المالكي ينقضّ على الانفتاح العراقي السعودي

10 نوفمبر 2014
أنصار المالكي يهاجمون الرياض (فرانس برس)
+ الخط -
يعمل مقربون من رئيس الحكومة العراقية السابقة، نوري المالكي، على تقويض التحسّن في العلاقات العراقية السعودية، عبر اتهام الرياض بدعم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب ما يرى مراقبون سعوديون وعراقيون.
 
ويستغرب مراقبون التصريحات، التي صدرت عن النائب في "ائتلاف دولة القانون"، موفق الربيعي، التي اتهم فيها الرياض بتقديم الدعم لـ"داعش"، وهو ما دفعها إلى تعليق عملية التنسيق الأمني بين الرياض وبغداد، محذّرين من أنّ هذا الاتهام يمكن أن يلقي بظلاله على العلاقة التي لا تزال هشة بين البلدين.
 
ويتساءل أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السعودية، فهد العريني "كيف تُتّهم السعودية في مسؤولية تمدد داعش، أو تمويل التنظيم؟".

ويشير إلى أنّ بلاده "تعمل بشكل جدّي على مكافحة الإرهاب الذي يهدف إلى النيل من دول عديدة في المنطقة بما فيها السعودية، التي اتخذت جملة من الإجراءات لمحاربة المجموعات المتشدّدة".

 
ويسعى "ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، إلى تقويض أي جهد لحكومة العبادي يصب في مصلحة البلد، مستثمراً كل طاقاته للبحث عمّا يعرقل أية خطوة قد تكشف، مستقبلاً، عن سوء الإدارة للحكومة السابقة.
 

 
وتقول السعودية إنّها تحارب التنظيمات الإرهابية بقوّة، وإنّها شددت العقوبات على كل من يحرّض على الخروج إلى القتال في الخارج، إضافة إلى التبرع أو الترويج للجماعات المتطرفة.
 
وكان الربيعي، وهو المنسق حول موضوع الإرهاب بين بغداد والرياض قد بدأ في إرسال رسائل اتهام إلى الرياض حول تمويل (داعش).

واستبعد مراقبون أن تكون تصريحات الربيعي مجرد رأي شخصي، لافتين إلى أن "الشكوك كانت متبادلة دائماً بين بغداد والرياض منذ 2003، وخصوصاً خلال فترة رئاسة نوري المالكي للحكومة، فضلاً عن عدم حسم موضوع المعتقلين السعوديين في السجون العراقية على خلفية مشاركتهم في القتال إلى جانب تنظيمات متشددة خلال السنوات التي تلت غزو العراق".
 
وكان وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، قد أعلن الشهر الماضي أن وزير الخارجية السعودي الأمير، سعود الفيصل، أبلغه في لقاء خاص عزم الرياض على إعادة فتح سفارة لها في بغداد.
 
ودعا العريني، المسؤولين العراقيين إلى "تجاوز التعاطي الطائفي مع المملكة"، مؤكداً أن "السعودية لا يمكن لها أن تنظر إلى العراق من بوابة السنّة فقط، بل ترى أن العراق بلد بنسيج اجتماعي متعّدد، قوته في وأد الطائفية التي نفخ الروح فيها رئيس الحكومة السابق نوري المالكي".
 
من جهته، رأى النائب عن "دولة القانون" محمد الصيهود، أنّ "السعودية هي التي تتبنى مشروع دعم (داعش) و(القاعدة)، وجميع التيارات المتطرفة". وأكّد أنّ "دعمها للإرهاب قد كلف العراقيين الكثير من أرواح أبنائهم".

غير أنّ الخبير السياسي العراقي، سلمان العبيدي، يؤكّد أن "السعودية جزء كبير وأساسي في الجسم العربي، وأن عودة العراق إلى الحضن العربي قضية أساسية في عودة استقراره وقوته".
 
ويضيف في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصية كبيرة، ويمكن أن يلعب دوراً كبيراً فى تحقيق الوئام الوطني في العراق، والعمل على استقطاب عربي قوي أمام النفوذ الإيراني، وهذا الموضوع لن يتحقق إلّا بدعم المشروع الوطني العراقي البعيد عن الطائفية والعرقية".


ويشير إلى أنّه "لا يمكن إنهاء التطرف الديني في العراق إلّا عبر مشروع وطني يقف أمام النفوذ الإيراني الذي أصبح واضحاً أنّه المغذي الأساسي للطائفية في العراق"، داعيّاً رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إلى "عدم الاستماع للأصوات الشاذّة في دولة القانون واستمرار انفتاحه على المحيط العربي لأن فيه مصلحة للعراق".
 
يشار إلى أنّ علاقات العراق بمحيطه العربي شهدت خلال فترة حكومة نوري المالكي التي استمرت ثماني سنوات، توتراً كبيراً واتهامات متبادلة عزلت العراق عن تلك الدول، ودفعت في المقابل إلى رميه في أحضان إيران.
 
وبعد منح الثقة لحكومة العبادي، شهدت العلاقات العراقية انفتاحاً على المحيط العربي، خصوصاً في ظل مشاركة الدول العربية في الحلف الدولي لمقاتلة "داعش" في العراق. غير أنّ المالكي لا يزال يحاول إفشال عمل حكومة العبادي والتحريض عليها، وفق ما كشفت مصادر مطلعة في أكثر من مناسبة لـ"العربي الجديد".
المساهمون