اللاّعب الكولومبي الراحل إسكوبار.. ضحية أميركا والرهانات!

محمد حسن السعو

avata
محمد حسن السعو
04 يوليو 2014
02314909-379F-4094-902E-4E57F8C7029C
+ الخط -

يستعيد الكولومبيون، اليوم الجمعة، على وقع المباراة الحاسمة مع منتخب البرازيل في الدور ربع النهائي لكأس العالم، لاعبهم الراحل أندريس إسكوبار الذي قتل بيد الغدر رمياً بالرصاص بعد أيام من تسجيله هدفاً في مرمى منتخب بلاده بالخطأ لحساب الولايات المتحدة، ما كان سبباً في خروج منتخب كولومبيا من كأس العالم 1994 بعد الخسارة (1-2).

مقتل اللاعب لم يكن ليمر مرور الكرام في كولومبيا والعالم، فالمتابع للقصة يجد دلالات أخرى تتعلق بمقتله وتشابه اسمه باسم واحد من أكبر تجار المخدرات في كولومبيا والعالم هو بابلو اسكوبار، الذي عرف بأنه من أغنى أغنياء العالم وذو نفوذ قوي للغاية في كولومبيا، كما أن مقتلهما جاء بتوقيع أميركي أيضاً.

مجرد هدف.. لكنه لم يكن كافياً لقتله!

في مباراة لا تقبل القسمة، بحث المنتخب الكولومبي عن الفوز أمام منتخب المستضيف للمونديال، الولايات المتحدة، لكن الكرة العرضية التي عكسها المهاجم الأميركي جون هاركس، وصلت إسكوبار وحولها بالخطأ في مرماه هدفاً، وكأن اللاعب خان بلاده بهدف غير مقصود، فدفع ثمن فوز الولايات المتحدة، العدو اللدود للبلاد التي قتلت ذلك الرجل الكولومبي الآخر بابلو نظير الحروب الدموية من أجل المخدرات.

هذا الهدف تسبب في وداع كولومبيا من الدور الأول لكأس العالم وهي التي كانت مرشحة بنجومها للوصول لأبعد من هذا الدور، كونها أعدت العدة جيداً في التصفيات، أضف إلى هذا الأموال التي صرفت لصالح المنتخب لتحقيق الأحلام الكولومبية، واشتد الأمر حين تلقى اللاعبون تهديدات صريحة بالقتل قبل مباراة أميركا، وبعد الخسارة الافتتاحية من رومانيا (1-3)، حيث انتشر الذعر بين اللاعبين وصولاً لإسكوبار الذي عاد واختفى في منزله خوفاً من العواقب الوخيمة!

أسوأ ما يمكن أن يتلقاه لاعب كرة قدم في التاريخ من عقاب كان ينتظر المدافع أندريس إسكوبار، البالغ من العمر 27 عاماً، فأثناء خروجه من إحدى الحانات تعرّض لضرب مبرح انتهى بالإعدام رمياً بالرصاص على يد عصابة مخدرات كانت قد دفعت مبالغ طائلة كرهان على المنتخب الكولومبي في المونديال، فكانت آخر جملة سمعها اللاعب الضحية قبل مقتله: "شكراً للهدف الذي سجلته في مرماك"!

والأدهى من ذلك أن قاتل إسكوبار، تلقى حكماً بالسجن لمدة 43 عاماً، ولكنه بقي في السجن لمدة 11 عاماً فقط وخرج بسبب "حسن السلوك"!

تشابه أسماء.. وعداء أزلي!

توفي اللاعب فوراً، ولوفاته دلالات وقصص ارتباطية. فبالعودة للذاكرة، تجد أن قصة العداء الأميركي لكولومبيا اشتد وطيسها حين كان "رجل الهيروين"، بابلو إسكوبار، صاحب نفوذ قوي للغاية في كولومبيا، وكان يتعمّد تشغيل الفقراء في مختلف مشاريعه المشبوهة ويحرص على بناء المستشفيات ودور الرعاية والتعليم، وفي الوقت ذاته تقديم الدعم المالي الكبير للمنتخب الكولومبي وبناء ملاعب كرة القدم، ما جعله ينال شعبية تضاهي شعبية رئيس البلاد، وقد ضاقت أميركا به وبأفعاله التي طالتهم، فجنّدت رجالاً لقتله، ونجحوا في ذلك قبل انطلاق مونديال أميركا بخمسة أشهر!

