المخاوف تزداد في المغرب.. من يوقف كابوس المنشطات؟

03 يوليو 2016
المغرب أمام شبح المنشطات (العربي الجديد)
+ الخط -

يبدو أن مسلسل المنشطات في الرياضة بشكل عام، يشغل بال العالم بأسره، فبعد أزمة تعاطي الكثير من الرياضيين الروس أنواعاً محظورة من العقاقير وإيقاف عدد كبير منهم ضربت أزمة بلداً عربياً، حيث باتت قصة المنشطات المغربية تشبه كثيراً المسلسلات التركية من حيث عدد الحلقات، وطول المدة، حيث إنه ومع بزوغ فجر كل يوم، إلا ويخرج العديد من القصص والأخبار التي تتحدث عن ثبوت حالة جديدة من حالات تناول الرياضيين المغاربة للمنشطات.

توقيفات جديدة
وأعلن الاتحاد المغربي لألعاب القوى يوم الخميس، عن توقيف العداء المغربي، إسماعيل بنصغير، نظراً لتناوله مواد محضورة، لمدة أربعة أعوام، وذلك من الفترة المتراوحة بين 12 أبريل/ نيسان 2016، و12 أبريل/ نيسان 2020.

وإسماعيل بنصغير هو عداء منتم لنادي الفتح الرياضي الرباطي، إلا أن الاتحاد المغربي لألعاب القوى لم يختره ضمن لائحة العدائين المشاركين في الألعاب الأولمبية التي ستقام بريو دي جانيرو صيف هذا العام 2016.

وعاد اسم العداء المغربي أمين لعلو ليرتبط مجدداً بظاهرة تعاطي المنشطات، بعد أن كان قد أوقف لعامين في الفترة ما بين 2012 و2014، إثر تعاطيه مواد محضورة هو الآخر، حيث حرم على إثرها من الدخول الى عاصمة بريطانيا لندن للمشاركة في أولمبياد 2012 ليغيب بالتالي عن إحدى أشهر المسابقات العالمية للرياضيين.

وجرى إيقاف أمين لعلو من جديد على خلفية تناوله هذه المواد، لكن العقوبة هذه المرة حكمت على العداء ذي الـ 34 عاما بإنهاء مشواره الرياضي بصفة نهائية، حيث وصلت العقوبة إلى التوقف لمدة ثماني سنوات، اعتبارا من مايو/ أيار 2016، وحتى مايو/ أيار من عام 2024، وبالتالي سيكون من المستحيل عليه العودة لممارسة الرياضة كمحترف، خاصة حين يبلغ عمر الـ42، إذ إنه سيكون قد فقد الكثير من لياقته البدنية، بسبب تقدمه في السن وغيابه عن المنافسات.

ارتفاع في الأعداد
وارتفع عدد العدائين المغاربة المتعرضين للتوقف من جراء ظاهرة تناول المنشطات إلى أربعة عدائين في ظرف زمني قصير لم يتجاوز الأسبوعين الأخيرين، إذ كانت اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد المغربي لألعاب القوى، قد أعلنت عن إيقاف مليكة إسحاسح لمدة أربع سنوات، ونجيم القاضي لمدة سنتين.

وأصيبت الرياضات الجماعية بالمغرب كذلك بهذا الداء المعدي، عقب إيقاف أربعة لاعبين في كرة السلة بسبب تناول المنشطات، مباشرة بعد مباراة نهائي كأس العرش الذي أقيم يوم 28 مايو/ أيار الماضي بين جمعية سلا والوداد الرياضي البيضاوي، وانتهى لفائدة السلاويين بقاعة مدينة تطوان.

وتم إيقاف لاعبين من صفوف الوداد الرياضي البيضاوي، ومثلهما من صفوف جمعية سلا بسبب رفضهم الخضوع لفحوصات المنشطات مباشرة بعد نهاية المباراة النهائية لكأس العرش، وهو ما يعني ثبوت إيجابية العينة، بحسب قوانين مكافحة المنشطات، حيث يعمد البعض إلى التهرب ما يدفع المسؤولين للاتجاه إلى معاقبتهم بسبب عدم قبولهم إجراء الأمور اللازمة من فحوصات وأمور روتينية ترافق ذلك.

الملاكمة وقعت في الفخ أيضاً
وتابع الكل في المغرب قبل أسابيع قليلة، كيف ثبت تناول ملاكمين مغربيين للمنشطات، وهما حمزة البربري وسعيد هرنوف وقبلهم بشهرين، الملاكم الثالث محمد العرجاوي الذي كان أيضاً قد تناول مواد محظورة في عالم الرياضة، وهو الأمر الذي سيعرّضهم لا محالة لإيقاف قد يمتد لفترة طويلة للغاية، والأكيد أنهم لن يشاركوا في أولمبياد ريو 2016، حيث كانوا من المؤهلين للمنافسة هناك، ولربما ستمنعهم العقوبة من المشاركة حتى في أولمبياد 2020، وبالتالي يعتبر هذا الأمر ضربة موجعة لهم، وللعبة الملاكمة المغربية بشكل خاص والرياضة المغربية بشكل عام.

الأمر نفسه ينطبق على حكيمة مصلاحي لاعبة التايكواندو، والتي ثبت تورطها هي الأخرى في مسألة تناول المنشطات، مما يعرضها للعقوبة التي ستصدر قريباً، وستمنعها بكل تأكيد من المشاركة في أولمبياد ريو، والتي كانت قد كسبت ورقة تأهلها إليه، مما يعني أن أحلام العديد من الرياضيين المغاربة تحطمت بسبب هذا الداء، والذي يعتبر من أخطر الأمور التي قد يدخل في غمارها بعض اللاعبين من أجل التقدم إلى الأمام والوصول إلى النجومية بسرعة.


المساهمون