الكرملين: قوات النظام السوري تسيطر على تدمر

02 مارس 2017
معارك عنيفة جرت على أطراف تدمر (فرانس برس)
+ الخط -
أعلن الكرملين، مساء اليوم الخميس، سيطرة قوات النظام السوري على مدينة تدمر، وذلك بعد ساعات من ورود أنباء عن تحقيق قوات النظام المزيد من التقدم في إطار سعيها للسيطرة على المدينة، الواقعة شرقي حمص، بالتعاون مع العديد من المليشيات المساندة لها والطيران الروسي، وسط أنباء عن قيام عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بإخلاء مراكز لهم في المدينة، استعداداً للانسحاب منها إلى الشرق من تدمر باتجاه بلدة السخنة.

وذكرت موسكو أن وزير الدفاع، سيرغي شويغو، أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن قوات النظام السوري استكملت استعادة تدمر بمساعدة روسية.

من جهتها، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام السوري سيطرت على معظم أجزاء مدينة تدمر بعد انسحاب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها، عصر اليوم الخميس، في حين لازالت قوات النظام تتقدم في المدينة وسط قصف مدفعي وجوي.

وجاء دخول قوات النظام إلى المدينة، اليوم، بعد انسحاب تنظيم "داعش" من مواقعه في المدينة الأثرية وقلعة تدمر وتلة الاتصالات غرب المدينة وفندق ديدمان جنوب تدمر دون أي مقاومة، وفقا للمصادر.

وفي الشأن ذاته، ذكر مصدر من "المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في مدينة تدمر"، في حديث مع "العربي الجديد" أن "قوات الأسد والميلشيات الموالية لها سيطرت على قلعة تدمر من الجهة الغربية وفندق الديديمان من الجهة الجنوبية فقط، وتحاول التقدم إلى مركز المدينة وسط اشتباكات مستمرة مع عناصر التنظيم".

وأوضح المصدر أن "التنظيم ملأ المدينة بالألغام والمفخخات قبل انسحابه السريع من المواقع التي سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات بدعم الطيران الروسي".

وأضاف المصدر أن "المعطيات على الأرض تفيد بأن تنظيم "داعش" سينسحب نهائيا من المدينة خلال الليلة القادمة باتجاه دير الزور وحماة، ومن المتوقع أن يقوم بإخلاء كامل لمواقعه هناك".

وتابع المصدر: "لن ينسحب التنظيم من ريف حمص الشرقي، حيث من المتوقع أيضا أن يبدي مقاومة عنيفة في حقول النفط غرب وشمال تدمر، لأن حقول النفط مورد مالي هام للتنظيم ولن يتخلى عنها بسهولة".

من جانبه، نفى عضو تنسيقية الثورة في مدينة تدمر، خالد الحمصي، في حديث مع "العربي الجديد"، ما أورده الكرملين، مؤكدا أن قوات النظام لم تدخل المدينة.

وجرت "اشتباكات عنيفة على مداخل المدينة الغربية والجنوبية وسط قصف مدفعي وجوي عنيف من جانب قوات النظام والطيران الروسي"، وفق ما قال عضو "تنسيقية الثورة في مدينة تدمر"، مجد التدمري، لـ"العربي الجديد".

وأوضح التدمري أن "قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها كانت تقف قبل ساعات في محيط قلعة تدمر على مسافة 2 كلم غربي المدينة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين في محيط "مثلث تدمر"، الذي سيطرت عليه قوات النظام الأربعاء، بالتزامن مع قصف جوي من الطائرات الحربية والمروحية الروسية على الأحياء السكنية في تدمر".

 

وفي وقت سابق، لم يستبعد التدمري أن تتم السيطرة على المدينة خلال الساعات المقبلة، مشيراً إلى أن "تنظيم الدولة" لا يبدو متشبثاً بالمدينة، لكنه "سيحاول على الأرجح إعاقة تقدم النظام ريثما يرتب أموره للانسحاب من المدينة باتجاه الشرق".  

وكانت مصادر محلية ذكرت أن "التنظيم بدأ خلال اليومين الماضيين بإخلاء مقراته العسكرية في المدينة، ونقلها إلى الريف الشرقي في حمص".

من جهتها، أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام أن قوات الأخير دخلت بالفعل الأحياء الغربية من المدينة، وبدأت في تمشيطها وتطهيرها من الألغام التي زرعها التنظيم في أنحاء مختلفة من المدينة، مشيرة إلى أن "الطائرات الحربية دمرت رتلاً للتنظيم كان منسحباً باتجاه طريق السخنة شرقاً". 

