قال المخرج المصري، علاء عبد الرازق، إن سوق الأفلام التسجيلية (الوثائقية)، يشهد عزوفاً من المنتجين، مشيراً في حوار مع " العربي الجديد" أن ارتفاع الأسعار والحالة الاقتصادية، أثر على صناعة الأفلام وعلى الذوق العام للجمهور تجاه الفنون في مصر.
•ما هي أسباب قيامك بإنتاج الكثير من أعمالك؟
اضطررت لإنتاج معظم أعمالي من الأفلام الوثائقية التي شاركت بها في العديد من المهرجانات، لأن هذه النوعية من الأفلام تجد عزوفاً من المنتجين في معظم الأحيان، لذا فأنا أنتج لنفسي وأقوم بتسويق العمل أو بيعه مثل معظم الزملاء في نفس مجالي.
*ولماذا لم تفكر في إنشاء شركة إنتاج خاصة بك أو مشاركة أحد الزملاء للاستثمار في هذا المجال طالما أنك تنتج لنفسك؟
أي شركة إنتاج فني تتكلف أموالاً طائلة لإنشائها وهذا ما لا يتوفر لي، فضلاً عن قلة خبرتي ودرايتي بهذا المجال المتعلق بالمشاريع التي تخص الإنتاج الفني، وبالتالي فالمخاطرة في هذا التوقيت مرفوضة لأنني لو فكرت في هذا الموضوع سأنفق عليه كل ما لدي من أموال، وسأكون بذلك عرضة لخسارة سنوات كثيرة، وسأحتاج بعدها إلى أكثر من سبع سنوات لتعويض ما فاتني بسببها؛ وهو ما يجعلني أبتعد عن الاستثمار في الفن بشكل كبير.
ولكن هناك كثير من المخرجين الذين لديهم قدرة مالية، يؤسسون شركات إنتاج ليسهلوا على أنفسهم المصاعب التي تواجههم في هذا المجال.
*ألم تتأثر صناعة الأفلام التسجيلية والسينمائية بارتفاع الأسعار والحالة الاقتصادية في مصر؟
بكل تأكيد تأثرت صناعة الأفلام التسجيلية بشكل أكبر من السينمائية التي عادت مؤخرًا إلى الرواج، والدليل أن هناك إيرادات عالية جدًا لبعض أفلام عيد الأضحى التي عرضت في سينمات مصر، فضلاً عن تغير الذوق العام لبعض الفئات من الجمهور الذي ترك الأفلام الهابطة، وذهب إلى الجادة ومنها فيلم "الجزيرة2" الذي حقق في الأيام الأولى له في السينما ما يقرب من 20 مليون جنيه، وهذا مؤشر جيد بأن الجمهور يسير في الاتجاه الصحيح الذي يبشرنا كصناع للفن بالخير.
*نرجو إلقاء الضوء على جوانب تأثر مجال الأفلام التسجيلية بتراجع الاقتصاد؟
أدى تراجع الأوضاع الاقتصادية إلى زيادة أجور العاملين بسبب ارتفاع أجرة المواصلات وأعباء الحياة، كما زادت تكلفة الإنتاج الأمر الذي يدفعك لرفع سعر بيع الفيلم، وبالتالي يتسبب ذلك في ركود بهذا المجال.
*هل أنت ممن يخشون الفشل ويبتعدون عن المخاطرة؟
المخاطرة أو المغامرة مطلوبة وأنا شخصيًا أحب المغامرة وهذه طبيعة عملي كمخرج، وكثيراً ما أقدم على أفكار يتجنبها البعض ويخشى فشلها عندما تتحول إلى فيلم تسجيلي ووثائقي وبالتالي هذه النقطة تعتبر مخاطرة ومغامرة، ولكن يجب أن تكون محسوبة العواقب.
*"صفارة الحكم" هو أحدث أفلامك التسجيلية والذي ستعرضه قناة الجزيرة في برنامج "تحت المجهر"، هل تطرقت فيه لبعض هذه القضايا الخاصة بالشعب المصري وما يعانيه؟
تطرقت في هذا الفيلم إلى معاناة شباب "الأولتراس" مع الشرطة ومذبحة بور سعيد، وصراعهم من أجل العودة مرة أخرى إلى المدرجات وضحاياهم وتضحياتهم، من أجل أحلامهم وطموحاتهم المشروعة والتي لا يجدون لها متنفسا، واستعنت في هذا الفيلم ببعض اللقطات الحية التي قمت بتصويرها بنفسي منذ أكثر من عام، ومقاطع أخرى حصلت عليها من شباب داخل هذه الروابط.
*هل تفكر في الاستثمار خارج المجال الفني؟
من الصعب أن أقبل على هذه الخطوة؛ لأنني لا أفهم في التجارة ولا في المشاريع الاستثمارية، ولكن إن وجدت الفكرة المناسبة فلم لا؟ سأجرب.
*وما هي أهم خطوة لكي يقيم الفنان مشروعاً جديداً؟
على الفنان أن يدرس السوق والمنافسين والمدة المحتملة للمكسب، واحتمالات الخسارة التي يمكن أن تصيب المشروع في بعض الأحيان والاستعداد لمواجهتها، كما يجب استشارة خبراء بهذا المجال وتقديم دراسة جدوى لأي مشروع حتى لو كان صغيراً، حتى يستطيع المستثمر استكمال مشروعه أو العدول عنه أو التعديل فيه.
*هل تستهويك متابعة أخبار البورصة؟
أتابع أخبارها مثل أي شخص آخر، وأهتم فقط بالأرباح التي تحققها البورصة وأسعد بها مثل أي مصري.