تنطلق، غداً السبت، في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال مؤتمر "العرب والكرد: المصالح والمخاوف والمشتركات"، الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
ويأتي هذا المؤتمر في إطار سلسلة مؤتمرات العرب والعالم التي تلتئم سنوياً، وتتناول علاقات العرب مع جيرانهم في الإقليم وكذلك مع القوى الفاعلة على الساحة الدولية.
ويدرس المؤتمر لأول مرة مسألة "الآخر" ضمن الدولة العربيّة الحديثة؛ في محاولةٍ لتقديم فهمٍ أكثر عمقاً للمسائل الإشكاليّة في العلاقات العربية - الكردية في ضوء التطورات السياسية المتسارعة التي تعيشها دول المشرق العربي.
وتناقش جلسات المؤتمر، الذي يشارك فيه طيف واسع من المثقفين والخبراء العرب والكرد، عدداً من المحاور الرئيسة، أبرزها: التكون التاريخي للمسألة الكردية في العراق وسورية، والدولة الوطنية وإشكالية الهوية في العراق، والمسألة الكردية في سورية، بالإضافة إلى تصورات النخب وحدود المشاركة السياسية، والقوى الإقليمية والمسألة الكردية في سورية والعراق، ودور القوى الكردية في التحولات السياسية في العراق.
ويعد المؤتمر أوسع تظاهرة أكاديمية في موضوع العلاقات العربية - الكردية، يجتمع فيها باحثون وأكاديميون مختصون عرباً وكرداً لمناقشة قضايا إشكاليّة راهنة تفرض نفسها بقوة على الأجندات البحثية العربية والكرديّة معاً، وتتنوع مواضيعها بتنوع التخصصات العلميّة والأكاديمية.
وتعود العلاقات العربية - الكردية بجذورها في عمق التاريخ؛ ولأكثر من ألف عام، شكّل العرب والكرد جزءاً من فضاء ثقافي واحد، لم يتمايز فيه الطرفان قومياً إلا بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية.
ومع تنامي حدة النزعات القومية في المنطقة، بدأت عملية منهجية لتفكيك الشراكة التاريخية بين الطرفين. ويمكن اكتشاف ذلك، من جهة الكرد، من خلال محاولة إبعاد كل ما هو عربي أو من أصول عربية في الثقافة الكردية، ومن جهة العرب، في قيام الدولة التسلطية بإقصاء الكرد، وإنكار حقوقهم الثقافية واللغوية.
وبمرور الوقت، بدأت تتضح معالم المشروع القومي الكردي، الذي أخذ يشدّ الحركات الكردية بعيدًا عن مطالب المواطنة المتساوية في إطار الشراكة الوطنية مع العرب، وصولًا إلى محاولة رسم منطقة قومية خالصة، بالاستفادة من الظروف الإقليمية الراهنة.