يعتزم المغرب إطلاق قمر صناعي في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وقمر ثان في السنة المقبلة، وهما معاً من صنع الشركة الفرنسية Airbus Defence and Space والشركة الفرنسية الإيطالية Thales Alenia Space، وقد سبق للمملكة أن اقتنتهما قبل أكثر من أربع سنوات بقيمة تجاوزت 500 مليون يورو.
وأعلن المغرب أن "إطلاق القمر الصناعي المرتقب يوم الثامن من نوفمبر يروم لتعزيز آلياته الأمنية المتعلقة بالتصوير والتوثيق، في مواجهة المخاطر التي تهدد حدوده البرية والبحرية على الخصوص، في خضم سياق إقليمي ودولي يتسم بانتشار الظاهرة الإرهابية بشكل غير مسبوق".
وكشفت تقارير متخصصة أن "القمر الاصطناعي العسكري المغربي يهدف إلى الرصد والاستطلاع بدقة عالية في شريط يمتد على طول 800 كيلومتر"، فضلا عن "التقاط 500 صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية على رأس كل 6 ساعات، فيما يبلغ وزن القمر الاصطناعي 970 كلغ ويحلق على بعد 695 كيلومترا من الأرض".
وبحسب هذه التقارير، فإن "المغرب يرغب من وراء إطلاق قمره الصناعي MN35-13، شن حرب ضروس ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، ومحاربة الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة، وضبط تحركات القراصنة على مستوى خليج غينيا، ومراقبة حدوده البحرية والبرية".
وحظي اعتزام المغرب على إطلاق قمر صناعي جديد، هو الثاني بعد قمره الأول المسمى زرقاء اليمامة، الذي أطلقه سنة 2010 محملا عبر صاروخ روسي، بتوجس كبير من جارته الجزائر التي بادرت إلى إرساء أنظمة مراقبة تكنولوجية حديثة، وأجهزة تشويش فائقة، وجدران عازلة تبطئ عمل القمر الصناعي.
وترى الجزائر أن القمر الصناعي المغربي الجديد يهدف في الحقيقة إلى التجسس على الأنشطة العسكرية للجزائر، والحصول على معلومات بخصوص بنيتها ومنشآتها العسكرية في الصحراء، وبالتالي رصد تحركات جيش الجارة الشرقية للمملكة، وهو ما يفسر خطتها في بناء أنظمة متطورة لإفشال مهام القمر الصناعي.
وقال الدكتور عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات السياسية والتحليل الأمني، إن "المغرب سيدخل نادي التكنولوجيا الحديثة للدفاع الأمني والعسكري بإطلاقه للقمر الاصطناعي"، موردا أن "الأمر يتعلق بتحول كبير في التوازنات الأمنية والعسكرية بمنطقة شمال أفريقيا والمحيط المتوسطي المرتبط بممر جبل طارق والساحل الأطلسي نحو أفريقيا الغربية وشريط الساحل والصحراء".
وأبرز اسليمي، ضمن تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الهدف من هذا القمر الاصطناعي الذي من المقرر أن يطلقه المغرب خلال الأيام المقبلة، يتجسد في توفير معلومات استخباراتية ملموسة ومشخصة عن المخاطر الجديدة التي تتزايد في الممر المتوسطي أو في المحيط الإقليمي الجنوبي".
ويشرح الخبير أن "المغرب يواجه مخاطر على حدوده من خلال محاولات الاختراق التي يقوم بها تنظيم مختار بلمختار منذ سنة 2009، فضلا عن تنظيم داعش الجديد بقيادة أبو الوليد الصحراوي، وشبكات الجريمة المنظمة العابرة للقارات التي تنطلق من خليج غينيا ومن منطقة نواديبو، وهي شبكات المخدرات القادمة من أميركا اللاتينية".
ولفت اسليمي إلى أن "المغرب له أهداف مدنية أيضا من إطلاق هذا القمر الاصطناعي لها علاقة بالأبحاث العلمية في مجال تغيرات المناخ"، مردفا أن "المغرب بدخوله إلى نادي التكنولوجيا الدفاعية والأمنية الحديثة يكون قد استبق المخاطر القادمة، كما يتيح له تفوقا دفاعيا واضحا على جيرانه أيضا".