رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة، اليوم الأربعاء، كما كان متوقعاً، وأبقى على توقعاته للسياسة النقدية في السنوات المقبلة من دون تغيير إلى حد كبير، في ظل نمو مطرد في الاقتصاد وقوة سوق العمل.
وقال المجلس، في بيان حول السياسة النقدية، إنه رفع سعر الإقراض القياسي لليلة واحدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق يتراوح بين 2% و2.25%.
ومباشرة بعد إعلان القرار الأميركي، قال البنك المركزي الكويتي، اليوم الأربعاء، إنه قرر إبقاء سعر الخصم عند مستواه الحالي البالغ 3% من دون تغيير.
بدوره، رفع البنك المركزي البحريني أسعار الفائدة على الإيداع لأجل أسبوع إلى 2.50% من 2.25%. كذلك رفع سعر فائدة الإيداع لأجل ليلة واحدة إلى 2.25% من 2%، وفائدة الإيداع لأجل شهر واحد إلى 3.25% من 3%، وسعر فائدة الإقراض إلى 4.25% من 4%.
تلاه أيضاً قرار مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس 25 نقطة أساس إلى 225 نقطة أساس (2.25%) من 200 نقطة أساس. كما قررت رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء إلى 275 نقطة أساس (2.75%) من 250 نقطة أساس، على أن يسري القرار بأثر فوري.
ولاحقاً، رفع البنك المركزي الإماراتي "سعر إعادة الشراء (الريبو) الذي ينطبق على اقتراض سيولة قصيرة الأجل من المصرف المركزي بضمان شهادات الإيداع، 25 نقطة أساس". كما رفع "أسعار الفائدة المطبقة على شهادات الإيداع التي يصدرها، وذلك تماشياً مع ارتفاع أسعار الفائدة على الدولار الأميركي".
وما زال المركزي الأميركي يتوقع زيادة أسعار الفائدة مرة أخرى في ديسمبر/ كانون الأول و3 مرات أخرى في العام المقبل، فضلا عن زيادة واحدة في عام 2020. ويصل هذا بسعر الفائدة القياسي إلى الإقراض لليلة واحدة إلى 3.4%، وهو ما يزيد بنحو نصف نقطة مئوية فوق توقعات المجلس لسعر الفائدة "المحايد" الذي تكون الفائدة عنده لا تحفز الاقتصاد ولا تقيده.
وانخفض الدولار مقابل اليورو بعد نشر بيان مجلس الاحتياطي الاتحادي، بينما استقر منحنى العائد على السندات الأميركية وارتفعت الأسهم.
ويتوقع المجلس نمو الاقتصاد بوتيرة أسرع من المتوقعة عند 3.1% هذا العام واستمرار نموه بوتيرة متوسطة لثلاث سنوات على الأقل، في ظل انخفاض مطرد في معدلات البطالة واستقرار التضخم بالقرب من مستوى اثنين في المائة المستهدف. وزيادة أسعار الفائدة هذه هي الثالثة خلال العام الجاري والسابعة في الأرباع الثمانية الأخيرة.
وقبل رفع الفائدة الأميركية، تماسكت الأسهم الأوروبية عند أعلى مستوياتها في نحو 4 أسابيع اليوم، وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعاً 0.3%، بينما سجل المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني ارتفاعاً بلغت نسبته نحو 0.1%.
وتلقى المؤشر ستوكس، يوم الأربعاء، دعماً من الأسهم الدفاعية، مثل أسهم قطاعي السلع الاستهلاكية والرعاية الصحية، بينما تراجعت الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية بعد أن قادت معظم المكاسب في الآونة الأخيرة.
وتصدر قطاع المواد الأساسية قائمة القطاعات الخاسرة، بعدما هبطت أسعار النحاس متأثرة بارتفاع الدولار قبيل زيادة أسعار الفائدة الأميركية.
كذلك هبطت أسهم قطاع النفط مع اتجاه المستثمرين لجني الأرباح التي تحققت بعد ارتفاع أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوى في 4 سنوات فوق 80 دولاراً للبرميل.
وانخفض سهم بي.بي 0.3% بينما نزل سهم توتال 0.1%، وخسر سهم دويتشه بنك 1.4% بعدما فند تكهنات بأنه قد يسعى إلى الاندماج.
(رويترز، العربي الجديد)