أشار تقرير "مجلس الصحة الدنماركي"، اليوم الإثنين، إلى أن المتعلمين من أصحاب المداخيل المرتفعة أكثر ميلا لتناول الكحول. ووفقا للتقرير، فإن رابطا قويا بين "الكحوليات والطلاب الثانويين في الفروع كافة، بما فيها المهنية".
واستند مجلس الصحة الدنماركي على استبيان ميداني شمل 7 آلاف طالب ثانوي، ونحو 4 آلاف طالب في التعليم المهني، من بين 74 ألف طالب في المجالين، للتعرف على عاداتهم الكحولية والعلاقات الأسرية. وبيّنت النتائج أن الذكور يشربون أكثر من 21 وحدة كحول في أسبوع عادي، في حين تتناول الإناث 14 وحدة.
وبحسب ما ينقل التلفزيون الدنماركي عن المديرة الاستشارية في "مجلس الصحة الدنماركي"، ستينا فلود ستورغورد، فإن "التلاميذ الذين غالبا ما يشربون كحولا أكثر هم أبناء أنهى آباؤهم الدراسات العليا ولديهم مداخيل مرتفعة". وتفيد الدراسة بأن أبناء من لديهم دراسة جامعية عليا أكثر من هؤلاء الذين لديهم والدان بمستوى تعليمي منخفض، أو ممن هم خارج سوق العمل.
ورأى معدو التقرير أن هناك "عدوى شراب"، معتبرين أن "شرب الأهل المتعلمين، وصرف أموال على الكحول ينتقل كالعدوى إلى الأبناء والبنات".
وتذهب ستوغورد إلى أنه "من العادي أن نرى هؤلاء الذين لم يتعرّضوا لمضايقات وتنمّر، وليس لديهم خلفية علاقات أسرية صعبة، يتناولون الكحول أكثر من غيرهم".
وما يثير انتباه المختصين في عادات الشرب في الدنمارك أن "بعض هؤلاء يعتقدون أن أهاليهم لا يمانعون تناوله يوميا". ويربط التقرير بين الكحول ونتائج فورية خطيرة على الفئة الشبابية "فهناك حوادث سير أكثر، وتواصل مع الشرطة، ودخول في عراك، وتناول مخدرات، والدخول في علاقات جنسية يندمون عليها لاحقا. وعلى المدى الأبعد لدى هذه الفئة قابلية للوقوع في مشاكل صحية خطيرة مثل السرطان وأمراض شرايين القلب".
ولمواجهة الظاهرة المنتشرة بين الشباب الدنماركيين، يرى مجلس الصحة أنه "يجب إشراك الأهل هذه العادة، فتدخّلهم أمر مهم لإيجاد اتفاق ما حول الحدود التي لا يجب أن يتخطاها الشباب في تناول الكحول".
من ناحيتها، ترى رئيسة نقابة معلمي الثانويات، بيرغيتا فيرسو، أنه "رغم تربّع الشباب الدنماركيين على قائمة الدول الأوروبية في تناول الكحول، إلا أنه في الواقع انخفض ذلك بين المراهقين عما كان في سنوات ماضية". وتذكر رئيسة النقابة الوضع الذي كان قائما في العقود الماضية، بقولها "كنت تشاهد حتى الصغار في الصف الثامن يتناولون الكحول، اليوم يُطرد التلميذ من المدرسة إذا حضر متأثرا بتناول الكحول، كما أنك لن تجد، كما في السبعينيات، معلماً يحضر إلى الفصل وقد شرب الكحول".
ويتفق أستاذ كلية علم الاجتماع في كوبنهاغن، ياكوب ديمانت، مع خلاصة "العدوى في تناول الكحول" التي خلص إليها المجلس اليوم، ويقول: "هؤلاء يرون أهاليهم يستهلكون كحولاً أكثر، والقيود المفروضة عليهم قليلة، وبالتالي يقومون بتقليدهم من دون حدود".
ورغم ذلك، يرى ديمانت أنه "لا يوجد تأثير كبير على المستوى البعيد أو لبقية حياتهم، فهي فترة زمنية يصبحون بعدها أقل قابلية لتناول الكحول". ويأتي التقرير تزامنا مع بدء الموسم الدراسي الجديد، يوم الجمعة القادم، الذي يفتتح عادة باحتفالات يجري تناول الكحول فيها، وهو ما يأمل المجلس "أن ينتبه إليه الطلاب والأهل".
وكانت دراسة نُشرت في إبريل/نيسان الماضي حول "تغيّر ثقافة تناول الكحول في الدنمارك"، أجراها "مركز الصحة الوطني"، بمشاركة 180 ألف دنماركي، بيّنت أنه "بينما كان 10.6 يشربون أكثر من النسبة الموصي بها صحياً، فإن عام 2017 شهد انخفاضا بنسبة 35 في المائة".