إلى جانب الفرات الغربي وعلى بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الحيرة ذات الصيت الذائع قبل الإسلام، تنتزع مدينة الكوفة مساحتها من الصحراء العراقية في محافظة النجف (150 كلم جنوب بغداد) منذ قرون طويلة، محافظة بذلك على اسمها التاريخي وشيء من عادات وتقاليد الأجداد.
عوامل الزمن والحروب والتطور العمراني وضعت بصماتها في تاريخ المدينة، فالداخل إليها اليوم لن يجد فيها مدارس للنحاة ودكات الشعراء وأسواق الوراقين. ويُجمع سكان المدينة التاريخية على أن الفترة الحالية هي الأسوأ في تاريخ مدينتهم، فالأمية والبطالة والفقر وانتشار الجرائم سلبها الكثير ونقص عدد سكانها مؤخراً ليصل الى نحو 100 ألف نسمة غالبيتهم من عشائر عربية تعود أصولها إلى بطون العرب في شبه الجزيرة العربية بسبب نزوح السكان بحثاً عن العمل والخدمات.
تأسيسها
تعتبر الكوفة ثاني مدينة بنيت في كنف الإسلام، بعد البصرة مباشرة بعامين، تمّ تأسيسها إبّان نهضة الإسلام الكبرى، حين كان المسلمون ينطلقون إلى الفتوحات، سنة 17 للهجرة، بعد انتصار المسلمين في معارك القادسية والمدائن وجلولاء، فاختاروها لتكون قاعدة ومقرّاً للقيادة. ويذكر الطبري في تاريخه (أخبار العام 18هجرية) في سبب بنائها أن سعد بن أبي وقاص، بعدما فتح العراق وتغلب على الفرس، لم يجد أفضل من موقعها لحصانته بسبب طوبوغرافيتها وارتفاعها، بحيث لا يردها ماء الفيضان ولقربها من ماء الفرات ومن مدينة الحيرة العربية.
أما معنى تسمية الكوفة، بالضم، فهي الرملة الحمراء المجتمعة، وقيل، المستديرة أو كل رملة.
معالم مدينة
أسواقها: سوق حراضة، وسوق أسد، وسوق حكمت وسوق يوسف.
قراها القديمة: أستينيا، أقساس، حبانية، الحصاصة، الأكيراح سنينيا، السوارية، عقر بابل، الغاضرية، بانقيا، الرداة، برثة البويب، جرعة، جرير، حرورا، حضر السبيع، حمام سعد، حمام أعين، الخورنق، زيدان، صحراء، أم سلمة، صريفين، الصين، عين جمل، الغريان.
ومن محلاتها الحديثة، محلة السراي، الرشادية، الجديدة، السهيلية، البوحداري في الجانب الثاني من النهر)، البراكية، ومحلة كندة، وأحياء حديثة كثيرة.
قراها الحديثة: قرية علوة الفحل، قرية الكريشات، قرية البوماضي، التاجية، قرية آل عيسى، الزرفات والجعافرة، قرية خرخيت، وشوارعها: شارع (26) المعروف بشارع الجنابات، شارعيا 14 و13 في محلة السراي والأول يعرف بـ (شارع السيد ياسين الصعبري)، والثاني يعرف بـ (شارع آل الفحام)، شارع النهر وقد سميت شوارعها الحديثة باسماء تراثية تمت بصلة إلى تاريخها القديم، أنهارها القديمة: نهر كوثى، نهر أبا، نهر البردان، نهر البويب، نهر سورا، نهر التاجية، نهر الغدير، نهر شيلي، نهر الصنين، نهر نرس.
أديرة الكوفة ومساجدها
ذكر الرواة أن مسجد الكوفة هو أقدم المساجد بعد (بيت الله الحرام). وذكر المؤرخون مساجد كثيرة في الكوفة، منها ما أطلق عليه بالمساجد المباركة، وهي: مسجد غني، ومسجد جعفي، ومسجد بأهلة، ومسجد سهيل أو السهلة أو مسجد ظفر، ومسجد يونس، ومسجد بني كاهل، ومسجد الحمراء، ولعل مسجد الكوفة هو الأكثر أهمية من الناحية التاريخية والرمزية، هناك الأديرة كانت منتشرة في الكوفة ومن أشهرها دير حرقة ودير أم عمرو ودير سلسلة فضلا عن دير الجماجم الذي كانت تصنع بالقرب منه الكؤوس الخشبية، ومن مدارسها مدرسة الكوفة النحوية، وجامعة الكوفة ومن أشهر قصورها آنذاك قصر الخورنق، والسدير وقصر الحمراء.
