عرفت المدن الصحراوية في الجزائر خلال العقود الماضية، سلسلة من التحولات الاجتماعية والعمرانية غيرت على نحو عميق من أسلوب العيش ونمط العلاقات والبنى الاقتصادية وبالتالي الحياة في هذه الحواضر.
ويرى دارسون في ملتقى عقد عام 2014 في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة قـاصدي مرباح - ورقلة الجزائرية أن التحولات تشير إلى أن "مجتمع هذه المدن يتجه أكثر فأكثر نحو اللاتجانس بأصول جغرافية مختلفة، وملامح اجتماعية متعددة.
في سياق مماثل، صدر الجزء الثاني من كتاب "تحولات المدينة الصحراوية الجزائرية" بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين الجزائريين، وهو من إصدارات "مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة" في مدينة الأغواط الجزائرية، يأتي الكتاب في محورين رئيسيين تندرج تحتهما العديد من الأوراق البحثية، وهو من إعداد الأكاديميين عبد القادر خليفة، ومحمد السيد محمد أبو رحاب.
المحور الأول يتناول "الاستدامة وتهيئة المستقرات السكنية الصحراوية"، ويتضمن عدة أوراق حول حماية التراث اللامادي وطرق الحفاظ عليه، وأزمة السكن القصوري في الصحراء الجزائرية، وتطوير جودة التراث العمراني وغيرها. كما يفرد المحور الأول دراسة حول "حاسي مسعود" وهي المنطقة الصناعية للمدينة الجديدة، من حيث أنها نموذج مقترح للتنمية المستدامة.
يتناول المحور الثاني من الكتاب التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والديموغرافية والسلوكية، ويبدأ مع بحث حول الموروفولوجيا السوسيوثقافية، والحراك المجالي والتغير الاجتماعي في المدن الصحراوية، وسوسيولوجيا التراث والهوية الثقافية والحضارية في الصحراء الجزائرية، ويتناول الباحثون في هذا المحور عدة مدن ومناطق كدراسة حالة، منها إقليم أدرار والزبيان والأغواط.
من الباحثين والأكاديميين المشاركين في الكتاب: التخي بلقاسم، ويوسف بدر الدين، وطيب سعيدة، وطارق بن بيه، وبوخليفي قويدر، وبن لحبيب بشير وآخرين.