التساقطات المطرية التي تعرفها مناطق في المغرب في هذه الأيام، تنعش آمال محمد الدكالي، من منطقة الجديدة، التي تعتبر من الأحواض الزراعية المغربية الشهيرة، هو يراقب أحوال الطقس هذه الأيام، حيث يأمل أن تستمر التساقطات، حتى يبدأ عملية الحرث بشكل مبكر.
كما العديد من المزارعين، الدكالي لن يتخذ قرار الحرث، إلا بعدما يشعر بأن التساقطات ستكون بكميات، تعد الأرض لتلك العملية. خبرته تجعله يمنّي النفس بأن تأتي الأمطار في العام الحالي في مستوى التوقعات، فهو يخشى أن يأتي الغيث خلال أيام، فينكب على عملية الحرب، قبل أن ينحبس مدة لا يتمناها كما في أعوام سابقة.
ورغم حالة التردد التي تنتابه في الفترة الحالية، إلا أنه يرى أنه لا مفر من بدء عملية الحرث، فهو مزارع مرتبط بالأرض، يؤكد أنه سيحسم أمره في الأيام القليلة المقبلة، كما العديد من المزارعين، ويبدأ في تقليب الأرض، التي كانت سخية كثيرا في العام الماضي.
حسب الدكالي أن محصول الحبوب في العام الماضي، الذي جاء قياسا، يشكل حافزا للمزارعين، كي يقبلوا على الحرث هذا العام في وقت مبكر نسبيا، حتى لا يقترف بعضهم الخطأ الذي وقعوا فيه في العام الماضي، حيث كانوا تأخروا في الحرث، بسبب تأخر الأمطار، وعندما جاءت بكميات مهمة بعد ذلك، كان عليهم أن يبذلوا مجهودا مضاعفا من أجل تدارك ما فات.
وفي الأيام الأخيرة، توالت توقعات مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، التي تترقب نزول الأمطار، حيث تكون في بعض المناطق عبارة عن زخات مطرية رعدية قوية، بل إنها أًصدرت في نهاية الأسبوع نشرات خاصة حول تساقطات مهمة في العديد من المناطق.
وأول أمس الإثنين، أعطى وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، إشارة انطلاق الموسم الفلاحي الجديد، حيث حث المزارعين على الشروع مبكرا في عملية الحرث، بما لذلك من تأثير إيجابي على توسيع المساحة المزروعة بالنسبة لجميع المزروعات.
غير أن انطلاقة الموسم الفلاحي، الذي يعتبر موعدا سنويا درج عليه المغرب، يتزامن مع بداية موسم زراعة الحبوب، الذي يعول عليها المغرب كثيرا في إعطاء دفعة قوية للنمو الاقتصادي، كما في العام الحالي، حيث بلغ محصول الحبوب 115 مليون قنطار.
حاول وزير الفلاحة في الكلمة التي ألقاها عند إعطاء انطلاقة الموسم الفلاحي، أن يمنح حافزا للمزارعين كي يقبلوا على الحرث، حيث أكد أن المؤشرات تشير إلى أن التساقطات المطرية التي شهدها المغرب في الموسم الماضي، ستتكرر.
اقرأ أيضاً: المغرب يسعى إلى وقف نزيف الموارد المائية
فقد بلغ المعدل الوطني للتساقطات المطرية في الموسم الماضي 400 مليمتر، بزيادة بنسبة 4%، قياسا بالمستوى الذي يسجل في سنة عادية. غير أن تلك التساقطات، جاءت في الموسم الماضي، مرتفعة بـ43%، مقارنة بالموسم الذي قبله.
في الكلمة التي ألقاها الوزير ألح على ضرورة مباشرة عملية الزرع في وقت مبكر، والسعي للاستفادة من الإجراءات التي توفرها الدولة، بما يساعد على مواكبة الموسم الفلاحي بشكل استباقي وتحقيق نتائج أفضل.
ويساهم النشاط الزراعي بنسبة 15% في الناتج الإجمالي المحلي بالمغرب، هذا ما دفعه إلى تبني سياسة فلاحة منذ ثمانية أعوام تعتني بالزراعة التصديرية وتشجع على الزراعة التضامنية التي تهم صغار المزارعين.
التساقطات المطرية الأخيرة، لم تشمل جميع المناطق الزراعية في المغرب، لكن المزارعين يتفاءلون خيرا، فهم يأملون في أن تعم الأمطار جميع المناطق، هذا ما يعبر عنه عبدالله المسكيني بمنطقة البروج، التي تبعد عن الدار البيضاء بنحو 140 كلم، التي تعول كثيرا على الأمطار في الأنشطة الزراعية فيها.
المنطقة تعرف بتربية المواشي، غير أن المزارعين مثل المسكيني، لا يتخلون عن زراعة الحبوب، رغم كون الأرض هناك تحتاج للشروع في حرثها الكثير من المياه، حتى تصبح طيعة عند الحرث. المسكيني يؤكد أن طلب الأمطار لا تمليه فقط زراعة الحبوب، بل إن المزارعين يهفون إليها، كذلك، حتى تساعد في توفير الكلأ (الأعلاف) للمواشي التي تعتبر الأجود في البلاد.
يتعلق المزارعون في المغرب بالأمطار كثيرا، رغم وجود مساحات تروى عبر المياه الجوفية، فالأمطار هي أمل المزارعين الذين أضحوا في الأعوام الأخيرة أكثر مراقبة لأحوال الطقس، كما يؤكد ذلك مسؤولون في الأرصاد الجوية.
اقرأ أيضاً: المغرب يسعى لإنعاش صادراته الغذائية