عادات أهل الكوفة
في نهاية كل أسبوع، ترى الكوفيين يقضون أوقاتهم في هذه المساجد، خصوصاً في مسجد الكوفة الكبير، ومسجد السَهلة، وفي المناسبات الدينية ترى جموع المسلمين يأتون إلى المدينة من كل حدب وصوب قاصدين زيارة الأئمة ومراقد العلماء، تنتشر بين أهلها، صناعة الحلويات خصوصاً ما يرتبط بتقاليد الزيارات الدينية لمراقد الأئمة والعُلماء والأولياء حيث تباع، وعلى نحو كثير حلوى (الملبّس، الچكليت، الحامض ـ حلو) وغيرها، تلك التي تستخدم كتعبير عن الفرحة بزيارة المراقد الدينية فضلا عن الأعراس والمناسبات الوطنية الحقيقية والأعياد الدينية.
السياحة في مدينة الكوفة
ومن جهة أخرى، ترى السيّاح من غير العراقيين يأتون إلى الكوفة قاصدين مواقع أثرية وتراثية فيها، منها إسلامي عريق في إسلاميته وغيرها عربي يمتدُّ إلى قرون سحيقة في القدم، لقد زار الكثير من المستشرقين الكوفة، كانوا يسألون عن منطقة (كندة) حيث ولد فيها الفيلسوف الكندي، ويسألون عن المدينة ذاتها حيث ولد الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي، ويسألون عن منزل خليفة المسلمين الرابع الإمام علي بن أبي طالب، وعما إذا كان ما يُعرف بـ (تل الذهب) أو (جبل الذهب) موجودا أم لا وغيرها من المواقع الأثرية.
في الكوفة أحياء معاصرة، بعضها مثل منطقة (السراي) ومنطقة (الجِديْدَة) و(البدْعة) يبدو أطلالاً مهدّمة يعود بناؤه إلى مطلع القرن العشرين، بينما يسكن بعض الناس من فقراء الحال الاقتصادي في بيوت حافظت على سقفها الطيني حتى اليوم من بعض الخراب الكامل، وبعد ثورة 14 تموز/يوليو عام 1958 تم بناء أحياء جديدة بأراضٍ تتجه صوب مدينة النجف مثل (حي كندة) وغيره من الأحياء والتي أخذ الناس يرحلون إليها بعيداً عن أحياء الكوفة القديمة، وحتى اليوم تجد عشرات الأحياء الجديدة تغطي المدينة على ضفتي شارع رئيس يصل الكوفة بالنجف والعكس.
ولاة الكوفة
حكم الكوفة أكثر من 25 والياً من بينهم؛ سعد بن ابي وقاص، المغيرة بن شعبة، عمار بن ياسر، الوليد بن العقبة، سعيد بن العاص، أبو موسى الأشعري، زياد بن أبيه، الحجاج بن يوسف الثقفي، يزيد بن المهلب الأزدي، عمرو بن هبيرة الفزاري، خالد بن عبد الله بن يزيد القسري، بشر بن مروان بن الحكم.
أعلام الكوفة
سعد بن أبي وقاص، علي بن أبي طالب، جعفر بن محمد الصادق، النعمان بن ثابت، أبو حنيفة النعمان، معاذ بن مسلم، علي بن حمزة الكسائي، أبو جعفر الرواسي، يعقوب بن إسحاق بن السكيت، حماد بن هرمز، أبو العتاهية، أبو الطيب المتنبي، جابر بن حيان الكوفي، محمد مهدي الجواهري.
الخط الكوفي
هو الخط العربي القديم، نشأ في بدايات ظهور الإسلام في مدينة الكوفة في العراق، ويعتقد أنه بدئ في استعماله قبل نحو 100 عام قبل إنشاء الكوفة، أي نشأ في الحيرة التي كانت قرب الكوفة.
يذكر أن الكوفة كمدينة طبيعتها وتركيبها تختلف اختلافا جذريا عن النجف، أهل النجف ينظرون إلى أهل الكوفة بنظرة (دونية) كونهم مزارعين ولأن أغلب أهل النجف تجار أو رجال دين، أي هنالك فوارق طبقية تحكم مدن محافظة النجف، وقد اختلفت الكوفة اليوم عن السابق كثيرا، الكوفة الآن تحت سيطرة مليشيات بعد أن هجرها علماؤها وأبرز وجهائها، ولم يبق اليوم من الكوفة المدينة العريقة غير اسمها.