ونشر "الإعلام الحربي" التابع للنظام مشاهد لقواته أمام قلعة تدمر، غير أن الناشط التدمري أوضح، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام سيطرت بالفعل على القلعة مساء الأربعاء، لكنها عادت وانسحبت منها صباح الخميس تحت ضربات تنظيم "داعش"، وتراجعت مسافة كلم واحد بعيداً عن القلعة، لكنها تسيطر عليها نارياً. 

وقد أيّد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رواية النظام، مشيراً إلى سيطرة قوات الأخير على حي المتقاعدين، الواقع بالقسم الغربي من تدمر، وذلك بعد سيطرتها على كامل القسم الغربي والقسم الشمالي الغربي من ضواحي تدمر. 

وأضاف المرصد أن قوات النظام وصلت "إلى بعض المنازل في القسم الشمالي والشمالي الغربي من المدينة، وسط معلومات عن انسحاب عناصر من تنظيم "داعش" من داخل مدينة تدمر، ولا تزال المعارك قائمة في عدة محاور بين الطرفين في المنطقة". 

في المقابل، ذكرت وكالة "أعماق" التابعة لـ"تنظيم الدولة" أن مقاتليها استهدفوا بقذائف الدبابات ومدافع الهاون مواقع سيطرة النظام في منطقة البيارات الشرقية غربي المدينة، بالتزامن مع شنن التنظيم هجوماً بسيارتين مفخختين أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر قوات النظام والمليشيات. وكانت مصادر متطابقة أكدت سيطرة قوات النظام والمليشيات التي معها على جبل الطار الاستراتيجي غربي تدمر، ومنطقة العوينة والقصر القطري، وصولاً إلى منطقة الفنادق والبساتين، ليسيطر نارياً على المدينة.


وقد وصلت قبل يومين عشرات العائلات النازحة من مدينة تدمر إلى محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة "تنظيم الدولة"، فيما قال ناشطون إن عملية النزوح جاءت بناءً على طلب التنظيم إخلاء المدينة من أهلها. 

ورأى مراقبون أن العمليات العسكرية لقوات النظام تحاكي تلك التي بدأها مطلع العام الماضي، وانتهت بإعلانه السيطرة على المدينة، من حيث القوى الجوية الداعمة والمليشيات الرديفة. 

وتحاول قوات النظام دخول المدينة من ثلاثة محاور، الأول من شمالها الغربي، بدءًا من حقول الغاز والنفط شمال غرب المدينة، والثاني من غرب المدينة، حيث استطاعت التقدم من جهة أوتستراد حمص- تدمر، وتمكنت من السيطرة على مساحات واسعة، في حين ينطلق المحور الثالث من الجهة الجنوبية الغربية، وتمكنت من خلاله قطع طريق دمشق- تدمر. 

وكان تنظيم "داعش" قد خسر مدينة تدمر في مارس/آذار من العام الماضي، ليعيد سيطرته عليها في 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ووسّع سيطرته في محيطها لتشمل معظم آبار النفط والغاز في ريف حمص الشرقي، وصولًا إلى أبواب قاعدة T4، لكنه لم يتمكن من اقتحام القاعدة، ليخف تدريجياً زخم هجومه، وتبدأ قوات النظام والمليشيات هجمات معاكسة استطاعت خلالها تدريجياً انتزاع تلك المناطق.

وإضافة إلى قوات النظام والجيش الروسي، عبر مستشاريه العسكريين وطائراته الحربية والمروحية، تشارك في معارك تدمر دعماً للنظام العديد من المليشيات، مثل "الفيلق الخامس" الذي تأسس أواخر العام الماضي بدعم روسي، و"الدفاع الوطني" في حمص، و"نسور الزوبعة" التابعة لـ"الحزب القومي السوري الاجتماعي"، و"قوات الرضا"، وهي مليشيا شيعية، قوامها مقاتلون من قرى موالية في ريفي حمص الغربي، وتلقى أفرادها تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني، و"قوات باسيج" التي تعتبر قوات التعبئة في الحرس الثوري الإيراني، و"فيلق فاطميون" الأفغاني، و"كتائب الإمام علي" التابعة لـ"الحشد الشعبي" العراقي، إضافة إلى "حزب الله" اللبناني.

كما ذكرت مواقع روسية، في الأيام القليلة الماضية، أن وحدة جديدة تحت اسم "صيادي داعش" تنتشر في ريف حمص الشرقي، بدعم روسي، وتتكون من مقاتلي النخبة، وهم متطوعون من قوات النظام السوري والجيش الروسي، إضافة إلى عناصر من وحدات العمليات الخاصة الروسية.





المساهمون