المحتجون اللبنانيون يعودون لقطع الطرق ويعدّون لتظاهرة أمام البرلمان

02 يناير 2020
يطالب المحتجون بتشكيل حكومة مستقلة (حسين بيضون)
+ الخط -
عاود محتجون قطع عدد من الطرقات في بيروت وخارجها، اليوم الخميس، فيما أقفل آخرون مؤسسات عامة واعتصموا أمامها، وذلك بعد انقضاء عطلة الأعياد، ومعاودة معظم المؤسسات نشاطها، في وقت وُجهت دعوات إلى التجمع أمام مبنى البرلمان في وسط بيروت اعتباراً من الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم.
وصباحاً، أقدم المحتجون على قطع طريقَي قصقص - بيروت بالاتجاهين، وكورنيش المزرعة باتجاه البربير، لبعض الوقت، في وقت أفادت "غرفة التحكم المروري" التابعة لوزارة الداخلية، بقطع عدد من الطرقات في منطقة البقاع، أبرزها مستديرة زحلة، وتعلبايا، ومفرق قب الياس، والمرج، لتفيد لاحقاً بإعادة فتح بعضها.


وبعيد منتصف الليل، قطع شبان الطريق الدولية عند مدخل بعلبك الجنوبي شرقي البلاد لبعض الوقت، وقد أعيد فتحها أمام السيارات لاحقاً.
وتأتي هذه التحركات في وقت تتواصل فيه الاتصالات من أجل إنجاز حكومة جديدة، وفي وقت ما زال رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري في فرنسا، حيث يقضي إجازة عائلية.
إلى ذلك، عادت الاحتجاجات أمام المرافق والمؤسسات العامة، ونفذ محتجون صباحاً، وقفة لبعض الوقت أمام إدارة الجمارك في مرفأ بيروت، احتجاجاً على الهدر والفساد الذي يجري في المرفأ.



وفي طرابلس شمال لبنان، تجمع عدد من المتظاهرين صباحاً أمام مدخل المرفأ، مردّدين هتافات تطالب بـ"وقف الفساد وتطهير المرفأ من الفاسدين". ونصب المحتجون خيمة أمام المدخل، في وقت أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن الحركة داخل حرم المرفأ تسير بشكل طبيعي، والموظفون الإداريون والعمال يمارسون أعمالهم كالمعتاد.
وأقدم عدد آخر من المتظاهرين على تكسير وتخريب أقفال مداخل المؤسسات العامة في المدينة، أبرزها شركة "كهرباء قاديشا"، وهيئة "أوجيرو"، ومصلحة مياه لبنان الشمالي، حيث عمدوا إلى وضع بعض المسامير في الأقفال لمنع فتح الأبواب الرئيسة صباح اليوم.


إلى ذلك، اعتصم عدد من المحتجين أمام مبنى نقابة المحامين في طرابلس، تزامناً مع زيارة وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن إلى النقابة، وأطلقوا الهتافات المنددة بتكليف حسان دياب تشكيل الحكومة.

وفي أول يوم عمل في 2020، اعتصم محتجون من الحراك الشعبي في مدينة حلبا في عكار، شمال لبنان، أمام مصالح المياه، والمالية، والعقارية والمساحة، ومركز وزارة العمل، و"أوجيرو"، ومركز التعليم المهني والتقني، والتنظيم المدني، ومؤسسة كهرباء لبنان دائرة حلبا، مردّدين هتافات ضد الفساد، كما طالبوا الموظفين بالتوقف عن العمل وأقفلوها جميعها.


في هذه الأثناء، وُجهت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج أمام مقرّ البرلمان في وسط بيروت، وذلك للمطالبة بقضاء مستقل، وحكومة مستقلة، ورفض حكومة المحاصصة.

فرنسا ترغب بحكومة تتجاوب مع تطلعات اللبنانيين
سياسياً، استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الرئاسي، سفير فرنسا برونو فوشيه، وكانت جولة أفق تناولت الأوضاع الراهنة في لبنان، والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة.
ونقل السفير فوشيه رغبة بلاده "في تشكيل حكومة جديدة تتجاوب مع تطلعات اللبنانيين في هذه المرحلة"، وفق ما أوردته "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية.
من جهة ثانية، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة مشتركة للجان: المال والموازنة، الإدارة والعدل، الشؤون الخارجية والمغتربين، الاقتصاد الوطني والصناعة والتخطيط، الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية، الزراعة والسياحة، الإعلام والاتصالات، والبيئة، عند الساعة العاشرة من قبل ظهر يوم الأربعاء المقبل، لدرس مشاريع قوانين متعلقة باتفاقية قرض ومنحة بين الجمهورية اللبنانية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، واتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، ومشروع قانون يرعى شركات التوظيف الخاص.

وبدأ اللبنانيون، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتفاضة غير مسبوقة، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتوجّه الحكومة إلى فرض ضرائب جديدة.
ويصرّ المحتجون على تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.