تمارس الكنيسة المصرية، هذه الأيام، ضغوطاً على الأقباط لمنع ترشحهم على قوائم حزب "النور" السلفي، خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، وفق ما أكدت مصادر مقربة من الكنيسة لـ"العربي الجديد".
وأوضحت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، أن "الكنيسة أبلغت عدداً من الذين ترددت أسماؤهم بوجود مفاوضات معهم من جانب حزب (النور)، تحفظها الشديد على ترشحهم، سواء من الشخصيات المعروفة في الوسط القبطي أو غيرها".
كما "هددت الذين يرغبون في الترشح على قوائم الحزب السلفي، بحرمانهم من دخول الكنيسة"، وفق المصادر ذاتها. وتلزم تعديلات قانون الانتخابات البرلمانية الجديد، وجود أقباط على القوائم خلال الانتخابات، فضلاً عن عدد محدد من النساء، وذوي الاحتياجات الخاصة. في المقابل، قالت مصادر داخل "النور"، إن "الحزب كان قد أنهى بشكل مبدئي اتفاقه مع عدد من الأقباط، يمثلون الحد الأدنى للعدد المطلوب، وفقاً لقانون الانتخابات الجديد".
وأضافت المصادر أن "عدداً من الأقباط تراجعوا عن اتفاقهم مع الحزب، ولا تزال المحاولات جارية للقاء بعضهم، لاستيضاح الأمر منهم حول استكمال الاتفاق المبرم معهم".
وكانت مجموعة "أقباط 38" قد أبدت موافقتها على الدخول في تحالف مع حزب "النور" خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، لكنها عادت وتراجعت عن موقفها.
وقال نائب رئيس "النور"، مصطفى خليفة، لـ"العربي الجديد"، إن "الحزب يرحب بموافقة (أقباط 38) على الدخول على قوائم الحزب، رغم عدم الدخول معهم بشكل مباشر في التفاوض خلال الفترة الماضية".
وأضاف خليفة أن "الحزب أبوابه مفتوحة للجميع، بلا استثناء سواء كانوا أقباطاً أو من باقي التيارات أو المرشحين المستقلين لخوض الانتخابات البرلمانية". وفي السياق نفسه، أبدى قيادي في الحزب ضيقه من الاتجاه إلى محاربة "النور" من قبل أجهزة في الدولة، ومعاونة أحزاب على الساحة السياسية من أجل تحجيم دوره خلال الفترة المقبلة.
وأكد القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "الحزب يسعي إلى الاتفاق مع بعض الأقباط خلال الفترة المقبلة، في حال فشله في التفاهم مع الأقباط الذين سبق الاتفاق معهم".
وفشل حزب "النور" حتى الآن، في حسم ملف الانتخابات البرلمانية، فخلال أربعة اجتماعات تقريباً، لم يتمكن الحزب من اختيار مرشحيه أو حسم نسبة وشكل مشاركته في الانتخابات.
وأعلنت أحزاب داخل التحالفات، التي تعتزم القوى السياسية المصرية تشكيلها استعداداً للانتخابات، رفضها دخول "النور" معها في تحالف انتخابي.