اللاجئون إلى غزة يرفعون مطالبهم بالحياة الكريمة

10 ابريل 2017
فاقت صعوبات العيش قدرتهم على الاحتمال (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
وقف الفلسطيني توفيق عمّار، حائراً بين العشرات ممن تجمعوا احتجاجاً على سوء أوضاع اللاجئين الفلسطينيين القادمين من الدول العربية، إذ إن لجوءه إلى قطاع غزة عام 2013، لم يكن سوى محطة للهروب من مأساة مخيم اليرموك حيث كان يعيش في سورية.

غير أن وضع عمّار بات أكثر سوءا في غزة بسبب انعدام أدنى مقومات الحياة له ولأسرته، ويوضح لـ"العربي الجديد"، أنه لم يكن يتخيل أن تكون أموره أسوأ في المدينة المحاصرة إسرائيليًا، إذ إن كاهله أُثقل بإيجار البيت الذي لا يستطيع دفعه، مجيبًا مستأجره "هل أنزل إلى الشارع أنا وأولادي؟".

وتجمّع العشرات من اللاجئين الفلسطينيين من الدول العربية إلى قطاع غزة، اليوم الاثنين، في مدينة غزة، احتجاجًا على سوء أوضاعهم المعيشية، داعين الحكومة الفلسطينية إلى تلبية مطالبهم في الحياة الكريمة وتوفير مقومات اندماجهم في المجتمع الغزّي.

ولم يكن حال شوقات النجّار أفضل، بعد أن أنهكه التفكير في طرق تلبية مطالب أبنائه الثمانية، إذ لجأ إلى قطاع غزة من ليبيا منذ 6 سنوات، من دون أن تتغير أموره إلى "العيش الكريم"، على أقل تقدير، مؤكدًا صعوبة وضعه المعيشي في المدينة المحاصرة إسرائيليًا.


شعارات رفعها المحتجون (عبد الحكيم أبو رياش) 





ويبيّن لـ"العربي الجديد" أن لديه أبناء في الجامعات لا يستطيع توفير متطلباتهم الدراسية، في حين أنه أصبح يعاني من مشكلة صحية لا يستطيع العمل بسببها، وصار جلوسه في البيت عاطلاً عن العمل وعدم قدرته على توفير قوت أسرته اليومية من هواجسه الأساسية.

ويلفت عضو لجنة متابعة شؤون اللاجئين إلى غزة، عمر عودة، إلى أن "قرارًا صدر من مجلس الوزراء، بتاريخ الخامس من أبريل/نيسان عام 2016، بإيجاد حل لمشكلة السكن والعمل لهم، لكن القرار لم يُطبق، مطالبين بوضع حد لتلك المهزلة".

ويعتبر، في كلمته على هامش الوقفة، أنه "لا مبرر لعدم تطبيق ذلك القرار، بالرغم من المناشدات المتكررة ومراسلة كل المعنيين بتنفيذه، واستكمال الدراسة التي قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية بناء على طلب مجلس الوزارة لتنفيذ ذلك القرار، والذي أصبح بين أيديهم على طاولة المجلس".

ويؤكد عودة أن "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتي أخذت على عاتقها منذ نشأتها تحمل المسؤولية"، داعيًا إياها إلى القيام بواجبها لحماية اللاجئين من الدولة العربية، والذين وصلوا إلى غزة في ظروفٍ تركوا فيها كل مقدراتهم التي كانت توفر لهم الحياة الكريمة.

ويشدد عضو اللجنة على "ضرورة تطبيق قرار مجلس الوزراء، بعدما مضى عليه عام كامل بدون جديد، والمتعلق بحل مشكلة السكن والعمل"، موضحًا أن "أحوال اللاجئين باتت أسوأ وهم يعانون أشد أنواع القهر والتهميش واللامبالاة من القائمين على المشروع الوطني الفلسطيني".



المساهمون