اللعب مع الكبار..توخيل يتبع الطليان وساري يحارب الخوف

20 سبتمبر 2016
+ الخط -


يعتقد الكثيرون أن كرة القدم هي فن تعبير اللاعبين عن أنفسهم داخل الملعب، الأمر ليس بهذه السهولة أبداً، إنها ليست القضية على الإطلاق لأن اللاعب يعبر عن نفسه وفق المعايير التي وضعها مديره الفني. إحدى أبرز مقولات عراب التكتيك أريغو ساكي، التي يتحدث فيها عن أهمية المدرب، ودوره المحوري في وضع الإطار العام لفريقه، وجعل الخطة قابلة للتنفيذ من قبل النجوم داخل الملعب.

الجديد في بروسيا
حقق بروسيا دورتموند نتائج جيدة في بدايات الدوري، رغم الخسارة غير المتوقعة أمام الوافد الجديد لايبزغ، إلا أن كتيبة توخيل عادت بقوة في الشامبيونزليغ والبوندسليغا، بعد المرونة التكتيكية الواضحة التي أظهرها المدير الفني الشاب، من خلال اللعب بأكثر من رسم، ومحاولة تطبيق استراتيجيات متنوعة تجعل الأداء غير متوقع بالمرة أمام أي منافس.

فاجأ توماس المتابعين مؤخرا بفكرة جديدة قديمة، بعد أن وضع الظهير البرتغالي غيريرو في منطقة الوسط، دون المساس بالأظهرة الحقيقية بيتشيك وشميلزر، مع الحفاظ على لاعبه الشاب فيغيل في منطقة الارتكاز الدفاعي، إنه اللاعب الذي يقوم بتنظيم الهجوم وقطع كرات الخصوم، لذلك يتحرك بين الوسط والدفاع في سبيل تقدم الأطراف إلى منتصف الملعب.

هنا يعتمد بروسيا على تنفيذ من نوع جديد، بتثبيت قلبي الدفاع أمام المرمى، مع صعود الظهيرين إلى المنتصف بجوار لاعب الارتكاز، لأن الخط الهجومي يضم مجموعة متنوعة من الأسماء، فماريو غوتزه وغيريرو قادران على التحول من العمق إلى الأطراف، بحكم سابق لعبهما في مراكز الجناح والظهير، بينما يقوم الثنائي الآخر بوليسيتش وديمبلي بالقطع من الطرف إلى العمق، في إتجاه المهاجم الصريح أوباميانغ.

الميتودو الإيطالية



يتضح من الرسم وجود شكل أقرب إلى WW

عاد توخيل إلى بدايات كرة القدم، بالتحديد أيام المايسترو الإيطالي بوزو، الرجل الذي ابتكر خطة شهيرة، تعتبر مزيجا ما بين كرة القدم الدفاعية القاتلة ونظيرتها الهجومية الكاسحة. عرفت هذه اللعبة باسم "الميتودو"، وهي الخطة التكتيكية التي قاد بها منتخب إيطاليا للفوز بثلاث بطولات كبيرة، 2 مونديال وذهبية أوليمبية.

طريقة اللعب أقرب الى 2-3-2-3 وإذا قمنا برسم صورة لها ستخرج في شكل الـ WW، ثنائي دفاعي وأمامه ثلاثي مساند على شكل حرف W، وثنائي بالوسط يعاون ثلاثي الهجوم على شكل حرف W، وهذا ما أعاد دورتموند إنتاجه في عام 2016، ليجمع بين اللعب العمودي المباشر، وفلسفة الاستحواذ وتدوير الكرة في وبين الخطوط.

يتحرك ثنائي الوسط بالتبادل مع ثنائي الأجنحة في سيغنال أيدونا بارك، يوفر غيريرو القوة والصلابة، بينما يلعب ماريو كلاعب وسط ريشة بين الطرف والعمق، في حين أن كل العمل الهجومي الأخير بين أقدام ديمبلي، بولي، وأوبا، بينما دفاعيا يقوم فيغيل بنفس الدور تقريبا، وبالتالي تتم بناء الهجمة بطريقة صحيحة، ويصل الفريق إلى المرمى المقابل في عديد المناسبات.

ثورة الجنوب
دورتموند في ألمانيا ونابولي بالجنوب الإيطالي، حيث إن ساري هو الآخر يواصل السير عكس الإتجاه، والتجديف ضد التيار السائد هناك، بأداء هجومي مميز واستعراض جمالي مطلوب، بالحفاظ على نفس النهج 4-3-3، لكن مع إضافات جديدة وبدائل أكثر تأثيرا، لذلك يسجل أركاديوش ميليك أهداف عديدة، سواء إذا شارك أساسيا أو بديلا كما حدث أمام بولونيا.

يستخدم ماوريزيو لاعبه الجديد زيلينسكي بطريقة جيدة، حيث إن البولندي يجيد اللعب كجناح ولاعب وسط صريح، لكن مع نابولي يتمركز أكثر كلاعب ارتكاز متقدم أمام جورجينيو وعلى مقربة من هامسيك، في سبيل صعود الأظهرة إلى منطقة الوسط، ويتحرك إنسيني وكابيخون في الثلث الهجومي من أجل تشتيت المدافعين وإجبارهم على الابتعاد عن لاعبي الوسط.



نابولي يهاجم بنظام 3+7، وجود 7 لاعبين دفعة واحدة في نصف ملعب الخصم، ساري يحارب كرة الخوف بشكل عملي.

يهدف ساري من نظامه الخططي إلى خلق أكبر فراغ ممكن لتألق مارك هامسيك، لاعبه الذي يقوم بدور صانع اللعب الحقيقي، لذلك يتحرك خلفه باستمرار جورجينهو حتى يفتح الطريق أمام خط اتصال مباشر بين كوليبالي وهامسيك، كذلك يدخل الجناح إنسيني إلى حافة منطقة الجزاء، حتى يفتح زوايا تمرير أكبر بعد حصول زميله لاعب الوسط على الكرة. مزيج واضح من الهجوم القائم على فكر المدرب قبل كل شيء.

يواجه نابولي منافسا شرسا محليا بقيمة يوفنتوس، الجميع يرشح فريق أليغري لنيل كل شيء، لكن بطل تورينو يركز أكثر في الشامبينوليغ هذه المرة، لذلك يستطيع فرسان الجنوب مواصلة حلمهم، خصوصا مع توفر دكة أفضل من الموسم الماضي، وهذا ما كان ينقص ساري، من أجل مزاحمة السيدة العجوز على عرش اللعبة في بلاد التكتيك.

المساهمون