27 سبتمبر 2014
المؤسسات الدينية الإسلامية والإرهاب
إبراهيم العلوش (سورية)
من التفجير الإرهابي في ساحة السلطان أحمد في اسطنبول، إلى تفجيرات جاكرتا وبوركينا فاسو، تتوالى أعمال إرهابية تتبناها داعش والقاعدة، مع صمت المؤسسات الدينية الإسلامية عبر العالم، أحياناً. وقد تكون غير صامتة، لكن أداءها أقرب إلى الصمت والتبعية، بسبب عدم ابتكار دور فعّال ينقذ سمعة المسلمين في العالم، ويبعد عنهم شبح تهم الإرهاب التي تتساقط بلا حساب، وبلا تدقيق عبر مؤسسات إعلامية عالمية، تبحث عن الإثارة، وتبحث عن عدو تجلده، ولم تجد غير المسلمين عدواَ بمختلف تشكيلاتهم ومؤسساتهم، وحتى بمختلف أعمارهم.
كما أن هناك فاشية تتمدد عبر العالم باسم الإسلام، ولا تجد من يوقفها عند حدها، بل تجد مؤسسات دينية راضية ضمناً على هذه الأفعال، أو ملتهية بالتبعية للأنظمة، وعينها على المطامع والمناصب، أو منغمسة في خطب دينية لا علاقة لها بالحاضر، ولا بما يدور فيه من قتل ومن اتهام لدين الإسلام.
وعلى الرغم من أن الإسلام الرسمي حرّم التمثيل، فإنك تجد معظم المشايخ في خطب الجمعة، يؤدون مشاهد تمثيلية أمام المصلين، في نوع من المونودراما التي تتباكى على الماضي، وعلى فقر حالهم وحاجتهم الشخصية لمزيد من المال، بحجة أنهم متفرغون لطلب العلم والفتاوى الفتّاكة التي تدمر الكرة الأرضية.
على الرغم من قسوة ما يجري في الواقع، لم نسمع في السنوات الفائتة من التدمير الممنهج، ومن الإرهاب السارق لاسم الإسلام ولمكانته، لم نسمع من المؤسسات الدينية مبادرة حقيقية وفعّالة، ومبدعة لانتزاع الدين الإسلامي من أفواه الإرهابيين والقتلة، الذين يزدادون خبرة ودِربة كل يوم، وتزداد آلتهم الإعلامية تمكناً واجتذاباً للشباب والشابات، ولأبناء الشعوب الإسلامية الغارقين في البطالة، والفقر والكبت الجنسي، وغياب الحريات الشخصية والعامة.
في تجربة ابتكار مدني سابق، انتزع بعض رجال الدين في أميركا الجنوبية، من المؤسسات الدينية الرسمية المساندة للدكتاتوريات، جزءاً من المشروعية الدينية بابتكارهم لاهوت التحرير الذي هزّ المؤسسات الرسمية، وخفف من غلواء الهجوم على الدين من التنظيمات اليسارية التي جعلت الدين المسيحي عدواً لها بسبب مساندة ممثلين كنسيين له الأنظمة الشمولية. كان الفعل المدني الديني في هذه التجرية مفارقاً للمؤسسة الرسمية المتكلسة، وقد تكون مثل هذه التجربة في العالم الإسلامي مفارقة أيضاً للتنظيمات الإرهابية المحتكرة للدين، بالإضافة لمفارقتها للمؤسسة الدينية الرسمية المتبلدة.
إلى متى سيبقى هذا التبلد وعدم الفاعلية عندنا؟ وإلى متى سيبقى رجال الدين في المؤسسات الإسلامية يعيشون في الماضي؟ متلهين بسرقة اجتهادات وفتاوي علماء الدين القدامى الذين خرجوا بفتاوى، تناسب ظروفهم وحيوات شعبهم في المرحلة التي عاشوا فيها، ولم يكن ليخطر ببالهم أن يتعيش علماء المسلمين، بعد ألف سنة، على اجتهاداتهم وسرقتها، مع بعض التحويرات، للتهرب من مواجهة الواقع في زمانهم، بينما كان العلماء القدامى أكثر شجاعة، وواجهوا واقعهم، واجتهدوا، وتجنبوا الجمود العقلي الذي يعاني منه دعاة إسلاميون اليوم، ليس لأنهم أغبياء أو قليلو حيلة، بل لأنهم انساقوا خلف الحكام في خنق المجتمعات الإسلامية، وتركوا الناس بأيدي التنظيمات الإرهابية التي تتلذذ بالقتل، وباختيار قادتها من المجرمين الجنائيين، ومن رجال المخابرات السابقين، الذين صار الإرهاب حاجة نفسيّة ملحة في حياتهم، إذ كانوا يعذبون الناس باسم الحفاظ على السيد الرئيس الخالد، وصاروا يمارسون القتل والإرهاب باسم الحفاظ على الدين، والدين أكثر المتضررين منهم ومن أفعالهم الفاشية!
تعاني المؤسسات الدينية الإسلامية من تعيشها الطفيلي على أموال الناس، ومن فضلات الحكام المستبدين، وهي غير آبهة اليوم بما يحدث من قتل ومن تدمير باسم الدين، سواء القتل الإيراني الذي يقوده خامنئي، ويوفر له كل إمكانات الدولة الإيرانية ومقدراتها، أو القتل العراقي الذي يقوده أبو بكر البغدادي، موفراً له كل إمكانات رجال المخابرات والجيش العراقي السابق. والدور الذي تقوم به المؤسسة الدينية الرسمية السورية، الممثلة بالمفتي أحمد حسون، مثال ناصع على الإرهاب الديني الرسمي، الذي يسخّر كل مقدرات الدين المعنوية، والنفسية لخدمة القتلة في نظام بشار الأسد، ويحرّض عامة الناس للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، لأنه لم يجد من الدين الرسمي إلا مساندة القتل والتجويع والحصار والتعذيب حتى الموت، وبفتاوى علنية، لا تخجل من دونيتها ومن تبعيتها للنظام السوري.
