالتواطؤ في الجرم".
وأكد تجمع المهنيين أن القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير "لن ترضى بغير إسقاط النظام وإقامة البديل الديمقراطي ومحاسبة كل القتلة، المجرمين وسفاحي القرن الواحد والعشرين".
وفي الأيام الأخيرة، انتقل النظام السوداني في مساعيه لوقف الحراك الشعبي المطالب بتنحي البشير، والذي دخل أسبوعه السابع، إلى استخدام ورقة المؤسسات العسكرية والأمنية، التي بدت مستنفرة، في محاولة لترهيب الشارع والتحذير من الجهوزية لمواجهة "المخططات ضد أمن البلاد".
وذكر مسؤولون أن تظاهرات السودان أدّت إلى مقتل 30 شخصاً، بينما تقول جماعات حقوقية إن عدد القتلى يزيد على 40 شخصاً، بينهم أطفال وعاملون في القطاع الطبي، منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 كانون الأول/ ديسمبر.