المرحلة الثانية من "العاصفة": مناورات مصرية سعودية استعداداً للآتي

16 ابريل 2015
تتعرض السعودية لضغوط من حدودها الجنوبية(فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن الاستعدادات للانتقال إلى المرحلة الثانية من حملة "عاصفة الحزم" في اليمن، تسير على قدم وساق، لمواجهة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. مرحلة ثانية تتزامن مع دخول الغارات (المرحلة الأولى) أسبوعها الرابع، وقد تطبعها مزاوجة بين الغارات الجوية والتدخل البري الموضعي المحدود في أهداف استراتيجية. ودخلت الاستعدادات منحى جديّاً مع بدء دراسة الأمر على أرض الواقع، في وقت تزداد الأوضاع الإنسانية والمعيشية في المحافظات اليمنية سوءاً، في ظل استمرار غياب الكهرباء والمشتقات النفطية، فضلاً عن فقدان العديد من المواد الغذائية الرئيسية.
وبعد أيام على إجراء القوات السعودية والباكستانية تدريبات عسكرية مشتركة، وغداة القرار الباكستاني بإرساء معادلة عدم المشاركة في الحملة التي يقودها التحالف العشري في اليمن، مقابل التأكيد أن القوات الباكستانية ستدافع عن أمن السعودية واستقرارها إذا تطلّب الأمر، أعلنت مصر والسعودية، مساء الثلاثاء، عن بدء مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين على أرض الأخيرة، من دون إعلان أسباب هذه المناورات المفاجئة. وجاء قرار المناورات خلال زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، في زيارة قصيرة، التقى خلالها وزير الدفاع المصري الفريق صدقي صبحي، وأعقبها لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتتعرض السعودية إلى ضغوط من الحدود الجنوبية، إثر تجمع مليشيات الحوثيين على الحدود مع المملكة في المنطقة الجنوبية، وسط اشتباكات متقطعة بين المليشيات والجيش السعودي. وأوضح بيان الرئاسة المصرية، أنه في ختام المحادثات تم الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة، لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي المملكة العربية السعودية، وبمشاركة قوة عربية مشتركة، تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج.

اقرأ أيضاً: هكذا خطف صالح الجيش اليمني واستخدمه في صراعاته

في غضون ذلك، أفادت مصادر مقربة من المؤسسة العسكرية، أن التدريبات العسكرية المشتركة، التي لم يحدد موعدها بعد، هي بداية الاستعدادات لعمليات عسكرية برية في اليمن ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، خصوصاً بعد قرار القاهرة إرسال حوالي 700 من عناصر النخبة في الجيش المصري إلى الأراضي السعودية. وأشارت المصادر لـ "العربي الجديد" إلى أن مصر كانت واضحة في التعامل مع الأزمة اليمنية، بدعم الحل السياسي والمفاوضات التي كانت ترعاها دول الخليج، وحينما فشلت وتجاوز الحوثيون في تصرفاتهم بات الأمر خطيراً.
وأكدت المصادر نفسها أن "القوات المسلحة المصرية يمكن أن تشارك في عمليات برية، لكن بعد دراسة الموقف بشكل جيد على الأرض في المملكة، وحساب قدرات القوات العربية الأخرى المشتركة، وعدد الدول التي ستدفع بمقاتلين إضافة إلى دراسة جغرافية المنطقة". ولفتت إلى "أن التدريبات المشتركة ستسمح للقادة العسكريين في التواجد بالقرب من العمليات، وتحديد أنسب الطرق للتدخل البري في حال تقرر ذلك".
كما أشارت المصادر إلى أن "التدريبات المشتركة كانت بطلب من السعودية وليس مصر، ولا سيما مع تزايد الضغط على الأرض من قبل الحوثيين على جنوب السعودية، ومحاولة استهداف القوات البرية". وشددت على أن المملكة تسعى لإقناع الدول المشاركة بالدفع بقوات برية استعدادا لعمليات برية في اليمن، متوقعة ألا يتم التدخل برياً في اليمن إلا عقب دراسة الأمر جيداً، وفقا لما ذكرته قيادات عسكرية مصرية رفيعة.
وكانت مصر أعلنت بعد بدء عمليات "عاصفة الحزم"، المشاركة في العمليات بالأسطول البحري والجوي، والاستعداد للمشاركة البرية إذا لزم الأمر. وهو اتجاه دعمه المتحدث باسم عاصفة الحزم، العميد أحمد عسيري، بالقول في أكثر من مرة خلال المؤتمر الصحافي اليومي لإعلان عمليات التحالف.
من جهته، اعتبر الخبير العسكري، اللواء عادل سليمان، أن التدخل البري في اليمن وارد بشكل كبير، ومشاركة مصر فيه حال حدوثه أمر مؤكد، وفقاً لما جاء في تصريحات وزارة الخارجية الرسمية. وأوضح سليمان في حديثه إلى "العربي الجديد" أن "التدخل البري في اليمن أصعب أجزاء عمليات عاصفة الحزم، نظراً لأنه يخضع لحسابات دقيقة عسكرياً، لأن الخطأ فيها يكون فادحاً للغاية، بعكس العمليات الجوية".
وأكد أن المناورات العسكرية المشتركة بين مصر والسعودية على أراضي الأخيرة، بمثابة رسالة حول الاستعداد للعمليات البرية، وإلا لماذا توقيت إجراء هذه المناورات. بيد أن الخبير العسكري شدد على أن مسألة التدخل البري تحتاج لاستعدادات من نوع خاص، لإجراء عملية تنسيق بين القوات كافة المشاركة في العمليات، فضلا عن معرفة من هي تلك القوات المشاركة وطبيعة تجهيزاتها. وهي كلها أمور يصعب التكهن بها، وبالطبع تحتاج إلى مزيد من التروّي في اتخاذ القرار بشأن العمليات البرية في اليمن.
ووفقاً لسليمان، فإن التدخل البري صعب لعدم القدرة على تحديد مكان الدخول إلى اليمن. ولفت إلى أن التدخل في حال تم من السعودية باتجاه الأراضي اليمنية فإنه سيكون مباشرة إلى شمال اليمن حيث صعدة وعمران، التي تعتبر معاقل للحوثيين، فضلاً عن أنها مناطق جبلية وعرة. وأضاف سليمان أما "إذا تحدثنا عن الإنزال جواً فهناك مشكلة، في من سيساعد القوات على الأرض، وإذا تحدثنا عن إنزال من البحر في عدن، فالطريق إلى أماكن تجمع الحوثيين صعب للغاية وبعيد".

اقرأ أيضاً: استعدادات التدخل البرّي باليمن: 700 جندي مصري إلى السعودية
المساهمون