اللبنانيون يعيشون الحرب ..افتراضياً

02 فبراير 2015
كل ذلك على فيسبوك وتويتر (Getty)
+ الخط -
أغرق اللبنانيون وسائل التواصل الاجتماعي بمواقفهم الخاصة حيناً والحزبية أحياناً. دلالات التعليقات اللبنانية تبدو للوهلة الأولى بديهية في ظلّ الانقسام السياسي الحاصل. لكن المضحك المبكي هو كَمُّ النكات التي إن دلّت على شيء، فهي تدل على الهوة السحيقة لذاك الانقسام.

كتب البعض معرباً عن خوفه من اندلاع حرب جديدة على غرار ما حدث عام 2006. "البلد ما بيحمل"! خرج معلقون يسألون عن أماكن توجه النازحين من الجنوب بعد تدخل حزب الله في سورية.

أنصار حزب الله ردوا بعنف، أنّ البلد كله هو لأهله وهم من أهل البلد وأولى بالبقاء فيه. ظهرت تعليقات كتلك التي تبدو طفولية، "الليلة موعدنا في القدس". وطبعاً، أخذ يساريون بتداول شعارهم المعهود منذ عام 2006، "إلى حيفا خدوني معكم". ولم يحددوا كيف ومتى الرحلة.

في المقلب الآخر، بدا معارضي حزب الله في ورطة. لمدة أسبوع أخذوا يعيرون الحزب على عدم قدرته على الرد على عملية القنيطرة التي ذهب جراءها 6 كوادر مهمة في الحزب. التزم بعضهم الصمت. آخرون تخطوه، فحمّلوا حزب الله مسؤولية الدماء والخراب التي قد تتسبب بها الحرب المقبلة من دون أية إشارة لإسرائيل.

الفئة "الأهضم" هي "العناتر". خرج هؤلاء يعايرون الناس بخوفهم، فهم "أسياد النزال"، كما احتكروا الوطنية بأبيات من الشعر والبطولات. كل ذلك على فيسبوك وتويتر. فئة أخذت على عاتقها الأولوية في الصراع العربي الإسرائيلي دون أي خطوة فعلية تذكر، لكنها لا تهاب الحروب. فئة تشعرك بأنها جزء من مسلسل الرجل الحديدي الكرتوني، أو جونغر.

الفئة الأخيرة هي تلك التي كرست نفسها بالاستناد إلى مجموع "اللايك" و"الريتويت" كأبطال اللحظة. هي فئة توزع شهادات الوطنية لمن ترغب، تشتم، تلعن، تحيي أغلب الزعماء العرب. تمنح الوطنية لمن تشاء وتسلبها ممن تشاء.

هي فئة وجدت لتأليب اللبنانيين على بعضهم. مشكلتها بالآخر في أرضها، لا العدو والإرهاب. هاجسها الآخر. الآخر اللبناني هو وحي المغردين والمفسبكين، وعليه يبنون بطولاتهم وشهرتهم "الافتراضية" طبعاً.
المساهمون