المأساة الإنسانية تستفز العراقيين: #انقذوا_البصرة


05 سبتمبر 2018
قتلت قوات الأمن 6 متظاهرين (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
أطلق ناشطون وكتّاب ومواطنون حملة تضامنية واسعة مع محافظة البصرة، على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر وسوم "#كلنا_البصرة" و"#انقذوا_البصرة" و"#البصرة_إبادة" و"#هنا_البصرة"، في محاولة للفت نظر الرأي العام الدولي إلى ما وصفوه بـ "المأساة الإنسانية" في المدينة بعد مقتل وجرح عشرات المتظاهرين

الكاتب والناشط السياسي هلال العبيدي كتب مستنكراً "عجبي، #البصرة_إبادة على يد جلاوزة الأحزاب والمليشيات منذ ان أحرق شرفاؤها صور خميني الدجال".


وكتبت الإعلامية جمانة ممتاز تحت وسم "#انقذوا_البصرة": "لا تقتلوهم لا تطلقوا عليهم العيارات النارية، ملوحة الماء في المغتسل تؤلم جراحهم".


ورسم فنانون لوحات لبعض الشباب المتظاهرين الذين سقطوا برصاص قوات الأمن في المدينة. الفنان علي الخياط نشر لوحة لأحد الشباب الذين قتلتهم قوات الأمن خلال تظاهرات أمس، وعلّق "إلك شط العرب يأخذ تحية".


تجدر الإشارة إلى أن خبراء عبروا عن قلقهم من تطور الأوضاع في البصرة ووصولها إلى موجة غضب شعبي عارمة قد تتجه إلى صدام مسلح مع الحكومة.

الخبير الأمني هاشم الهاشمي قال "ليس سوء الخدمات في البصرة هو الخطر الآن بل سيل الجماهير الغاضبة التي تنحو للتخلي عن سلمية الاحتجاجات بأجساد نخرها المرض وحناجر قد بحت إلى تدمير المؤسسات واعتبار رجال الحكومة أعداء".

وأضاف الهاشمي أن "الخطأ الكبير أن البصرة الليلة قد تظل بلا حارس بسبب انسحاب البعض من القوات الأمنية التي لا تريد الصدام مع حوبة الشعب الغاضب وقد يحدث ما لا يطاق تداركه".


وفي هذا الوقت، استغل بعض السياسيين مأساة البصرة في خلافاتهم السياسية، في محاولة لاستحصال بعض التعاطف الشعبي والمتاجرة بقضية المدينة سياسياً، وفق مراقبين. 

عضو مجلس النواب، حنان الفتلاوي، غردت "عار على من يقتل متظاهر أعزل وعار أكبر على حكومة ترضى بذلك"، مضيفة أن "على رئيس الحكومة المنتهية ولايته أن يترك عالمه الافتراضي ويشعر بألم الناس ومعاناتهم".


ورد عليها آخرون متسائلين إذن لماذا قتلتم متظاهري الأنبار والموصل وبغداد وديالى وصلاح الدين عام 2013؟ ألم تكوني تطالبين المالكي آنذاك بإبادتهم"؟

واعتبر ناشطون أن أهالي البصرة يدفعون ثمن رفضهم التوغل الإيراني في المدينة، كما تشير الناشطة سمانا موضحة "البصرة تنتفض، البصرة تدفع ثمن حرق صورة إله الثورة الإسلامية خميني"، في إشارة إلى حادثة حرق صور مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، روح الله الخميني، وأعلام إيرانية في البصرة على يد متظاهرين، قبل أسابيع.


وزادت موجة الغضب الجماهيري والتعاطف مع البصرة بعد سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى، منذ ليلة أمس والأيام الماضية، برصاص القوات الأمنية في المدينة إذ توجه على إثرها المتظاهرون الغاضبون إلى مبنى مجلس المحافظة وأضرموا فيه النيران.

وسبق موجة الغضب الشعبية والتضامنية على مواقع التواصل حملات ميدانية شبابية أطلقتها عدد من مدن البلاد في الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى وبغداد، لإيصال المياه الصالحة للشرب إلى البصرة بسبب شحها هناك.

من جهتهم، طالب وجهاء وشيوخ الحكومة العراقية باعتقال قائد عمليات البصرة، جميل الشمري، واصفين إياه بـ "السفاح"، بعد أن أطلقت قواته النار على المتظاهرين وقتلت عدداً منهم وجرحت العشرات.


حميد البصري أحد وجهاء المدينة قال إن "على الحكومة العراقية محاسبة قائد العمليات فهو السبب في إشعال الأوضاع الأمنية في المدينة وهو من أعطى أوامره لقواته لإطلاق الرصاص الحي على أبنائنا المتظاهرين السلميين فضلاً عن المليشيات الإرهابية التي تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين".

وكانت مظاهرات حاشدة انطلقت قبل نحو شهرين في مدينة البصرة العاصمة الاقتصادية للبلاد، للمطالبة بتوفير الكهرباء والمياه الصالحة للشرب بسبب الملوحة الشديدة.

وتنتج مدينة البصرة ما يقارب ثلثي النفط العراقي المصدر إلى الخارج، في وقت يعيش فيه البصريون بلا ماء صالح للشرب، وهو ما أسفر عن اشتعال الاحتجاجات الشعبية واقترابها من المواجهات المسلحة.

المساهمون