يشهد المجتمع العربي في فلسطين الداخل ارتفاعاً حاداً في نسبة متعاطي المخدرات من الشباب، خصوصاً تلاميذ المدارس الذين تراوح أعمارهم ما بين 12 و18عاماً.
وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أنّ 12 في المائة من الشباب العرب يتعاطون الحشيش (القنب الهندي)، وهو ارتفاع كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
وفي هذا الإطار، قال الأستاذ الجامعي وليد حداد، وهو مفتش المجتمع العربي لسلطة مكافحة المخدرات والكحول خلال مؤتمر "التغيير بداية التحفيز"، الذي عقد أمس الأول في مدينة حيفا: "عندما نتحدث عن تعاطي المخدرات في المجتمع العربي، نجري الأبحاث عن أماكن تواجد الشباب، فنرصدهم في المدارس ومراكز التجمعات. وقد تبيّن لنا وجود 12 في المائة من جيل 12 - 18 عاماً يتعاطون الحشيش، و9 في المائة يتعاطون المخدرات الكيميائية، ونحو 25 في المائة يشربون الكحول. بالنسبة للجنس، فإنّ تعاطي الفتيات للمخدرات أقل بكثير مما هو لدى الشبان".
بمقارنة المجتمع العربي مع المجتمع اليهودي، يتبيّن أنّ شرب الكحول لدى اليهود أكثر بكثير ويصل إلى 60 في المائة من الشباب. لكنّ تعاطي الحشيش هو نحو 10 في المائة لدى اليهود. وكذلك المخدرات الكيميائية الخطيرة نسبتها لدى اليهود 4 ونصف في المائة.
يقول حداد إنّ أزمة المخدرات موجودة في كل المدن والقرى العربية وتتركز في المدن المختلطة (عربية - يهودية). ويحصل الشباب على الحشيش بسهولة في القرى مع إمكانية زراعته. أما في المدن والبلدات العربية فيحصلون على المخدرات الكيميائية من بعض أكشاك البيع، خصوصاً أنّ تعريفها في القانون كمادة خطيرة، وليس كسموم، يجعل عقوبتها مختلفة عن عقوبة بيع المخدرات. كما يجري تسويقها بمعزل عن رقابة البلديات، على عكس المناطق اليهودية التي تشددت في منع مثل هذه الأكشاك.
يشير حداد إلى أنّ مكافحة المخدرات تنقسم إلى مستويين هما العرض والطلب. الأول تتولاه الدولة من خلال "محاربة تجارة المخدرات وإقفال الحدود". أما الطلب فهو "مسؤولية المجتمع العربي والسلطات المحلية العربية المقصّرة في هذا المقام".
وبخصوص برامج التوعية، يؤكد حداد أنّها تجري على ثلاثة مستويات "مع الشباب والأهل والمهنيين. لا يكفي أن تقدم توعية للشباب بخصوص خطورة سموم الأكشاك، من دون توعية الأهل والمهنيين". وتشمل فعاليات التوعية في المدارس ورشات عمل ومحاضرات ومسرحيات وأفلام، خصوصاً أنّ "تجارة المخدرات اليوم متوفرة عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كالواتساب"، بحسب حداد.
بدوره، يقول المختص النفسي والأستاذ الجامعي زياد خطيب: "يمر المجتمع العربي في تغيير لغوي وعادات وتقاليد، وذلك كله ينعكس على ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات. المشاكل التي تخص المخدرات تخص أيضاً التغيير الذي يحصل في مجتمعنا من جميع النواحي. هناك تغييرات أنثروبولوجية ولغوية واجتماعية، تتجلى في العنف والبنية العائلية. وهو تغيير جرى في السنوات الثلاثين الأخيرة".
أما عن أسباب تعاطي المخدرات، فيقول: "العوامل النفسية تلعب دورها في تعاطي المخدرات. هناك ظروف اجتماعية معينة تؤدي إلى استعمال المخدرات. وهي ظروف شخصية تقبل التأثير عليها من الخارج".
وعن أهم العوامل في محاربة هذه الظاهرة، يقول: "المطلوب إعادة طرح مفهوم بناء العائلة من خلال تعزيز السلطة الأبوية عليها. أما على المستوى الاجتماعي، فإعادة النظر في طبيعة المجتمع الاستهلاكي وخصائصه من خلال دراسة القيم المنتشرة فيه. وهو طرح يحتاج الى جرأة تربوية كبيرة. فما الذي نريده من هذا النموذج الاستهلاكي وما الذي لا نريده؟ طرح هذه الإشكاليات والعمل على حلّها يؤدي إلى تراجع تعاطي المخدرات وسط الشباب من ضمن قضايا أخرى".
مصادرة الفرد والأرض
يلفت الأستاذ وليد حداد إلى أنّ عرب الداخل امتلكوا دائماً خطة لمنع مصادرة الأرض، لكنّهم لم يضعوا خطة لمنع مصادرة الفرد. ويعلق: "قضية الفرد في مستوى قضية الأرض. مجتمعنا يمر بمرحلة انتقالية من تقليدي محافظ إلى استهلاكي. لكنّه غير جاهز لمرحلة تحمل معها الكثير من الظواهر السلبية كالمخدرات".
