تواصل القوات النظامية والمليشيات الموالية، قصف ريف اللاذقية الشمالي، ضمن سياسة الأرض المحروقة، بالقذائف المدفعية والصاروخية، ما يتسبب بأضرار كبيرة بالغابات المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى تهجير المدنيين من بلداتهم.
وقال الناشط الإعلامي في اللاذقية أحمد الكابتن، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "حرائق ضخمة تلتهم الأراضي والمناطق الزراعية في قرية الكندة ومحاور تلة الخضر في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، بعد قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام يوم الإثنين".
وأضاف أن "القصف يتم من المراصد المطلة على هذه المناطق، دون حصول أي تقدم للقوات النظامية، وهو قصف اعتيادي يحدث كل يوم، ولكن اليوم كان بوتيرة أعلى"، لافتاً إلى أن "القوات النظامية تستهدف المناطق التي يتواجد بها شجر بقصف عشوائي لحرق الأرض
وتهجير الناس".
وبين أن "الدفاع المدني لريف جسر الشغور يحاول أن يطفئ الحرائق إلا أن هناك مناطق تكون مكشوفة للقوات النظامية، التي تقوم باستهدافهم، ما يجعل النار مشتعلة لعدة أيام حتى تنطفئ وحدها، كما يحدث بجبل التركمان القريب من الحدود السورية التركية".
وأوضح الكابتن أن "ريف اللاذقية الشمالي الخاضع للفصائل المسلحة المعارضة، لا يوجد شيء محمياً حتى الشريط الحدودي مع تركيا، فالمناطق الحدودية بجبل التركمان وريف جسر الشغور تتعرض للقصف اليومي، في وقت لا يغادر فيه طيران الاستطلاع سماء المنطقة على مدار الـ24 ساعة، حيث يتم رصد الطرق المؤدية للمحاور وكشف تجمعات الفصائل".
وقال إن "القصف المتواصل تسبب في تهجير كافة المدنيين من جبل التركمان، وحتى التنقل به خطير للغاية، حتى مناطق جبل الأكراد هي مستهدفة بشكل غير مباشر عبر راجمات الصواريخ التي لا تتوقف عن القصف".
ويحذر ناشطون من الأضرار الكبيرة التي تلحقها الأعمال العسكرية بالغابات والأشجار المثمرة، التي يصعب تعويضها، حيث يتم حرق واقتلاع آلاف الأشجار تحت حجة المواجهات العسكرية، في حين يتم تحطيب مساحات شاسعة وبيعها لصالح ضباط القوات النظامية والمليشيات الموالية، كما حدث في الغوطة الشرقية وسهل الزبداني وريف حمص وريف اللاذقية وغيرها من المناطق.
يشار إلى أن أكثر من 40 ألف مدني سوري يلتجئون للشريط الحدودي السوري التركي، هرباً من القصف والأعمال العسكرية الدائرة في ريف اللاذقية، في وقت يعانون من أوضاع إنسانية صعبة للغاية، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تنقصهم مواد التدفئة إضافة إلى المواد الغذائية والطبية.