قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الدعم الأممية في ليبيا، غسان سلامة، إن الوضع الراهن في ليبيا "لا يمكن أن يستمر"، محذرا من انهيار اقتصادي مصحوب بانهيار الخدمات العامة وتفشي العنف بشكل متكرر ومكثف في ليبيا، حيث لم يتم إحراز تقدم ملموس الآن.
وأشار سلامة، في إحاطة أمام مجلس الأمن من طرابلس حول الوضع في ليبيا، إلى أن التقدم السياسي الذي شهدته البلاد مرتبط بغياب النشاط العسكري على الأرض، لافتا في هذا الصدد إلى التطورات العنيفة على مدى الشهرين الماضيين.
وبشأن رغبة الليبيين بوجود قيادة واضحة وفعالة ممثلة في هيئات شرعية منتخبة بمؤسساتهم الرسمية الحالية، حذر المسؤول الأممي من أنه دون شروط صحيحة سيكون من غير الحكمة إجراء انتخابات، موضحا أنه من دون رسائل واضحة وقوية إلى من يحاولون إيقاف هذه الانتخابات أو تعطيلها، لن تتحقق تلك الشروط.
واعتبر أن "حفنة من الناس تتحدى هذه الرغبة الشعبية وقلة قليلة هي التي تستفيد من الوضع الراهن، ستفعل ما بوسعها لعرقلة الانتخابات، إذا تركت دون مراقبة"، مضيفا أنه "لسوء الحظ، يمكنهم فعل الكثير، خاصة وأنهم يشغلون مناصب رسمية حاسمة ومربحة في كثير من الأحيان".
كما دعا رئيس البعثة الأممية في ليبيا، المجتمع الدولي إلى إظهار الوحدة، مشددا على أنه بمجرد الوصول إلى توافق معقول بين الليبيين، يجب على المجتمع الدولي دعم ومساندة هذه الرؤية.
وانتقد سلامة غياب الحماسة لدى عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي، الذين أتموا عامهم الرابع في المنصب، للحضور أو تمرير تشريع انتخابي قابل للتطبيق، رغم ترحيبه باستئناف المجلس مداولاته نهاية الشهر الماضي، قائلا "يجب أن ينتبه أعضاء البرلمان، فالليبيون يطالبون بالانتخابات، وضاقوا ذرعا بأولئك الذين يجدون طرقا ووسائل متعددة لتأجيل هذه اللحظة".
وأعرب عن خشيته من أنه إذا لم يتم التعامل على وجه السرعة مع مسألة توزيع الثروة ونهب الموارد في البلاد، فإن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها لاستئناف إنتاج النفط لن تتم، مما سيؤثر بالتالي على العملية السياسية.
وبشأن الأزمة في الهلال النفطي، قال رئيس البعثة الأممية بليبيا "لا يمكن الحفاظ على الوضع الراهن في ليبيا، فهذا البلد في الواقع في تراجع، والأزمة في الهلال النفطي أبرزت ما ينتظرنا إذا لم يتم إحراز تقدم ملموس حاليا، في بلد يتربص فيه الإرهابيون، وينتظر المجرمون مرور المهاجرين، ويتزايد فيه عدد المرتزقة الأجانب، وتتعثر فيه صناعة النفط، يجب أن يكون هذا مصدر قلق للجميع".
وكان الفرقاء الليبيون قد اتفقوا، خلال المؤتمر الدولي حول الأزمة الليبية برعاية الأمم المتحدة، في العاصمة الفرنسية /باريس/، في شهر مايو الماضي، على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام الجاري.
(قنا)