المرزوقي: الاعتدال والجيش والمجتمع المدني وراء نجاح الثورة التونسية

25 يوليو 2014
المرزوقي تحدّث في عيد الجمهورية (مارك ويلسون/Getty)
+ الخط -

أكد الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، يوم الجمعة، أن قدر تونس هو حكم الشراكة، مشدداً بمناسبة عيد الجمهورية على "عدم قدرة شخص أو حزب أو طبقة أو جهة أو أيديولوجية على الاستفراد بالسلطة".

وأضاف أن الوفاق الذي "منعنا به الانجراف نحو الفوضى والعنف هو نفس الوفاق الذي يجب على التونسيين والتونسيات أن يتمسكوا به غداً للمضي في نفس الطريق. مما يعني أن علينا ألا نسيء للمستقبل بالإساءة للحاضر".

 وتوقف المرزوقي مطولاً عند تقييم العام الذي مضى، بدءاً باغتيال الشهيد شكري بلعيد في فبراير/ شباط و الشهيد محمد البراهمي في يوليو/تموز 2013، كما ترحّم على شهداء الجمهورية "فرحات حشاد، الحبيب بورقيبة، وصالح بن يوسف والهادي شاكر وكل الأبطال المغمورين الذين صنعت تضحياتهم الدولة والجمهورية".

وفي حين، ذكّر الرئيس التونسي بـ"السنة الصعبة التي مرّت على تونس، عبر مسلسل أزمات آخرها فاجعة الشعانبي، لفت في المقابل إلى "إنجازات عديدة تم تحقيقها".

وأوضح أنه "كنا على قاب قوسين أو أدنى من السقوط في الفوضى أو العودة للاستبداد.لا عدنا للاستبداد ولا حصلت الفوضى". وأضاف "حافظنا على كل الحريات الفردية والجماعية وأساساً حرية الرأي وحرية التظاهر". وتابع: "لم يسجن صحافي واحد ولم يحاكم مواطن واحد على موقف سياسي ولم يقتل متظاهر واحد".

وأشاد المرزوقي بإنجاز التوافق "على حكومة تكمل المرحلة الانتقالية"، داعياً إلى "دعمها حتى نصل إلى المرحلة الانتخابية في أحسن الظروف". كما تطرق إلى تحديد "تاريخ الانتخابات التشريعية والرئاسية وفقاً لأحكام الدستور وبدء الاصلاحات لتكون الآلة الاقتصادية جاهزة للانطلاق حالما تنتهي المرحلة الانتقالية".

وشرح المرزوقي أسباب ما سمّاه "الاستثناء التونسي"، في إشارة إلى نجاح تونس بالمضي في العملية السياسية على خلاف بقية بلدان الربيع العربي.

وقال: "اعتدال ووسطية الشعب وطبيعة الجيش المتميّز بالتمسّك بالشرعية وقوّة وحضور المجتمع المدني الذي لعب الدور الكبير وقدرة النخبة السياسية على التفاوض والتنازل المتبادل، هي التي "وفّرت على بلادنا ويلات العنف ومن ثمّ يمكن القول إنها حقّقت مهمّة السياسة الأولى".

وأشار المرزوقي الى ان "الانتخابات القادمة ستقرر مصير التونسيين لا للسنوات الخمس المقبلة فقط وإنما ربما لعقود".

وطالب التونسيين بالمشاركة الكثيفة في الانتخابات لأنهم "إذا لم يختاروا من يمثّلهم ومن سيحكمهم الخمس سنوات المقبلة، فسيتركون هذه القوة الهائلة بيدي غيرهم. وخاطب التونسيين بالقول "كونوا من صناع التاريخ لا من ضحاياه".

المساهمون