المجلس العسكري يحاول التملص من مجزرة الخرطوم بإطلاق تحقيق

05 يونيو 2019
الجيش يحاول السطو على الثورة (فرانس برس)
+ الخط -

فيما لا يزال السودان، والخرطوم خصوصاً، تحت وقع هول المجزرة التي ارتكبها العسكر بحق المعتصمين أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة يوم الاثنين، بعد فضّ الاعتصام بالقوة واستخدام الرصاص الحيّ، ما أدى إلى سقوط 60 قتيلاً على الأقل، يواصل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم محاولاته التملص من أي مسؤولية له عن الأحداث.


وقال المجلس اليوم الأربعاء، إنه بدأ تحقيقا في أحداث العنف التي وقعت يوم 28 مايو/ أيار الماضي في البلاد (شهد السودان إضرابا عاما يومي 28 و29 مايو). وقال نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي "المجلس أصدر تحقيقا مستقلا من النائب العام، تحقيقا عاجلا وشفافا وسريع النتائج، ما من إنسان يفلت من العقاب، أي إنسان تجاوز حدوده لازم يتحاسب".
وأضاف حميدتي، خلال مخاطبة لجنوده المتمركزين في منطقة الساحة الخضراء في الخرطوم، إن المجلس العسكري حريص على فرض هيبة الدولة والقانون، مطالبا الثوار بإزالة المتاريس من الشوارع. وأشار إلى اعتقال بعض المشاركين في وضع الحواجز، قائلا: "تدخل المجلس العسكري الأخير جاء لتصحيح المسار التفاوضي"، متهما جهات لم يسمها بالعمل على استهداف وقتل قوات الدعم السريع.
وادعى حميدتي، خلال كلمته التي أدلى بها بمناسبة عيد الفطر، أن المجلس العسكري لم يأت من أجل أن يحكم، وأنه شخصيا ليس لديه أي استعداد ليحكم. وأضاف أن المفاوضات انحرفت عن مسارها، مؤكدا أن المجلس العسكري هو الضامن في الفترة الانتقالية، في ظل غياب الحكومة.
كما قال إن مهمة المجلس العسكري توفير احتياجات الناس، من "أكل وشراب ومشتقات بترول وأدوية وكل الاحتياجات".
من جانبه، عرض رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بالسودان اليوم الأربعاء استئناف المحادثات مع جماعات المعارضة بلا شرط، ملوحا بغصن الزيتون بعد مرور يومين على اقتحام قوات الأمن موقع الاعتصام بوسط الخرطوم.
وكان العرض الذي طرحه الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري بمثابة الرجوع خطوة عن قرار الجيش إلغاء كل الاتفاقات مع تحالف المعارضة بعد الاقتحام، وجاء مع تصاعد الانتقادات الدولية لاستخدام العنف.
وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة اليوم الأربعاء أن 60 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في العملية وما أعقبها من اضطرابات، وهي أحداث تعتبر أسوأ ما شهده السودان من عنف منذ أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير في إبريل/ نيسان بعد احتجاجات حاشدة على حكمه على مدى شهور.


وقال البرهان في رسالة بمناسبة عيد الفطر أذاعها التلفزيون الرسمي "نحن في المجلس العسكري نفتح أيادينا لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن". وأشاد بإنجازات الانتفاضة وكرر تصريحات سابقة عن استعداده لتسليم السلطة لحكومة منتخبة. ونفى الجيش أنه كان يحاول فض الاعتصام خارج مقر وزارة الدفاع يوم الاثنين. وقال المتحدث العسكري إن القوات تحركت للتعامل مع "متفلتين فروا من موقع الاعتصام وأحدثوا فوضى".