أكد عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، أحمد المجدلاني، أن وفداً من المنظمة سيصل سورية يوم الإثنين المقبل، لمواصلة جهود إنقاذ اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، مشيراً إلى أن "الحل العسكري أصبح قائماً، ومع الأسف يبدو أن البعض لا يحب أن يرى الأشياء كما هي في الواقع".
وسيغادر المجدلاني ضمن وفد يضم زكريا الآغا، وصالح رأفت، فيما سينضم لهم في دمشق ماهر الطاهر، من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وفهد سلمان من "الجبهة الديمقراطية"، حيث تم انتداب الأخير من قبل عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير" وعضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية"، تيسير خالد.
وقال المجدلاني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "مهمة الوفد هي مواصلة الجهود السابقة التي بذلتها القيادة الفلسطينية، لحماية اللاجئين وتوفير الحماية والغذاء والدواء لهم، ولا سيما بعد خروج آلاف اللاجئين من المخيم هرباً من المعارك التي اتسعت دائرتها داخل المخيم مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)".
وأوضح أن "الشيء الرئيسي الذي سنركز عليه في الزيارة هو مواصلة الجهود لتوفير الحماية والأمن لأهالي اليرموك، ومعالجة الوضع الفلسطيني وإيجاد قواسم مشتركة تكفل وجود الحد الأدنى من التفاهم الفلسطيني الفلسطيني، بأقل الخسائر الممكنة".
وحول الانتقادات التي وجّهت إليه إثر تصريحاته بانعدام أي أفق لحل سياسي في إشارة للحل عسكري، قال المجدلاني إن "الحل العسكري أصبح قائماً، ومع الأسف يبدو أن البعض لا يحب أن يرى الأشياء كما هي في الواقع"، مضيفاً: "ليست منظمة التحرير من تحدد إن كان هناك حل عسكري أم لا، وإنما هي تحدد موقفها إن كانت ستشارك أم لا في الحل العسكري".
وكان اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة قبل أيام، قد انطوى على نقاشات ساخنة، إثر تصريحات المجدلاني التي اعتبرها بعض أعضاء اللجنة التنفيذية تساند الحل العسكري في مخيم اليرموك، حيث سارعت المنظمة حينها إلى إصدار بيان يؤكد عدم مشاركة "منظمة التحرير" في أي حل عسكري.
وتابع المجدلاني: "صحيح أن القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير لا ترغب في أي حل عسكري، لكن الحل السياسي بات غير ممكن في المدى المنظور، وفي النهاية النظام السوري هو الذي يقرر كيف يحمي أمنه ومواطنيه".
وشدد على أن "موقفنا كان وما زال أننا ضد أي حل عسكري في المخيم، وبذلنا جهوداً كبيرة على أن يكون هناك حل سياسي في كل الأزمة السورية، وليس في موضوع اليرموك فقط، لكن الوضع الذي فرض نفسه بعد سيطرة داعش على المخيم هو الذي غيّر المعادلة".
وأشار المجدلاني إلى أن "النظام السوري ليس بحاجة إلى إذن منّا حتى يتحرك عسكرياً. آمل أن يكون هذا واضحاً، وليس كما يدعي البعض أن تحرك النظام السوري عسكرياً بحاجة إلى غطاء من المنظمة. هذا الموضوع للأسف خارج عن نطاق تأثيرنا".
ولفت إلى أن "هناك قوى فلسطينية معروفة بـ(قوات الدفاع الوطني) الحليفة مع النظام السوري، تقاتل في سورية منذ بداية الأزمة، وهناك غرفة عمليات مشتركة في ما بينهم منذ سنوات، وهناك بعض فصائل المنظمة أعلنت استعدادها للمشاركة أيضاً في القتال لدحر داعش، والآن الوضع على الأرض في غاية الصعوبة والتعقيد".
من جهتها، أكدت مصادر مطلعة في اللجنة التنفيذية، لـ"العربي الجديد"، أن "الفصائل الفلسطينية ذهبت بالفعل نحو حل عسكري، ومنها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي قدمت لها إيران مساعدات لمواصلة القتال"، مضيفة: "في الوقت الذي يملك كل فصيل فلسطيني سلاحه، لا يوجد أي سلاح لمنظمة التحرير".
وشددت على أن "هناك حرص لدى القيادة الفلسطينية أن لا تتم تسوية أزمة مخيم اليرموك عبر اقتتال فلسطيني سوري، أو فلسطيني فلسطيني".
اقرأ أيضاً: مجلس الأمن دعم خطةً لمساعدة محاصري اليرموك بأموال قليلة