هل كان ليقتل لو خسرت كولومبيا الذهب؟

ومن سوء حظ اللاعب أنه سجل لحساب العدو الأميركي، فلو كان الهدف في نهائي كأس العالم وخسر على أثره المنتخب الكولومبي ربما ما كان ليقتل، ولكن الهدف الذي رفع أميركا، قاتلة "أبو الفقراء" بابلو إسكوبار، إضافة للرهانات المالية الباهظة كان سبباً مباشراً لقتل اللاعب الضحية.

موت إسكوبار قلّل الاستثمارات!

باتت وفاة اللاعب طريقاً لدرس لن يُنسى للكولومبيين، فموته شكل خطراً على استثمارات العصابات في كرة القدم ومراهناتها، ووضعتها تحت الأنظار، فتحول الأمر الى مشكلة سرعان ما تأثرت بها الكرة الكولومبية، حيث أعلن 14 نادياً من أصل 18 نادياً إفلاسهم!

حقبة كولومبيا المظلمة

وبحسب تحقيقات صحافية عالمية نشرتها معظم وسائل الإعلام في كولومبيا، فقد تطرقت تلك التحقيقات إلى أن تاريخ مقتل اللاعب كان فترة زمنية مظلمة بحق كولومبيا، حيث أشار الموقع الرسمي لـ"كولومبيا ريبورتس" إلى أن الكولومبيين يستذكرون "تلك الفترة المظلمة في تاريخ كرة القدم الكولومبية، وبالتحديد قبل 20 عاماً، حين قتل مدافع المنتخب الوطني ونجم أتليتيكو ناسيونال أندريس إسكوبار، بعد مرور 10 أيام على تسجيله الهدف الكارثي بالخطأ".

وتطرقت "شبكة كولومبيا الإخبارية" الى أن أسباب وفاته تعدّ عملاً من أعمال العنف المرفوض، بسبب كبار تجار المخدرات الذين كانوا يراهنون على كولومبيا أمام أميركا، ناهيك عن التوتر في ما بين البلدين.

ووصفته وسائل إعلام أخرى في أبرز عناوينها بعد مقتله: "اللاعب المحترم يفقد روحه" بسبب أباطرة المخدرات وورثة سيئ الصيت بابلو إسكوبار، فيما علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تحقيق صحافي عن اللاعب الراحل، أنه وقع ضحية للمراهنات والمخدرات المتفشية في المجتمع الكولومبي، وقالت: "عشرون عاماً ولا يزال أندرياس إسكوبار معروف في جميع أنحاء العالم كلاعب كرة قدم كولومبي ذهب ضحية، وقتل لأنه سجل هدفاً في مرماه".

لاعب يصنع الأفلام

امتد صيت اللاعب لصناعة الأفلام، فعمدت شبكة بي بي سي إلى نشر فيلم وثائقي أنتجته أميركا يربط بين إسكوبار اللاعب وبين بابلو المخدرات، لكنه لم ينل إعجاب الكولومبيين في ما بعد كونه استغل بنظرهم ذكرى وفاة اللاعب المحبوب، وهو ما دفع شبكة التلفزيون الكولومبية RCN، إلى إلغاء عرض الفيلم "ESCOBARS"، عن إسكوبار.

ذات صلة

الصورة
ريكاردينيو خطف الأضواء في كتارا (انستغرام/Getty)

رياضة

تشهد بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم في الدوحة أحداثاً مثيرة في الملاعب وخارجها، منها قصة البرازيلي ريكاردينيو الذي خطف الأضواء في كتارا.

الصورة

منوعات

تنتج البرازيل أحد أنواع القهوة الأغلى في العالم من حبوب مُستخرجة من روث الجاكو، وهو نوع من طيور الدراج يعيش في الغابات الاستوائية.
الصورة

سياسة

تأسست مجموعة "بريكس" كجبهة اقتصادية وسياسية طموحة تعكس تحولاً جذرياً في النظام العالمي. جمعت البرازيل وروسيا والهند والصين في بادئ الأمر لتشكيل هذه المنظمة في عام 2006، تحت اسم "بريك"، وتم انضمام جنوب أفريقيا إليها في عام 2011، ليصبح الاسم "بريكس".
الصورة

مجتمع

قال الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، أمس الجمعة، إنه عُثِر على أربعة أطفال من السكان الأصليين للبلاد أحياءً في جنوب كولومبيا، بعد أكثر من خمسة أسابيع على تحطم الطائرة التي كانوا يستقلونها في غابة كثيفة.
المساهمون