يبدو أنّ الكثير من الأميركيين، ممن تجاوزوا سنّ الطفولة قبل أعوام طويلة، مدعوون مجدداً إلى تلقي جرعة من لقاح الحصبة. فقد كشفت الأرقام في ولاية كاليفورنيا أنّ من بين 92 حالة إصابة بالحصبة منذ الانتشار الأخير هناك في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حتى يوم الأربعاء الماضي، يوجد أكثر من 62 في المائة من الحالات بين الراشدين. ويشير موقع إذاعة "أن بي آر" الأميركية، إلى أنّ السبب في ذلك يعود إمّا إلى اختيار أهلهم عدم تلقيحهم، أو كونهم ممن لديهم حساسية تجاه أحد مكونات اللقاح.
كما يشير إلى أنّه من المحتمل أيضاً أن يكون بعض هؤلاء ممن لم يحصلوا على اللقاح أسوة بغيرهم على مستوى الولايات المتحدة ككلّ، ممن فرض عليهم في بداية انتشاره في الستينيات.
فعندما بدأ الأطباء في إدارة عملية لقاح الحصبة عام 1963، أوصوا بأن يناله فقط الأطفال ممن ولدوا بعد عام 1957. وافترضوا يومها أنّ من ولدوا عام 1957 وقبله، لديهم مناعة ضد الحصبة، لأنّهم أصيبوا بها بالفعل قبل ذلك.
لكنّ الموجة الحالية وامتدادها إلى 14 ولاية، تدفع بالكثير من البالغين إلى التساؤل عمّا إذا كانوا محصّنين ضدّ الحصبة فعلاً. أحد هؤلاء جيري روت الذي عاش طوال عمره في العاصمة واشنطن. يقول الرجل إنّه سأل والدته التي تبلغ من العمر 90 عاماً إن كان قد تلقى لقاح الحصبة. فقالت له إنّه تلقى كلّ اللقاحات، لكنّها لا تتذكرها بأسمائها.
ويضيف: "أتذكر أنني تلقيت الكثير من اللقاحات مرة بعد أخرى، لكنني لم أكن أعرف أيّ مرض تستهدف". واليوم، يبدي روت قلقه بالذات حيال الحصبة، خصوصاً منذ أن عرف أنّ تاريخ ولادته عام 1954، ما يرجّح عدم تلقيه اللقاح.
من جهته، يقول أستاذ الطب الوقائي في كلية "فاندربيلت" الطبية في ولاية تينيسي، وليام شافنر: "نعلم أنّ هناك الكثير من البالغين الذين لم يتلقوا اللقاح، لسبب أو لآخر، وكذلك نجوا من المرض حتى الآن". وبما أنّ كثيرين لا يعرفون إن كانوا قد تلقوا اللقاح من عدمه، فالبالغون، بحسب شافنر، "لديهم خياران، فإما أن يخضعوا لفحص دم يثبت أو ينفي وجود مضادات الحصبة في دمهم، والتي تتواجد في دم من أصيب بالحصبة أو من تلقى لقاحها على حد سواء. وإما أن يتلقوا اللقاح مجدداً، فليس هنالك أيّ ضرر من تلقيه لمرة إضافية".
مثل هذه التوصية الأخيرة يقتدي روت بها. فقد قرر بعد استشارة طبيبه الخاص أن يتلقى اللقاح مجدداً، متحملاً عناء ذلك، كي لا يصاب فجأة وهو في الستين من عمره بالحصبة.