المعارضة الجزائرية تكسر مسلسل إخفاقاتها

14 يونيو 2014
المعارضة نجحت في امتحان عقد مؤتمرها (فاروق باتشي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تخطّت المعارضة السياسية في الجزائر، بنجاح، امتحان عقد المؤتمر الخاص، يوم الثلاثاء الماضي، الذي جمع كافة أطيافها على اختلاف التوجهات الإيديولوجية. لكن تحديات كثيرة ما زالت بانتظارها في المستقبل، خصوصاً ما يتعلق بمدى نجاحها في تشكيل ضغط حقيقي في مواجهة السلطة.

ويزيد نجاح عقد المؤتمر من حجم الضغط على المعارضة، إذ يفرض عليها التحوّل النوعي في أدوات عملها وخطابها، وتجنّب عوامل الفشل التي أدت إلى إخفاق تجارب التكتلات السابقة.

وخلال العقدين الماضيين، نجحت المعارضة في إنجاز عدد من التكتلات، بدءاً من تجربة "العقد الوطني" التي جمعت أحزاباً إسلامية وعلمانية وشخصيات مدنية مستقلة. وتمكنت من تنظيم ندوة "سانت ايجيديو" في روما، لكنها لم تنجح في الاستمرار بهذا التكتل حتى آفاقه الأخيرة، إذ نجحت السلطة في استعادة حزب جبهة التحرير الوطني إلى صفها، ولاحقاً عدّل حزب العمال اليساري مواقفه، وانحاز إلى صف السلطة.

كما كانت تجربة مجموعة "7 + 1"، التي تشكلت عام 1997، بعد ما يُقال إنه كان تزويراً للانتخابات البرلمانية، مجتمعة على نقطة واحدة تتعلق بالتحقيق في مجريات الانتخابات وكشف التزوير المزعوم، لكن المجموعة سرعان ما تلاشى وجودها السياسي.

وفي العام 2012، أسست أحزاب المعارضة تكتل "مجموعة العشرين"، عشية زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى الجزائر، لمطالبة الحكومة الجزائرية بالضغط على فرنسا وإلزامها بالاعتذار والاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الجزائر، ودفع تعويضات للضحايا، لكن هذه المجموعة لم تحقق أياً من أهدافها.

ولم تكن السلطة وحدها مَن ساهمت في تفكك تكتلات المعارضة التي أسست سابقاً، عبر استدراج بعض الأحزاب إلى المشاركة في الحكومة، كـ"التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية"، و"حركة مجتمع السلم" و"حركة النهضة"، وإخراجها لفترة قبل أن تعود هذه الأحزاب تباعاً إلى مربع المعارضة. لكن المعارضة ذاتها لم تكن قادرة على إيجاد "حلول الإبداع السياسي".

وقد تمكّن نجاح جهاز الاستخبارات، خلال العقدين السابقين، من إدارة الأزمة السياسية في البلاد، واستطاعت السلطة تفتيت المعارضة ونسف مشاريعها. وقد شكل النزاع على الزعامة بين قيادات المعارضة، فضلاً عن الخلافات الايديولوجية بين أطرافها، وعدم النضج السياسي، وسرعة التحوّل في المواقف إزاء قضايا راهنة، أهم العوامل التي وقفت في وجه تشكيل قطب سياسي ضاغط على السلطة.

المساهمون