المتحف الافتراضي للفن الحديث: محاولة توثيق

ثمانمئة عمل لفنانين لبنانيين من أجيال مختلفة ما بين نحت وتشكيل، ضمّها "المتحف الوطني الافتراضي للفن الحديث"، الذي أطلقته وزارة الثقافة اللبنانية مؤخراً، حيث تعرض مقتنياتها مع معلومات عن الفنانين وأفلام وثائقية قصيرة عن البعض منهم.

لدى القيام بجولة افتراضية في المتحف، يمكن زيارة معرض للأعمال الدائمة - العنوان الذي يوحي بأن المتحف الافتراضي ينوي تقديم معارض متنوعة في الفترة المقبلة - والذي تمّ تصنيفه في فئات بحسب السنوات؛ هناك مجموعة من الأعمال التي أنجزت قبل العام 1960، ثم من 1960 إلى 1970، ثم من 1970 إلى 1980 ثم ما بعد 1980.

غير أن الأسس التي تمّ تقسيم وتصنيف الأعمال وفقاً لها، لا تتفق مع المدارس الفنية ولا تأخذها بعين الاعتبار. كما يتضح أن الأعمال التي تلت العام 1980 قليلة ولا تمثل التغيّرات الكبيرة والتحوّلات التي طرأت على الفن اللبناني كجزء من التغيّرات التي مرّت بفن المنطقة ككل، رغم أن بيان المتحف يؤكّد على تقديم اتّجاهات الفن التشكيلي من الكلاسيكية وحتى أكثر الأساليب حداثة.

لكن يبدو أن المتحف سيحاول سدّ هذا الفراغ، بتقديم معارض مؤقتة، مثل المعرض الحالي للفنان جورج قرم. من جهة أخرى، يوفّر المتحف وسائل للبحث عن عمل بعينه، وقد تفيد هذه التفاصيل الباحثين في مجال تاريخ الفن أو عن أعمال لفنان محدد.

يوفّر المتحف أيضاً 25 فيلماً وثائقياً عن فنانين ونحّاتين من بينهم إيفيت أشقر وبول غيراغوسيان وجميل ملاعب ومحمد الرواس وحليم جرداق وميشال بصبوص.

تحتاج هذه المبادرة التوثيقية إلى التطوير وإثراء مقتنيات المتحف الافتراضي، وتوسيع مروحة الأعمال لتشمل التجهيز والتصوير أيضاً، وإفساح مجال أكبر لظهور فنون النحت التي لا تقدّم وتروّج على صفحات المتحف مثلما تقدّم الأعمال التشكيلية.