الكوريتان تحتفلان بذكرى الحرب بعد توقف التصعيد

25 يونيو 2020
جنود من كوريا الجنوبية يحيون ذكرى الحرب (Getty)
+ الخط -

أحيت الكوريتان الشمالية والجنوبية، اليوم الخميس، الذكرى السبعين لبدء الحرب الكورية باحتفالات هادئة إلى حد كبير وسط جائحة فيروس كورونا، بعد يوم واحد من إيقاف كوريا الشمالية فجأة حملة ضغط ضد الجنوب.

وأصدرت كوريا الجنوبية بياناً مشتركاً مع الولايات المتحدة، التي قاتلت إلى جانبها خلال الحرب التي استمرت من عام 1950 إلى عام 1953، والتي أثارها غزو كوري شمالي.

ولا تزال الولايات المتحدة تنشر حوالي 28500 جندي في كوريا الجنوبية، وهو ما تعتبره كوريا الشمالية تهديداً عسكرياً.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي جيونغ كيونغ دو، ونظيره الأميركي مارك إسبر، في البيان، إنهما "ملتزمان بتعزيز التحالف وتكييفه لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية"، وحثا كوريا الشمالية على تنفيذ تعهداتها السابقة بنزع السلاح.

وقام جيونغ وغيره من القادة العسكريين بزيارة تأبين إلى المقبرة الوطنية في سيول، حيث تم دفن حوالي 130 ألف قتيل من ضحايا الحرب، معظمهم من الجنود الكوريين الجنوبيين.

وبحسب وكالة "أسوشييتد برس"، فقد تم منح الجنود إذناً خاصاً لدخول مقبرة سيول الوطنية، التي فرضت قيوداً على الدخول وسط عودة ظهور فيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة.

وكانت المقبرة قد استقبلت حوالي 530 ألف زائر، في يونيو/ حزيران من العام الماضي، ولكنها استقبلت حوالي 61 ألف زائر فقط هذا الشهر، وفقاً لمسؤولي المقبرة.

وظل متحف الحرب في سيول، الذي عادة ما يكون مكانا شهيراً لزيارته في ذكرى الحرب أو في يوم الذكرى في السادس من يونيو/ حزيران، مغلقاً اليوم الخميس.

وفي المساء، من المقرر أن تنظم كوريا الجنوبية احتفالاً بحضور 300 من قدامى المحاربين وأقارب ثكلى ومسؤولين حكوميين في مطار عسكري بالقرب من سيول.

ووفقاً لوزارة شؤون الوطنيين والمحاربين، فإن العدد أقل بكثير من أربعة آلاف شخص حضروا العام الماضي.

في المقابل، تعتمد بيونغ يانغ مقاربة مختلفة تماماً للحرب التي يطلق عليها في الشمال اسم "حرب تحرير الوطن"، عبر تأكيدها أنها تعرضت لهجوم من قبل الجنوب.

ونشرت الصحيفة الكورية الشمالية الرسمية "رودونغ سينمون"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس"، اليوم الخميس، أكثر من عشرة مقالات مخصصة للحرب، بينها افتتاحية تؤكد أن الولايات المتحدة "حولت البلاد إلى رماد".

وتابعت أن "وقف إطلاق النار ليس السلام"، مضيفة "العدو ينتظر أن ننسى 25 يونيو وأن نخفف حذرنا".

من جهتها، قالت وزارة الوحدة في سيول، التي تتعامل مع العلاقات مع كوريا الشمالية، إنه لا توجد مؤشرات على أن بيونغ يانغ نظمت مناسبات عامة كبيرة للاحتفال بالذكرى السنوية.

وتهتم كوريا الشمالية بيوم 27 يوليو/ تموز، وهو اليوم الذي وقعت فيه هدنة الحرب عام 1953، لأنها تعتبره يوم انتصارها في الحرب.

وحتى اليوم تبرر كوريا الشمالية برامجها النووية بوجود تهديد أميركي، ما تسبب بفرض سلسلة عقوبات دولية عليها.

وشهدت العلاقات بين سيول وواشنطن فتوراً في السنوات الأخيرة بسبب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طالب كوريا الجنوبية بدفع مساهمة مالية كبيرة لإبقاء 28 ألفاً و500 جندي أميركي في شبه الجزيرة لحماية الجنوب من الشمال.

وتأتي ذكرى اندلاع الحرب بينما تشهد العلاقات بين الكوريتين تراجعاً كبيراً، بعد سنتين من بدء انفراج تاريخي تمثل بعقد اجتماعات قمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن.

وكثف النظام الكوري الشمالي، في الآونة الأخيرة، الهجمات الشفوية ضد سيول، منتقداً بشكل خاص قيام منشقين كوريين شماليين في الجنوب بإرسال منشورات دعائية إلى الشمال عبر بالونات.

وبعدما قطعت قنوات الاتصال الرسمية، دمرت كوريا الشمالية، الأسبوع الماضي، مكتب الارتباط، الذي فتح في سبتمبر/ أيلول 2018، إلى الشمال من المنطقة المنزوعة السلاح، وكان يرمز إلى التهدئة التي سادت بين الكوريتين في تلك السنة.

وأعلن الجيش الكوري الشمالي أنه سيقوم بتحركات ضد الجنوب تشمل احتلال مواقع التعاون بين الكوريتين المجمد حالياً، وإعادة نصب مراكز مراقبة في المنطقة المنزوعة السلاح أو حتى تكثيف المناورات العسكرية.

لكن الزعيم الكوري الشمالي قرر تعليق خطط التحرك العسكري هذه.


(فرانس برس، أسوشييتد برس)