اتهم قائم مقام مدينة سنجار في محافظة نينوى شمالي العراق، محمد خليل، اليوم الجمعة، حزب "العمال الكردستاني"، بإدارة سجون سرية في المدينة التي ينشط فيها منذ سنوات، رغم أن السلطات العراقية في بغداد أعلنت عدة مرات أنها نشرت قواتها بالمدينة وسيطرت على مجمل الأوضاع فيها.
وأشار خليل، في إيجاز صحافي، إلى أن السلطات تلقت أخيراً مئات البلاغات من قبل الأهالي بشأن وجود سجون سرية مرعبة تدار من قبل عناصر حزب "العمال الكردستاني"، مؤكداً، وجود حالات خطف لرجال ونساء من المكون الأيزيدي تمت على يد مقاتلي الحزب.
ولفت إلى أن الحل الوحيد لمشكلة سنجار يتمثل بخروج مسلحي "العمال الكردستاني" من سنجار، محذراً من أن بقاءهم "تحول إلى حجر عثرة بوجه عودة النازحين، وعودة السلطة الشرعية والحقوق الدستورية".
وأشار إلى أن إخراج "العمال الكردستاني" من سنجار يمثل حقاً دستورياً وأخلاقياً وشعبياً، مطالباً الحكومة العراقية بالقيام بواجبها وتحقيق ذلك.
وعبر عن أمله في تحرك جاد وعاجل من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من أجل طرد عناصر "العمال الكردستاني" من سنجار، والبدء بإعادة النازحين إليها، والعمل على إعمار المدينة.
وتابع أنّ "سنجار ليست بحاجة إلى مزيد من الصراعات العسكرية والسياسية لأنها نالت من المعاناة ما يعجز عنه الوصف والتعبير"، مضيفاً أنّ "المسؤولية الكاملة لإعادة فرض سلطة الدولة في سنجار تتحملها الحكومة الاتحادية بشكل كامل".
وأكدت مصادر محلية في سنجار، لـ "العربي الجديد"، أن الوضع الأمني المرتبك في المدينة حال دون عودة نسبة غير قليلة من سكانها، مشيرة إلى حدوث حالات اختطاف وتهديد وابتزاز داخل المدينة من قبل مسلحين موالين لـ "العمال الكردستاني".
وأشارت إلى أن مناطق محيط المدينة التي يتمركز فيه مقاتلو "حزب العمال الكردستاني" تشهد عسكرة واضحة زادت حدتها بعد العملية العسكرية التركية ضد الحزب في إقليم كردستان التي انطلقت قبل نحو شهرين، لافتةً إلى أن تجاهل الحكومة العراقية لوجود "العمال الكردستاني" والموالين له في سنجار ومحيطها، تسبب بتأخر إكمال عودة النازحين.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أشار عضو مجلس النواب العراقي عن المكون الأيزيدي، صائب خدر، إلى عدم استقرار سنجار إدارياً وأمنياً على الرغم من مرور سنوات على تحريرها، مطالباً بإبعاد سنجار عن الصراعات المحلية والإقليمية وفرض سلطة القانون والدولة على أراضي سنجار مناطقها.
وسيطر مسلحو "حزب العمال الكردستاني" الذي تصنفه أنقرة على قائمة الإرهاب على سنجار بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها عام 2015، وفرضوا حكماً ذاتياً فيها، قبل أن تتحول إلى معقل رئيسي للحزب حال دون عودة أهلها إليها.
وعام 2018 انسحب عناصر "الكردستاني"، من داخل المدينة إلى مناطق جبل سنجار وقرى محيطة بها على خلفية خلاف مع الجيش العراقي، الا أن جماعة مسلحة موالية للحزب تدعى "وحدات حماية سنجار" بقيت تسيطر على المدينة.
وتقع مدينة سنجار على بعد 80 كيلومتراً غرب الموصل، ضمن محافظة نينوى شمالي العراق، وعلى بعد نحو 50 كيلومتراً عن الحدود مع مدينة الحسكة في الجانب السوري، وتضم ثلاث نواح (بلدات)، وأكثر من 60 قرية، وهي خليط من العرب المسلمين من عشائر شمّر وعبيد، والأكراد الأيزيديين، وكذلك قرى آشورية ومسيحية.