اقرأ أيضاً: "العمرة" طريقة فلسطينية لعلاج متعاطي المخدرات
وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أنّ 12 في المائة من الشباب العرب يتعاطون الحشيش (القنب الهندي)، وهو ارتفاع كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
وفي هذا الإطار، قال الأستاذ الجامعي وليد حداد، وهو مفتش المجتمع العربي لسلطة مكافحة المخدرات والكحول خلال مؤتمر "التغيير بداية التحفيز"، الذي عقد أمس الأول في مدينة حيفا: "عندما نتحدث عن تعاطي المخدرات في المجتمع العربي، نجري الأبحاث عن أماكن تواجد الشباب، فنرصدهم في المدارس ومراكز التجمعات. وقد تبيّن لنا وجود 12 في المائة من جيل 12 - 18 عاماً يتعاطون الحشيش، و9 في المائة يتعاطون المخدرات الكيميائية، ونحو 25 في المائة يشربون الكحول. بالنسبة للجنس، فإنّ تعاطي الفتيات للمخدرات أقل بكثير مما هو لدى الشبان".
بمقارنة المجتمع العربي مع المجتمع اليهودي، يتبيّن أنّ شرب الكحول لدى اليهود أكثر بكثير ويصل إلى 60 في المائة من الشباب. لكنّ تعاطي الحشيش هو نحو 10 في المائة لدى اليهود. وكذلك المخدرات الكيميائية الخطيرة نسبتها لدى اليهود 4 ونصف في المائة.
يقول حداد إنّ أزمة المخدرات موجودة في كل المدن والقرى العربية وتتركز في المدن المختلطة (عربية - يهودية). ويحصل الشباب على الحشيش بسهولة في القرى مع إمكانية زراعته. أما في المدن والبلدات العربية فيحصلون على المخدرات الكيميائية من بعض أكشاك البيع، خصوصاً أنّ تعريفها في القانون كمادة خطيرة، وليس كسموم، يجعل عقوبتها مختلفة عن عقوبة بيع المخدرات. كما يجري تسويقها بمعزل عن رقابة البلديات، على عكس المناطق اليهودية التي تشددت في منع مثل هذه الأكشاك.
يشير حداد إلى أنّ مكافحة المخدرات تنقسم إلى مستويين هما العرض والطلب. الأول تتولاه الدولة من خلال "محاربة تجارة المخدرات وإقفال الحدود". أما الطلب فهو "مسؤولية المجتمع العربي والسلطات المحلية العربية المقصّرة في هذا المقام".
وبخصوص برامج التوعية، يؤكد حداد أنّها تجري على ثلاثة مستويات "مع الشباب والأهل والمهنيين. لا يكفي أن تقدم توعية للشباب بخصوص خطورة سموم الأكشاك، من دون توعية الأهل والمهنيين". وتشمل فعاليات التوعية في المدارس ورشات عمل ومحاضرات ومسرحيات وأفلام، خصوصاً أنّ "تجارة المخدرات اليوم متوفرة عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كالواتساب"، بحسب حداد.
بدوره، يقول المختص النفسي والأستاذ الجامعي زياد خطيب: "يمر المجتمع العربي في تغيير لغوي وعادات وتقاليد، وذلك كله ينعكس على ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات. المشاكل التي تخص المخدرات تخص أيضاً التغيير الذي يحصل في مجتمعنا من جميع النواحي. هناك تغييرات أنثروبولوجية ولغوية واجتماعية، تتجلى في العنف والبنية العائلية. وهو تغيير جرى في السنوات الثلاثين الأخيرة".
أما عن أسباب تعاطي المخدرات، فيقول: "العوامل النفسية تلعب دورها في تعاطي المخدرات. هناك ظروف اجتماعية معينة تؤدي إلى استعمال المخدرات. وهي ظروف شخصية تقبل التأثير عليها من الخارج".
وعن أهم العوامل في محاربة هذه الظاهرة، يقول: "المطلوب إعادة طرح مفهوم بناء العائلة من خلال تعزيز السلطة الأبوية عليها. أما على المستوى الاجتماعي، فإعادة النظر في طبيعة المجتمع الاستهلاكي وخصائصه من خلال دراسة القيم المنتشرة فيه. وهو طرح يحتاج الى جرأة تربوية كبيرة. فما الذي نريده من هذا النموذج الاستهلاكي وما الذي لا نريده؟ طرح هذه الإشكاليات والعمل على حلّها يؤدي إلى تراجع تعاطي المخدرات وسط الشباب من ضمن قضايا أخرى".
مصادرة الفرد والأرض
يلفت الأستاذ وليد حداد إلى أنّ عرب الداخل امتلكوا دائماً خطة لمنع مصادرة الأرض، لكنّهم لم يضعوا خطة لمنع مصادرة الفرد. ويعلق: "قضية الفرد في مستوى قضية الأرض. مجتمعنا يمر بمرحلة انتقالية من تقليدي محافظ إلى استهلاكي. لكنّه غير جاهز لمرحلة تحمل معها الكثير من الظواهر السلبية كالمخدرات".
اقرأ أيضاً: "العمرة" طريقة فلسطينية لعلاج متعاطي المخدرات