المشاكل الاقتصادية تدفع مواطناً لبنانياً للانتحار: خسر عمله وزوجته مريضة سرطان

بيروت
F79ED122-582A-49B8-AE82-4B38F780EFB4
عصام سحمراني
صحافي لبناني، سكرتير تحرير مساعد في الصحيفة الورقية لموقع "العربي الجديد".
02 ديسمبر 2019
AED69B81-F7AE-4BD6-8E2C-B12015D2F245
+ الخط -
مأساة جديدة عاشها اللبنانيون مساء أمس وصباح اليوم، بعد انتشار خبر انتحار مواطن لأسباب معيشية، ما يمثل مؤشراً خطيراً على الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، والتي دفعت قبل 47 يوماً إلى انتفاضة ما زالت مستمرة ضدّ الفساد السياسي وما يؤدي إليه من فشل تنموي وحرمان للطبقتين الوسطى والفقيرة، ومحاربة لهما في لقمة العيش.

الحادثة وقعت في بلدة عرسال، في البقاع الشمالي، شمال شرقي لبنان، فذكرت المعلومات أنّ المواطن ناجي الفليطي (40 عاماً) متزوج وله بنت وصبي، وقد أنهى حياته شنقاً بحبل.

وبعدما حكي كثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية حول ديون صغيرة متراكمة على الفليطي، أو عدم قدرته على دفع مصروف جيب صغير لابنته، ما دفعه إلى الانتحار، تقصّى "العربي الجديد" الدوافع الأساسية للحادثة، من المصدر، إذ تحدثت نائبة رئيس بلدية عرسال، ريما كرنبة، صباح اليوم، عن جوّ عام خانق في البلدة، لا يختص بالراحل الفليطي وحده، بل يمتد إلى معظم السكان.

قالت كرنبة، إنّ المسألة لا ترتبط بمبلغ بسيط كما قيل، بل هي نتيجة تراكم مجموعة من المشاكل: "ناجي الفليطي، كان يعيش في معاناة منذ فترة، خصوصاً بعدما توقف عن العمل في مناشر الحجر (مصانع تجهيز أحجار الباطون) مثله مثل كثيرين من أبناء البلدة، وهو العمل الذي يدرّ عليه دخلاً بسيطاً لا يتجاوز 20 دولاراً يومياً". تابعت: "زوجته مريضة سرطان، ولا جهة ضامنة تغطيها، وهكذا يضطر لدفع أجرة المستشفيات أسبوعياً، كما أنّ دواءها الشهري ثمنه 200 دولار، علماً أنّ العيادة التي تتابع معها لا تتقاضى منها أجرة الفحوص حتى، بسبب القرابة مع الطبيب".

في مثل هذه الظروف أقدم الفليطي على الانتحار، بينما ظروف أشقائه تماثل ظروفه تماماً، بحسب كرنبة، التي أشارت إلى أنّه وعدداً من أشقائه كانوا يعتمدون على دخل شقيق واحد لهم يعمل في الزراعة، لكنّ الموسم ضُرب تماماً، وخسر 20 مليون ليرة دفعة واحدة (13.3 ألف دولار أميركي بحسب السعر الرسمي).
أما عن أوضاع البلدة التي عانت في السنوات الماضية من مشاكل أمنية عدة، فأشارت كرنبة إلى أنّ الفقر منتشر بكثرة، حتى أنّ موسم الصقيع الذي بدأ قبل شهر ونصف لم يتمكن الأهالي من مواجهته بالصوبيات (سخانات تعمل على المازوت أو الحطب) لعدم قدرتهم على شرائها وشراء الحطب، بل يستعيضون عنها للتدفئة بالأغطية السميكة لا أكثر.


وبينما تذكّر حادثة الانتحار الأخيرة بحادثة أخرى راح ضحيتها المواطن جورج زريق، الذي أحرق نفسه أمام مدرسة ابنته أوائل العام الجاري، لعدم تمكنه من دفع الأقساط المترتبة عليه، فإنّ مواطناً آخر من صيدا، بوابة الجنوب، حاول إحراق نفسه أمس بالذات، في ساحة إيليا، حيث اعتصامات الحراك الثوري الشعبي، لكنّ شباناً كانوا بالقرب منه أنقذوه بعدما سكب على نفسه مادة البنزين، وهمّ بإشعال النار. وذكرت معلومات أنّ الرجل أربعيني لديه ثلاثة أبناء، وعاطل من العمل منذ أكثر من عام.

ذات صلة

الصورة
المستوطن الإسرائيلي زئيف إيرليك الذي قتل في جنوب لبنان (إكس)

سياسة

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأربعاء، بمقتل مستوطن إسرائيلي خلال معارك مع حزب الله في جنوب لبنان، بعد دخوله "دون موافقة رسمية".
الصورة
سيلين في مباراة لكرة القدم بلبنان (حساب سيلين/ إنستغرام)

رياضة

تعرضت اللاعبة اللبنانية لكرة القدم للسيدات، سيلين حيدر لإصابة خطرة، جراء شظايا صاروخ أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدف منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوب.

الصورة
من مجزرة المركز الصحي في دورس بقضاء بعلبك 14 نوفمبر 2024 (إكس)

مجتمع

في جريمة حرب جديدة ضد الكوادر الطبية والمرافق الصحية في لبنان، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس مجزرة في بلدة دورس في محافظة بعلبك الهرمل
الصورة
مجزرة عين يعقوب في عكار شمالي لبنان 12/11/2024 (عمر إبراهيم/رويترز)

سياسة

تهيمن الصدمة والغضب على السكان، في بلدة عين يعقوب الواقعة في أقصى شمال لبنان، فيما يواصل مسعفون البحث بأيديهم بين أنقاض مبنى كانت تقطنه عائلات نازحة.