كما أن هناك فاشية تتمدد عبر العالم باسم الإسلام، ولا تجد من يوقفها عند حدها، بل تجد مؤسسات دينية راضية ضمناً على هذه الأفعال، أو ملتهية بالتبعية للأنظمة، وعينها على المطامع والمناصب، أو منغمسة في خطب دينية لا علاقة لها بالحاضر، ولا بما يدور فيه من قتل ومن اتهام لدين الإسلام.
وعلى الرغم من أن الإسلام الرسمي حرّم التمثيل، فإنك تجد معظم المشايخ في خطب الجمعة، يؤدون مشاهد تمثيلية أمام المصلين، في نوع من المونودراما التي تتباكى على الماضي، وعلى فقر حالهم وحاجتهم الشخصية لمزيد من المال، بحجة أنهم متفرغون لطلب العلم والفتاوى الفتّاكة التي تدمر الكرة الأرضية.
على الرغم من قسوة ما يجري في الواقع، لم نسمع في السنوات الفائتة من التدمير الممنهج، ومن الإرهاب السارق لاسم الإسلام ولمكانته، لم نسمع من المؤسسات الدينية مبادرة حقيقية وفعّالة، ومبدعة لانتزاع الدين الإسلامي من أفواه الإرهابيين والقتلة، الذين يزدادون خبرة ودِربة كل يوم، وتزداد آلتهم الإعلامية تمكناً واجتذاباً للشباب والشابات، ولأبناء الشعوب الإسلامية الغارقين في البطالة، والفقر والكبت الجنسي، وغياب الحريات الشخصية والعامة.
في تجربة ابتكار مدني سابق، انتزع بعض رجال الدين في أميركا الجنوبية، من المؤسسات الدينية الرسمية المساندة للدكتاتوريات، جزءاً من المشروعية الدينية بابتكارهم لاهوت التحرير الذي هزّ المؤسسات الرسمية، وخفف من غلواء الهجوم على الدين من التنظيمات اليسارية التي جعلت الدين المسيحي عدواً لها بسبب مساندة ممثلين كنسيين له الأنظمة الشمولية. كان الفعل المدني الديني في هذه التجرية مفارقاً للمؤسسة الرسمية المتكلسة، وقد تكون مثل هذه التجربة في العالم الإسلامي مفارقة أيضاً للتنظيمات الإرهابية المحتكرة للدين، بالإضافة لمفارقتها للمؤسسة الدينية الرسمية المتبلدة.
إلى متى سيبقى هذا التبلد وعدم الفاعلية عندنا؟ وإلى متى سيبقى رجال الدين في المؤسسات الإسلامية يعيشون في الماضي؟ متلهين بسرقة اجتهادات وفتاوي علماء الدين القدامى الذين خرجوا بفتاوى، تناسب ظروفهم وحيوات شعبهم في المرحلة التي عاشوا فيها، ولم يكن ليخطر ببالهم أن يتعيش علماء المسلمين، بعد ألف سنة، على اجتهاداتهم وسرقتها، مع بعض التحويرات، للتهرب من مواجهة الواقع في زمانهم، بينما كان العلماء القدامى أكثر شجاعة، وواجهوا واقعهم، واجتهدوا، وتجنبوا الجمود العقلي الذي يعاني منه دعاة إسلاميون اليوم، ليس لأنهم أغبياء أو قليلو حيلة، بل لأنهم انساقوا خلف الحكام في خنق المجتمعات الإسلامية، وتركوا الناس بأيدي التنظيمات الإرهابية التي تتلذذ بالقتل، وباختيار قادتها من المجرمين الجنائيين، ومن رجال المخابرات السابقين، الذين صار الإرهاب حاجة نفسيّة ملحة في حياتهم، إذ كانوا يعذبون الناس باسم الحفاظ على السيد الرئيس الخالد، وصاروا يمارسون القتل والإرهاب باسم الحفاظ على الدين، والدين أكثر المتضررين منهم ومن أفعالهم الفاشية!
تعاني المؤسسات الدينية الإسلامية من تعيشها الطفيلي على أموال الناس، ومن فضلات الحكام المستبدين، وهي غير آبهة اليوم بما يحدث من قتل ومن تدمير باسم الدين، سواء القتل الإيراني الذي يقوده خامنئي، ويوفر له كل إمكانات الدولة الإيرانية ومقدراتها، أو القتل العراقي الذي يقوده أبو بكر البغدادي، موفراً له كل إمكانات رجال المخابرات والجيش العراقي السابق. والدور الذي تقوم به المؤسسة الدينية الرسمية السورية، الممثلة بالمفتي أحمد حسون، مثال ناصع على الإرهاب الديني الرسمي، الذي يسخّر كل مقدرات الدين المعنوية، والنفسية لخدمة القتلة في نظام بشار الأسد، ويحرّض عامة الناس للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، لأنه لم يجد من الدين الرسمي إلا مساندة القتل والتجويع والحصار والتعذيب حتى الموت، وبفتاوى علنية، لا تخجل من دونيتها ومن تبعيتها للنظام السوري.