المشاهير إعلانات مجانية للأطباء!

13 ابريل 2015
راغب علامة وزوجته مع الطبيب انشاصي (العربي الجديد)
+ الخط -

في عصر أصبح التجميل موضة مكمّلة لحضور الفنان وشكله، وحتى تفاعل أو تأثر الجمهور به.
التحق قبل سنوات عدد من المغنين اللبنانيين والعرب بعيادات أطباء التجميل الذين وجدوا في هذه الظاهرة دليلاً، بل طريقاً للترويج لأنفسهم من خلال صورة يلتقطها الطبيب مع المغني أو الممثل، تكفيه لإقناع عدد من الزبائن العاديين بزيارته أو القيام بعملية تحسين أو تجميل مماثلة لما أجرته المطربة أو الممثل.


درجت في العقد الأخير من القرن الحالي العلاقة الوطيدة التي أصبحت تربط بين المغنين والممثلين وأطباء التجميل، وذاع في لبنان تحديداً صيت مجموعة من الأطباء الذين عرفوا تماماً كيف يسوقون لأنفسهم من خلال إقناع الفنان أو الاستعانة به والتقاط الصور معه للقول إنهم يقفون وراء شكله ووسامته والتحسينات التي طرأت على الفنان.



من دون شك فإن تميز شكل المغنيات في السنوات الأخيرة كان عاملاً إضافياً في نجاحهن، فلم يعد مقبولاً في عصر الصورة وطغيان التكنولوجيا من هواتف خلوية وكاميرات وغيرها من الوسائل أن تظهر المغنيات في العالم العربي بصورة عادية، أصبح كل شيء مدروساً، وفتحت نوافذ كثيرة وأسئلة حول إمكانية التشبّه بالمغنية "المثال" في الجمال من قبل الجمهور، فأصبح طبيعياً أن تتسع الدائرة لتشمل الطبيب وخبير التجميل للمحافظة على الشكل الذي يؤثر في اعتقاد المشاهير على الجمهور، فيجعلهم يقلدونه! 


أما عن ثورة خبراء التجميل في تسعينيات القرن الماضي والتغييرات التي قام بها هؤلاء على صعيد "الماكياج" وتقنية "فوتوشوب" فقد انتهت إلى البحث عمن يصنع أو يكرس جمال خبير التجميل ليس في الألوان أو في الرسم الذي يعتمده فقط، بل الإبقاء على هذا الشكل بفضل الجراحة التجميلية والمواد الطبية الخاصة، ثم بالاستعانة ثانوياً بخبير التجميل. فكان الوشم بداية لتحسين "الحاجب" عند النساء، ثم وشم الفم بطريقة تظهر الشفاه المكتنزة، لكن ذلك يبقى برأي  المشاهير أو خبراء التجميل حلاً مؤقتاً ينتهي بعد سنوات ويصبح بحاجة إلى مراجعات. فاختار بعضهم الذهاب إلى طبيب التجميل الذي بات محركاً أساسياً في لعبة الشكل، وبدأت عمليات نفخ الخدود، والشفاه، وشد العيون وبالطبع رسم الأنف بالطريقة المثالية.


هذه الثورة التجميلية في عالم الطب دفعت عدداً من الأطباء اللبنانيين والعرب للدخول إلى ما  يشبه المعركة، في إقناع أو إثبات مقدرتهم الطبية أو تفوقهم في زيادة جمال الشكل أو تحسين الوجه أو الأسنان، والاستعانة بالوجوه المعروفة من عارضات أزياء ثم مطربين، ومغنيات. 

 طبيب التجميل الشهير نادر صعب كان أول من استغل الإعلام والعديد من القنوات التلفزيونية التي أخذت بيده وروّجت لرؤيته الخاصة بالتجميل.


أسس صعب شهرة واسعة جداً ليس في لبنان فقط بل على صعيد العالم العربي، فاستعان بداية بوجوه إعلاميات لبنانيات ثم بصحافيات من نافذة التبادل الإعلاني، إذ كان يجري لهن عمليات تجميلية بسيطة مقابل إعلانات خاصة في الوسائل التي يكتبون فيها، وصولاً إلى عدد من المغنيات أو الممثلات اللواتي يلجأن بين فترة وأخرى للطبيب صعب.

وفي سياق متصل خرج قبل سنوات طبيب الإسنان "محمد انشاصي" مستعيناً بمكتب إعلامي يصدر له البيانات الصحافية حول تعاونه مع المغنين والممثلين، فيكفي أن يلتقط الطبيب صوراً مع مغن ولو في مناسبة خاصة لنشر الصورة والعمل على الترويج لها، من خلال مكتبه الإعلامي، ثم استضافة المغني في عيادته وتقديم كافة التسهيلات العلاجية أو التجميلية لأسنانه.

من المؤكد أن الفكرة تروق لأي واحد من المشاهير، والذي لم يعد مضطراً لدفع تكلفة علاجه أو عملية تجميل يخضع لها، تزيد في اعتقاده من جاذبيته أو وسامة تزيد جمهوره ويتأثر بها هذا الجمهور، وتكفي الصورة التي تجمعه بالطبيب لتكون ضمن الاتفاق على تبادل هذا التعاون، فيستفيد الفنان من علاجه المجاني ويقدم إعلاناً في المقابل للطبيب.


   
دلالات
المساهمون