اقــرأ أيضاً
عوامل الزمن والحروب والتطور العمراني وضعت بصماتها في تاريخ المدينة، فالداخل إليها اليوم لن يجد فيها مدارس للنحاة ودكات الشعراء وأسواق الوراقين. ويُجمع سكان المدينة التاريخية على أن الفترة الحالية هي الأسوأ في تاريخ مدينتهم، فالأمية والبطالة والفقر وانتشار الجرائم سلبها الكثير ونقص عدد سكانها مؤخراً ليصل الى نحو 100 ألف نسمة غالبيتهم من عشائر عربية تعود أصولها إلى بطون العرب في شبه الجزيرة العربية بسبب نزوح السكان بحثاً عن العمل والخدمات.
تأسيسها
تعتبر الكوفة ثاني مدينة بنيت في كنف الإسلام، بعد البصرة مباشرة بعامين، تمّ تأسيسها إبّان نهضة الإسلام الكبرى، حين كان المسلمون ينطلقون إلى الفتوحات، سنة 17 للهجرة، بعد انتصار المسلمين في معارك القادسية والمدائن وجلولاء، فاختاروها لتكون قاعدة ومقرّاً للقيادة. ويذكر الطبري في تاريخه (أخبار العام 18هجرية) في سبب بنائها أن سعد بن أبي وقاص، بعدما فتح العراق وتغلب على الفرس، لم يجد أفضل من موقعها لحصانته بسبب طوبوغرافيتها وارتفاعها، بحيث لا يردها ماء الفيضان ولقربها من ماء الفرات ومن مدينة الحيرة العربية.
أما معنى تسمية الكوفة، بالضم، فهي الرملة الحمراء المجتمعة، وقيل، المستديرة أو كل رملة.
معالم مدينة
أسواقها: سوق حراضة، وسوق أسد، وسوق حكمت وسوق يوسف.
قراها القديمة: أستينيا، أقساس، حبانية، الحصاصة، الأكيراح سنينيا، السوارية، عقر بابل، الغاضرية، بانقيا، الرداة، برثة البويب، جرعة، جرير، حرورا، حضر السبيع، حمام سعد، حمام أعين، الخورنق، زيدان، صحراء، أم سلمة، صريفين، الصين، عين جمل، الغريان.
ومن محلاتها الحديثة، محلة السراي، الرشادية، الجديدة، السهيلية، البوحداري في الجانب الثاني من النهر)، البراكية، ومحلة كندة، وأحياء حديثة كثيرة.
قراها الحديثة: قرية علوة الفحل، قرية الكريشات، قرية البوماضي، التاجية، قرية آل عيسى، الزرفات والجعافرة، قرية خرخيت، وشوارعها: شارع (26) المعروف بشارع الجنابات، شارعيا 14 و13 في محلة السراي والأول يعرف بـ (شارع السيد ياسين الصعبري)، والثاني يعرف بـ (شارع آل الفحام)، شارع النهر وقد سميت شوارعها الحديثة باسماء تراثية تمت بصلة إلى تاريخها القديم، أنهارها القديمة: نهر كوثى، نهر أبا، نهر البردان، نهر البويب، نهر سورا، نهر التاجية، نهر الغدير، نهر شيلي، نهر الصنين، نهر نرس.
أديرة الكوفة ومساجدها
ذكر الرواة أن مسجد الكوفة هو أقدم المساجد بعد (بيت الله الحرام). وذكر المؤرخون مساجد كثيرة في الكوفة، منها ما أطلق عليه بالمساجد المباركة، وهي: مسجد غني، ومسجد جعفي، ومسجد بأهلة، ومسجد سهيل أو السهلة أو مسجد ظفر، ومسجد يونس، ومسجد بني كاهل، ومسجد الحمراء، ولعل مسجد الكوفة هو الأكثر أهمية من الناحية التاريخية والرمزية، هناك الأديرة كانت منتشرة في الكوفة ومن أشهرها دير حرقة ودير أم عمرو ودير سلسلة فضلا عن دير الجماجم الذي كانت تصنع بالقرب منه الكؤوس الخشبية، ومن مدارسها مدرسة الكوفة النحوية، وجامعة الكوفة ومن أشهر قصورها آنذاك قصر الخورنق، والسدير وقصر الحمراء.
