المجهر الأوروبي: فشل مؤتمر تحريضي ضد قطر دعمته الإمارات.. لم يحضر أحد

06 أكتوبر 2017
المؤتمر المفترض تحوّل إلى ندوة لقلّة الحضور (تويتر)
+ الخط -
قال "المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط"، الجمعة، إن مؤتمراً تحريضياً ضد قطر عُقد في العاصمة الفرنسية باريس، أُعلن عن فشله اليوم، في ظلّ غياب اهتمام وسائل الإعلام العربية والفرنسية، موضحاً أن المؤتمر تحوّل إلى ندوة مُصغّرة ألقيت فيها بعض الكلمات الارتجالية التي حاولت الإساءة إلى دولة قطر عبر تقديم خطابات دعائية من دون مضمون مدعم بالأدلة.


وأوضح "المجهر الأوروبي" أن المؤتمر المدعوم من دولة الإمارات، والذي عقد خصيصاً لـ"تشويه سمعة" قطر في الأوساط الفرنسية، واتهامها باستخدام البلدان الأوروبية منطلقاً لدعم "جماعات إرهابية"، كان من المفترض أن يناقش محاور "علمية" وفق ما أعلن عنه المنظمون، لكنه لم ينجح في حشد مشاركات لأي من الشخصيات الوازنة في صناعة القرار الفرنسي أو في المجتمع الفرنسي.


وأكد المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، في بيان صحافي صدر عنه، أن المؤتمر لم يناقش أيّاً من المحاور التي أعلن عنها مسبقاً (قطر والإرهاب عبر القارات، قطر وفرنسا/ تاريخ قصير، ومخاطر كبيرة؛ قطر خلف أزمات الشرق الأوسط)، بل اكتفى بكلمات وصفها "المجهر" بالاستعراضية.


وبيّن "المجهر الأوروبي"، وهو مؤسسة أوروبية تُعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا، أن الكلمات هدفت إلى تحريض المجتمع الفرنسي عبر عنوانين أساسيين؛ الأول اتهام قطر بالعمل على رفض أية علاقات تطبيعية مع إسرائيل، والعنوان الآخر محاولة ربط قطر بالعمليات الإرهابية التي حدثت في أوروبا، مثل عملية "مدريد".


وأوضح "المجهر الأوروبي" أن الندوة، المدعومة إماراتياً، هي أحد أوجه الحملة الإعلامية التي تنفّذها الإمارات في فرنسا عبر إعلامي مصري مثير للجدل يُدعى عبد الرحيم علي، مبيناً أن علي سوّق نفسه خلال الأشهر الماضية لدى الإمارات بأن باستطاعته شن هجمة إعلامية في فرنسا ضد قطر، وذلك من خلال افتتاح مكتب رئيسي لموقع صحيفة "البوابة نيوز"، ونسخة فرنسية للموقع الذي خصصت لإنشائه ملايين الدولارات في العاصمة الفرنسية باريس.


يذكر أن الندوة التي نظّمها علي كانت باسم شركة فرنسية تعمل عن بعد، ويملكها مع زوجته ونجله، وقد دشّنت بتمويل إماراتي عقب الأزمة مع قطر في 26 يوليو/ تمّوز الماضي.



وقال "المجهر الأوروبي" إن "علي الذي افتتح الندوة بدا متوتراً لغياب الحضور وغياب وسائل الإعلام، الأمر الذي دعاه لاحقاً للخروج من القاعة والتصريح لشبكة "سكاي نيوز" الإماراتية، متهماً السلطات الفرنسية بمنع وصول الإعلاميين للقاعة، فضلاً عن اتهامه قطر بالتوغل في أوساط المجتمع الفرنسي.


واتهم عبد الرحيم علي في كلمته قطر بالمسؤولية عن العمليات الإرهابية التي تمت في الغرب خلال العشرين عامًا الماضية، وهو الأمر الذي دعا أحد الحضور إلى الخروج من مكان القاعة، متسائلًا عن الدور السعودي والإماراتي، لكن علي حاول استمالة الحضور باتهام قطر أنها دولة معادية لمبادئ الشعوب الأوروبية مثل "السلام والتقدم"، و"العلم"، مشيرًا إلى أن قطر تقف في وجه وجود علاقات تطبيعية بين مصر وإسرائيل.


وتساءل علي في كلمته قائلًا: "لماذا لا يعجب قطر أن يكون هناك سلام بين إسرائيل ومصر والعلاقة تتطور إلى تعايش أفضل"، متهمًا قناة الجزيرة والمؤسسات الإعلامية القطرية بأنها "تتبنّى خطاب العنف والتحريض على القتل والإرهاب"، وأنها "سبب خلق أزمات كبيره تصدر للمجتمع الغربي".



وأضاف المجهر أن عدم وجود مشاركة وازنة دفع شركة علي للاستنجاد بصحافي من جريدة "فرانس فوتبول"، يدعى إيريك تشامبيل، للحديث عما سماه "دور قطر في ليبيا"، وبيّن المجهر أن حديث تشامبيل بدا مرتبكًا وغير مفهوم، وبدا وجوده لتعبئة الفراغ الحاصل في الندوة، إذ طرح بعض الجمل غير المفهومة التي أضحكت الضيوف، كقوله إن "الصحافيين كانوا يسمونه بالشيطان؛ لأنه كشفهم، وكان بعض الصحافيين جواسيس"، مشيراً إلى أن "داعش السني" يتعاون مع "داعش الشيعي" من أجل الوصول إلى مكة.


وأشار "المجهر الأوروبي" إلى أن المنصة التي جلس عليها علي وإلى جانبه المرشح اليميني، فرانسوا أسلينو، والذي حاز على نسبة من فئة "الصفر فاصلة" في الانتخابات الرئاسية
الأخيرة، إضافة إلى إيلي حاتم؛ شهدت مداخلات بالأفكار والمحاور نفسها، وهو الأمر الذي دفع بأحد الحضور لاستعجال الذهاب إلى تناول الغداء في الفندق الذي تعقد فيه الندوة.


بينما اتهم إيلي حاتم، المحامي الفرنسي من أصول لبنانية، والمعروف بعلاقاته القوية مع الإمارات، قطر بدعم التجمعات الإسلامية، مكررًا اتهامه لها بالوقوف خلف العمليات الإرهابية التي قام بها أسامة بن لادن في الولايات المتحدة وأوروبا.


وكان إيلي حاتم، والذي يظهر بشكل دائم عبر القنوات السعودية، قد اتهم "شبكة الجزيرة" الإعلامية بتبنّي خطاب دعائي ضد الشعب الإسرائيلي والغرب، داعيًا إلى طرد المؤسسات الإسلامية من فرنسا ومنعها من العمل.


أما الصحافي بيير بيرتوليت، والذي تعاقد معه عبد الرحيم علي للكتابة في صحيفته، فقد اتهم قطر بمحاولة استغلال الربيع العربي لتكوين حلف سني قوي، محذراً من سيطرة قطر على السوق الاقتصادي الفرنسي.

فيما صدم الكاتب الفرنسي جورج مالبرونو الحضور بالقول إن قطر تمكّنت من تحقيق الازدهار لشعبها، وإنها تريد أن تمتد عبر جماعات تدعمها في سورية وليبيا وهذا ضد مصالح فرنسا والغرب.


(العربي الجديد)