المصريون يمرّون كِراماً على حلوى المولد

22 ديسمبر 2014
تراجع الإقبال على حلوى المولد بمصر 50% (أرشيف/AFP)
+ الخط -

سجّلت أسعار حلوى المولد النبوي الشريف في مصر، ارتفاعاً بين 30 و35% مقارنة بالعام الماضي، وذلك نتيجة لزيادة أسعار الخامات وكلفة الإنتاج وموجة التضخم التي ضربت البلاد بفعل إجراءات حكومية تقشفية، ما دفع الأسر المصرية إلى خفض الكميات التي اعتادت شرائها للنصف تقريباً.

وقال تجار، لـ"العربي الجديد"، إنهم قاموا بتقليل حجم وأوزان علب الحلوى، لتتماشى مع الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد، وحتى لا يشعر المواطنون بارتفاع الأسعار، موضحين أن هذه الطريقة لم ترفع المبيعات كما كان متوقعاً، وظل السوق راكداً بنسبة 50% مقارنة بالأعوام السابقة.

واعتاد المصريون، منذ عهد الدولة الفاطمية (في الفترة من 909 إلى 1171 ميلادياً)، على تناول حلوى خاصة لمناسبة المولد النبوي.

وقال محمد خالد، موظف بإحدى شركات القطاع الخاص: "الأسعار ارتفعت بشكل كبير جداً عن العام الماضي. اضطررت لشراء نصف الكمية فقط، حتى لا أفسد على أولادي وزوجتي الفرحة بالمولد النبوي".

واشتكت نبوية عبد الجليل، ربة منزل بحي العمرانية بالجيزة، من ارتفاع أسعار حلوى المولد النبوي هذا العام، مضيفة أنها ستقلّل الكمية، لكنها لا تستطيع التوقف عن شراء الحلوى من أجل أطفالها.

وقال زين عبده، موظف بوزارة الأوقاف، إن المصريين قد يقلّلون الكميات التي كانوا يشترونها في السنوات السابقة، لكنهم لا يتوقفون عن شراء حلوى المولّد النبوي، لما تمثّل لهم هذه المناسبة من قيمة كبيرة من جانب، ولإرضاء الأطفال من جانب آخر.

وقال صلاح العبد، رئيس شعبة الحلويات بغرفة القاهرة التجارية، إن الأسعار تشهد ارتفاعاً مقارنة بالعام الماضي، نتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج وزيادة أسعار النقل والطاقة وارتفاع أسعار الدولار بشكل كبير جداً، مقارنة بالعام الماضي.

وأوضح أن أسعار بعض أنواع المكسرات شهدت ارتفاعات بنسبة كبيرة، مثل السمسم، والذي

ارتفعت أسعاره من 14 إلى 23 جنيهاً خلال العام الجاري، ووصل سعر الحمص إلى 22 جنيهاً بدلاً من 13 جنيهاً خلال العام الماضي، والفستق وصل سعره إلى 180 جنيهاً للكلغ، نتيجة تعثّر عمليات استيراده من سورية، مشيراً إلى أن معظم أنواع المكسرات يتم استيرادها من تركيا.

ولفت إلى بوادر ركود تحيط بأسواق حلوى المولد هذا العام، مُرجعاً ذلك إلى انخفاض الكميات التي يقبل عليها تجار التجزئة، وذلك بشكل ملحوظ يصل إلى نحو 50% مقارنة بالعام الماضي، الأمر الذي يوحي بانخفاض حجم الطلب من جانب المستهلكين، ما يدفع التجار للحد من المعروض تجنّباً لكساد البضاعة وتفاديا للخسارة.

وقال حمدي عبد اللطيف، صاحب محل حلويات بالجيزة، إن عدداً كبيراً من أصحاب المحلات قاموا بتقليص حجم قطع وعلب الحلوى لتوافق أذواق المستهلكين، خاصة في العلب التي تحتوي على جوز الهند والملبن وغيرها، وذلك للتحايل على ارتفاع الأسعار ومحاولة لتصريف البضائع.

المساهمون