عادات أهل الكوفة
في نهاية كل أسبوع، ترى الكوفيين يقضون أوقاتهم في هذه المساجد، خصوصاً في مسجد الكوفة الكبير، ومسجد السَهلة، وفي المناسبات الدينية ترى جموع المسلمين يأتون إلى المدينة من كل حدب وصوب قاصدين زيارة الأئمة ومراقد العلماء، تنتشر بين أهلها، صناعة الحلويات خصوصاً ما يرتبط بتقاليد الزيارات الدينية لمراقد الأئمة والعُلماء والأولياء حيث تباع، وعلى نحو كثير حلوى (الملبّس، الچكليت، الحامض ـ حلو) وغيرها، تلك التي تستخدم كتعبير عن الفرحة بزيارة المراقد الدينية فضلا عن الأعراس والمناسبات الوطنية الحقيقية والأعياد الدينية.
السياحة في مدينة الكوفة
ومن جهة أخرى، ترى السيّاح من غير العراقيين يأتون إلى الكوفة قاصدين مواقع أثرية وتراثية فيها، منها إسلامي عريق في إسلاميته وغيرها عربي يمتدُّ إلى قرون سحيقة في القدم، لقد زار الكثير من المستشرقين الكوفة، كانوا يسألون عن منطقة (كندة) حيث ولد فيها الفيلسوف الكندي، ويسألون عن المدينة ذاتها حيث ولد الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي، ويسألون عن منزل خليفة المسلمين الرابع الإمام علي بن أبي طالب، وعما إذا كان ما يُعرف بـ (تل الذهب) أو (جبل الذهب) موجودا أم لا وغيرها من المواقع الأثرية.
في الكوفة أحياء معاصرة، بعضها مثل منطقة (السراي) ومنطقة (الجِديْدَة) و(البدْعة) يبدو أطلالاً مهدّمة يعود بناؤه إلى مطلع القرن العشرين، بينما يسكن بعض الناس من فقراء الحال الاقتصادي في بيوت حافظت على سقفها الطيني حتى اليوم من بعض الخراب الكامل، وبعد ثورة 14 تموز/يوليو عام 1958 تم بناء أحياء جديدة بأراضٍ تتجه صوب مدينة النجف مثل (حي كندة) وغيره من الأحياء والتي أخذ الناس يرحلون إليها بعيداً عن أحياء الكوفة القديمة، وحتى اليوم تجد عشرات الأحياء الجديدة تغطي المدينة على ضفتي شارع رئيس يصل الكوفة بالنجف والعكس.
ولاة الكوفة
حكم الكوفة أكثر من 25 والياً من بينهم؛ سعد بن ابي وقاص، المغيرة بن شعبة، عمار بن ياسر، الوليد بن العقبة، سعيد بن العاص، أبو موسى الأشعري، زياد بن أبيه، الحجاج بن يوسف الثقفي، يزيد بن المهلب الأزدي، عمرو بن هبيرة الفزاري، خالد بن عبد الله بن يزيد القسري، بشر بن مروان بن الحكم.
أعلام الكوفة
سعد بن أبي وقاص، علي بن أبي طالب، جعفر بن محمد الصادق، النعمان بن ثابت، أبو حنيفة النعمان، معاذ بن مسلم، علي بن حمزة الكسائي، أبو جعفر الرواسي، يعقوب بن إسحاق بن السكيت، حماد بن هرمز، أبو العتاهية، أبو الطيب المتنبي، جابر بن حيان الكوفي، محمد مهدي الجواهري.
الخط الكوفي
هو الخط العربي القديم، نشأ في بدايات ظهور الإسلام في مدينة الكوفة في العراق، ويعتقد أنه بدئ في استعماله قبل نحو 100 عام قبل إنشاء الكوفة، أي نشأ في الحيرة التي كانت قرب الكوفة.
يذكر أن الكوفة كمدينة طبيعتها وتركيبها تختلف اختلافا جذريا عن النجف، أهل النجف ينظرون إلى أهل الكوفة بنظرة (دونية) كونهم مزارعين ولأن أغلب أهل النجف تجار أو رجال دين، أي هنالك فوارق طبقية تحكم مدن محافظة النجف، وقد اختلفت الكوفة اليوم عن السابق كثيرا، الكوفة الآن تحت سيطرة مليشيات بعد أن هجرها علماؤها وأبرز وجهائها، ولم يبق اليوم من الكوفة المدينة العريقة غير اسمها.