وطالبت المحكمة رئيس الكنيست بتوجيه دعوة إلى جلسة انتخاب رئيس جديد للكنيست، حتى الأربعاء المقبل، لتفادي إصدار قرار قضائي بهذا الخصوص. وكان رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، قد أعلن الأربعاء الماضي رفع جلسة الكنيست التي كان مقرراً فيها انتخاب رئيس جديد، بحجة أنه لم يجرِ التوصل بعد إلى اتفاق على شكل الحكومة المقبلة في المفاوضات التي دارت بين "الليكود" الذي يتزعمه رئيس الحكومة المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، وبين تحالف كاحول لفان بقيادة الجنرال بني غانتس، الذي حصل الأسبوع الماضي على تكليف رسمي من رئيس الدولة الاحتلال، رؤوفين ريفلين، لتشكيل الحكومة المقبلة.
ويحاول "الليكود" بقيادة نتنياهو تأجيل ومنع عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للكنيست عن تحالف "كاحول لفان"، لأن ذلك يمنحه عملياً صلاحيات التحكّم بجدول أعمال الكنيست، ما قد يعرقل مستقبلاً عمل أي حكومة قد يشكّلها حزب "الليكود".
من جهة ثانية، يسعى تحالف "كاحول لفان" الذي يملك، حالياً، بفعل دعم "القائمة المشتركة" للأحزاب العربية، 61 صوتاً مقابل 58 صوتاً لليكود بقيادة نتنياهو، إلى تكريس انتخاب رئيس جديد للكنيست من صفوفه، وتشكيل لجنة ناظمة بأغلبية الأحزاب المؤيدة له، لإجبار الليكود والمعسكر المؤيد له، على مواصلة مفاوضات تشكيل حكومة وحدة وطنية، علماً أن مثل هذه المفاوضات كانت قد توقفت رسمياً يوم الجمعة الماضي.
ويملك غانتس، بحسب كتاب التفويض، مهلة 28 يوماً بدأت مع تكليفه الاثنين الماضي، مع فرصة للحصول على مهلة ثانية من 14 يوماً، يسعى خلالها إلى فرض شروط حزبه على نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية، أو الذهاب إلى حكومة أقلية تعتمد على دعم من أصوات النواب العرب في الكنيست.
في المقابل، يهدد "الليكود" بأنّه إذا أصرّ حزب "كاحول لفان" على انتخاب رئيس جديد للكنيست، واستبدال رئيس الكنيست الحالي، المنتهية ولايته هو الآخر، قبل التوصل إلى تفاهمات مع "الليكود"، فإنّ ذلك سيؤدي بمعسكر الليكود والأحزاب المناصرة له إلى رفض أي سيناريو لحكومة وحدة وطنية وتفضيل الذهاب إلى انتخابات رابعة، علماً بأن إسرائيل شهدت بين إبريل/نيسان 2019 ومارس/آذار الحالي ثلاث معارك انتخابية لم تؤدِّ أي منها إلى حسم واضح يمكِّن أياً من الحزبين الكبيرين، الليكود بزعامة نتنياهو، و"كاحول لفان" بزعامة غانتس من تشكيل حكومة ائتلاف تتمتع بدعم 61 عضو كنيست على الأقل من أصل 120 عضواً في الكنيست الإسرائيلي.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، ظهر اليوم الاثنين، أنّه على الرغم من حالة التشنّج الحالية وتراشق الاتهامات بين المعسكرين، إلا أنّ هناك اتصالات غير مباشرة بين الطرفين للخروج من المأزق الحالي، وخاصة في ظل أزمة تفشي فيروس الكورونا الجديد.