اقتحمت مجموعات من المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، وبشكل متقطّع من باب المغاربة، تحت حراسة أمنية إسرائيلية مشدّدة، في حين يواصل المصلّون استعداداتهم لمنع أي صلاة تلمودية، داخل أسوار المسجد.
من جهةٍ ثانية، أقدم مستوطنون متطرّفون في ساعة مبكرة من صباح اليوم، على الاعتداء على تلميذين من مدرسة الأيتام الإسلامية "ب"، في حي باب السلسلة، في البلدة القديمة بالقدس، واضطرّت المدرسة إلى إغلاق أبوابها، وتسريح طلابها.
وفي تطوّرٍ لافت، أطلق مستوطن النار باتجاه مجموعة من الشبان، بالقرب من بلدة حزما شمالي القدس المحتلة، بعد تعرّض مركبتهم للرشق بالحجارة.
وكانت عدّة مركبات للمستوطنين، ومن بينها حافلة ركاب تابعة لشركة "إيغد" الإسرائيلية، تعرّضت فجر اليوم، لهجمات بالحجارة والزجاجات الحارقة وإطلاق نار، قامت على إثرها قوات الاحتلال باقتحام قرية حزما، للبحث عن المهاجمين.
إلى ذلك، اعتدى عشرات المستوطنين، على عاملين فلسطينيين في بلدة دير ياسين غربي القدس المحتلة، كانا في طريقهما للعمل هناك، وعلم "العربي الجديد"، أنّ العاملين هما فؤاد عبيد من بلدة العيسوية، ومحمد فخري أبو ارميلة من بلدة كفر عقب، وتمّ نقلهما إلى المستشفى، بعد إصابتهما بجروح ورضوض في مختلف أنحاء الجسم.
وأصيب أيضاً صباح اليوم الطفل خضر العجلوني (16 عاماً)، من سكان البلدة القديمة بالقدس، بجروح متوسطة بعد أن ألقى جنود الاحتلال، به من على نحو 20 درجة، بحسب ما أفادت عائلة العجلوني لـ"العربي الجديد".
وفي غضون ذلك، فجّرت قوات الاحتلال صباح اليوم، منزل الشهيد عبد الرحمن الشلودي، كجزءٍ من الخطوات العقابية والرد على العمليات الفلسطينية، عبر استئناف سياسة هدم المنازل التي كانت توقفت قبل نحو عشر سنوات.
وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهرونوفيتش، قد أعلن أنّ حكومته تعتزم إضافة 200 عنصر من الشرطة، ونشر أفراد وحدات خاصة على مشارف القرى والأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة، إلى جانب القيام بنشر حواجز عند مخارج الأحياء والقرى.
وكرّر أهرونوفيتش، في مقابلةٍ مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ادعاءات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بأنّ ما يحدث ليس انتفاضة بل هي حرب سننتصر فيها في نهاية المطاف، مدّعياً أنّ الانتفاضة كانت عملاً شعبياً يومياً وما يحدث الآن في القدس مختلف.
وأقرّ بأنّ كافة العمليات التي جرت لم تكن منظّمة، وأنّه لم تتوفّر للأجهزة الإسرائيلية أية معلومات عن منفّذي هذه العمليات، مشيراً إلى أنّه من الصعب جداً تعقب فرد يقرر في صباح يوم ما القيام بعملية في القدس.
وفي سياقٍ متّصل أيضاً، تقرّر نشر أربع وحدات من حرس الحدود في المدينة إلى جانب تعزيز الحراسة على المؤسسات العامة، وأعلن رئيس بلدية الاحتلال، نير بركات عن حملة خاصة لتجنيد المتطوعين للحرس المدني لتعزيز ومساندة قوات الأمن.