كشف الخرق غير المتوقّع الذي حققه تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) في أبو غريب غربي بغداد، هشاشة التحصينات العراقيّة في المحور الغربي وضعف إدارة المعارك، الأمر الذي دفع القوات العراقيّة إلى الاستعانة بمقاتلي عشائر الأنبار لتأمين محور بغداد الغربي.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، راجع العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقيّة استعانت بعشائر المحافظة، وأطلقت، اليوم، هجوما على تنظيم "داعش" في مركز بلدة الكرمة غربي بغداد"، مبيّنا أنّ "الهجوم كان مباغتا وأحرز تقدّما سريعا".
وأشار إلى أنّ "الهجوم يأتي في إطار محاولات تحصين المحور الغربي للعاصمة بغداد، والذي كشف خرق تنظيم "داعش" الأخير عن هشاشته"، مؤكّدا أنّ "التقدّم الذي أحرز اليوم يؤشّر إلى القدرة على إمكانيّة تأمين المنطقة بشكل سريع".
من جهته، أكّد آمر الفوج الأول لعشائر الكرمة، العقيد جمعة فزع الجميلي، أنّ "المعركة تشترك فيها قوات الفرقة الأولى للتدخّل السريع، وعمليّات بغداد، ومقاتلو العشائر". وقال الجميلي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العملية أطلقت من محورين؛ الأول منطقة الصبيحات شمالي الكرمة، والثاني منطقة البوعودة جنوبي البلدة"، مبيّنا أنّ "القوات تقدّمت بشكل لافت ووفق ما تم التخطيط له".
بدوره، رأى الشيخ محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الكرمة، أنّ "إهمال القوات العراقيّة دور العشائر أخّر من عمليّات تحرير بلدة الكرمة، والتي انطلقت منذ أبريل/نيسان العام الماضي".
وقال، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهالي المنطقة وعشائرها المقاتلة هم أعرف بمنطقتهم وبثغراتها، وكان من المفترض إشراكهم في معركة التحرير، لتأمين هذه المنطقة الحيوية المؤدية الى بغداد"، مؤكّدا أنّ "اليوم فقط علمت الحكومة بأهميّة العشائر، بعد أن دخل داعش إلى عمق أبوغريب، فلجأت إليها من جديد".
كما أكد أنّ "أبناء العشائر مقاتلون أشدّاء، ومتعاونون مع القوات العراقيّة، ويعملون بإمرة واحدة، وأنّ هذا التنسيق والتعاون سيحسم المعركة في غضون يوم أو يومين على أبعد تقدير".
يشار إلى أنّ القوات العراقيّة ومليشيات "الحشد الشعبي" أطلقت معارك "فجر الكرمة" منذ نيسان/أبريل 2015، وهمّشت دور العشائر، ولم تستطع حتى اليوم تحرير البلدة سوى بعض المناطق والقرى الصغيرة منها، الأمر الذي منح "داعش" فرصة اختراق بغداد من هذا المحور.
وكان تنظيم "داعش" اخترق، الأسبوع الماضي، أسوار بغداد من الجانب الغربي، ودخل بهجوم غير مسبوق إلى عمق بلدة أبو غريب، واحتل سايلو الحبوب فيها وأحرقه، كما صادر كميّات كبيرة من الحبوب، وانسحب ليلا بعد أن أضرم النار في السايلو.
اقرأ أيضا: اعتداءات "داعش" تعيد المليشيات إلى بغداد