وعقدت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم، جلسة استماع لقادة الأجهزة الأمنية، وبينهم نائب مدير "إف بي آي"، أندرو ماكيب، الذي بات المسؤول الأول في المكتب بانتظار تعيين بديل. كما استدعت لجنة التحقيقات بالتدخل الروسي مستشار الأمن القومي المستقيل، مايكل فلين، للمثول أمامها وتقديم كافة البيانات والوثائق والمعلومات عن اتصالاته بالمسؤولين الروس.
وكشفت التفسيرات المتباينة التي صدرت عن البيت الأبيض بشأن قرار إقالة كومي عن حالة من التخبط والارتباك في فريق ترامب، الذي قرر القيام بزيارة الى المقر الرئيسي لمكتب التحقيقات الفدرالي في فرجينيا لترتيب البيت الداخلي للمؤسسة الأمنية الأميركية، بعد أنباء عن خلافات وتباينات في ردود فعل ضباط "إف بي آي" تلت صدمة إقالة كومي.
وأبرز البيت الأبيض رواية جديدة عن أسباب إقالة كومي، حيث أشارت المتحدثة باسم الرئيس الأميركي، سارة هاكوبي، الى تمرد مدير "إف بي آي" على سلطات وزارة العدل وخلافاته مع المدعي العام، جف سيشنز، ونائبه روب هيزنتال، الذي كتب توصية إقالة كومي بعدما طلب هذا الأخير ميزانية إضافية لاستكمال وتوسيع التحقيقات في قضية التدخل الروسي بالانتخابات.
ورجحت بعض المصادر أن يعلن الرئيس، خلال الزيارة، اسم مرشحه لتولي مهام المكتب، وقد تواجه إدارة ترامب مشكلة أكبر مع ماكيب الذي بات يقوم بشكل مؤقت بمهام المدير والذي وجهت له انتقادات، العام الماضي، على خلفية ترشح زوجته لانتخابات الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، وتلقيها أموالاً من حملة هيلاري كلينتون، علماً أنه أحد أبرز الضباط الذين قادوا التحقيقات في إيميلات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة.
وأكد ماكيب، اليوم، أمام الكونغرس، أن التحقيق حول التدخل الروسي خلال الحملة الانتخابية مستمر في شكل طبيعي رغم إقالة كومي. وقال ماكيب، خلال جلسة استماع في الكونغرس، إن "عمل عناصر (إف بي آي) مستمر مهما تبدلت الظروف وأياً كانت القرارات". وأضاف "لم تجر أي محاولة لعرقلة تحقيقنا حتى الآن. لا يمكن منع عناصر (إف بي آي) من فعل الصواب لحماية الأميركيين وصون الدستور".
ودافع عن كومي، قائلاً: "أكن احتراماً كبيراً للمدير كومي. أكن احتراماً كبيراً لقدراته الكبيرة ونزاهته (...) يمكنني أن أقول لكم أيضاً، إن المدير كومي يحظى بدعم كبير داخل (إف بي آي".
وفي سياق التفاعلات، جدد الرئيس الأميركي الدفاع عن قرار إقالة كومي، وقال إنه كان عازماً على طرده بمعزل عن التوصية التي قدمها نائب وزير العدل القاضي، رود روزنستين. وكرر ترامب في حديث تلفزيوني، اليوم، ما ذكره في رسالة طرد كومي قبل يومين، "إن مدير "إف بي آي" سبق وأبلغه ثلاث مرات بأنه شخصياً غير خاضع للتحقيقات الجارية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
لكن ماكيب شكك، خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي، في رواية الرئيس الأميركي رغم رفضه إعطاء أي معلومات أو تعليق على العلاقة بين مدير "إف بي آي" المقال وساكن البيت الأبيض.
وشكك ماكيب في قول الرئيس الأميركي، إن كومي أبلغه ثلاث مرات بأن التحقيقات في التدخل الروسي لا تشمله شخصياً كما رفض تأكيد أو نفي المعلومات التي أشارت إلى أن المدير المقال كان قد طلب تمويلاً إضافياً من وزارة العدل لتوسيع تحقيقات "إف بي آي" في التدخل الروسي. وقال ماكيب، إن مكتب التحقيقات يملك المصادر المالية الكافية للاستمرار في تحقيقاته. مشيراً إلى أن آلية طلب "إف بي آي" لميزانيات مالية جديدة لا تتم عادة من خلال وزارة العدل بل من خلال اللجان المختصة في الكونغرس.
وكتب كومي رسالة وداعية لزملائه في المكتب، قال فيها، إنه كان دوماً على قناعة أن بإمكان الرئيس إقالة مدير (إف بي آي) لأي سبب كان أو دون وجود أي سبب"، داعياً ضباط المؤسسة الأمنية الأميركية الأكبر الى الحفاظ على مصداقيتها واستقلاليتها ومهنيتها. وختم بالقول إنه "من الصعب أن يفرض عليك أن تترك مجموعة من الناس نذرت نفسها من أجل فعل ما هو صحيح".
ومن المقرر أن يمثل كومي أمام الكونغرس، الأسبوع المقبل، في جلسة مغلقة للاطلاع على شهادته بشأن الأسباب التي دعت الرئيس الى إقالته.