يقول لـ"العربي الجديد": "هذا الشهر أنا غارق في الديون، لم يكن في جيبي سوى سبعة دنانير (10 دولارات) لشراء جرة غاز جديدة، لذا ذهبت إلى جاري الأردني واقترضت منه المال لنتمكن من تناول الطعام".
يتذكر أبو أحمد أيام رمضان في سورية، حين كان يذهب إلى المسجد رفقة أفراد عائلته الكبيرة بعد الإفطار، ثم يقضون الليل في الحدائق الموجودة في حيّهم بحمص، ويشترون الحلويات للأطفال.
لكن على نقيض الذكريات الجميلة، تقضي عائلة أبو أحمد هذا العام رمضانها الثالث على التوالي بالمنفى في ظروف سيئة، يقول: "هنا لا نستطيع أن نشتري الطعام في اليوم العادي، فما بالك برمضان، يشتهي أطفالي دائماً الطعام الذي لا أستطيع دفع ثمنه، كالتفاح والعصير، لهذا السبب نقضي رمضان في المنزل ولا نخرج كثيراً".
أبو أحمد واحد من مئات آلاف السوريين الذين حرمهم الفقر ونقص المواد الغذائية من تحضير مائدة رمضانية شهية وقت الإفطار.
وتشير مفوضية شؤون اللاجئين، التي نشرت قصة أبو أحمد، أن اللاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان يعيشون رمضان هذا العام أصعب من أي وقت مضى، في ظل الفقر وارتفاع مهول في الديون الشخصية.
وتكشف بيانات المفوضية أن 85 في المائة من أصل 655 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن لا تتوفر لديهم إلا أقل الضروريات للحياة، و93 في المائة يعيشون تحت خط الفقر الوطني (88 دولارا للشخص الواحد في الشهر). مشيرة إلى أن ما يقرب من نصف الأسر السورية يضطرون إلى الاقتراض أو استخدام الائتمان لشراء المواد الغذائية، في حين أن أكثر من ربعهم يضطرون إلى الحد من الإنفاق على الضروريات الأخرى كالتعليم والصحة لتلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
أما في لبنان، الذي يستضيف مليونا و50 ألف لاجئ سوري، 80 في المائة منهم نساء وأطفال، فتكشف البيانات أن 70 في المائة يعيشون تحت خط الفقر (أقل من 3.84 دولارات للشخص الواحد في اليوم)، وعدد الوجبات التي يتم تناولها يومياً من قبل اللاجئين في لبنان آخذ في الانخفاض بصورة مطردة، وأن 60 في المائة من الأسر يقولون إنهم لم يتمكنوا من استهلاك الفاكهة أو الخضار يوميا العام الماضي.
ووفقا لأرقام المفوضية، فإن ثلثي السكان في سورية يعيشون في فقر مدقع وغير قادرين على تحمل الحد الأدنى من نفقات الغذاء اللازم للبقاء على قيد الحياة.
وقد تفاقم الوضع بسبب الارتفاع الشديد في الأسعار، وتضاعف تكلفة العديد من المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز منذ العام الماضي. أما المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها، فالغذاء محدود للغاية، لذا لجأ بعض السكان إلى تدابير متطرفة من أجل البقاء على قيد الحياة، بما في ذلك مياه الشرب غير النقية وأكل الأعشاب.