القمح يهرب من سورية

13 يناير 2016
%40 تراجعا في إنتاج القمح في سورية (فرانس برس)
+ الخط -
من المتوقع أن يتراجع إنتاج القمح في سورية خلال العام الجاري، إلى أدنى مستوياته في نحو ربع قرن، بفعل الحرب وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مساحات واسعة من البلاد، فضلا عن ارتفاع تكاليف الزراعة في المناطق المحررة، ما يهدد السوريين بأزمة أخرى تتعلق بالغذاء، وفق تقديرات أممية.
وتقلص إنتاج القمح من 4 ملايين طن قبل الثورة التي اندلعت في الربع الأول من عام 2011، إلى أقل من 415 ألف طن الموسم الماضي، وفق بيانات وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري، والذي فشل في تنفيذ المخططات الزراعية للمادة الاستراتيجية.
وقالت الوزارة في بيان حصل عليه "العربي الجديد"، إن المساحة المزروعة بالقمح لموسم 2015 – 2016 بلغت نحو 538 ألف هكتار من المخطط البالغ 1.7 مليون هكتار بنسبة تنفيذ 31%، في حين لم تزد المساحة المزروعة بالشعير عن 6.6 آلاف هكتار من المخطط البالغ 15.1 ألف هكتار بنسبة تنفيذ لا تتجاوز 40%.
ولفتت الوزارة إلى استمرار عمل اللجنة المشكلة من عدة جهات حكومية، بمتابعة حال المحاصيل الزراعية، والتدخل عند الضرورة وفق الإمكانات المتاحة لتجاوز الصعوبات التي قد تؤثر في الإنتاجية.
من جهته، أكد مدير مؤسسة الحبوب في حكومة المعارضة، حسان محمد، تراجع نسبة زراعة القمح في المناطق المحررة لموسم 2016 بنحو 50% بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة وعدم وجود بذار بأسعار مناسبة.
وقال المهندس محمد لـ "العربي الجديد": إن بعض مزارعي القمح لجأوا إلى زراعات أقل كلفة وأسهل تسويقاً، مثل البقوليات (العدس والحمص) أو الزراعات العطرية (كمون ويانسون وحبة سوداء)، نظراً لقلة شراهتها للمياه وارتفاع سعرها في الموسم الماضي.
وعانى مزارعو القمح في المناطق المحررة، خلال الموسم الماضي، من تصريف إنتاجهم بسبب عدم وجود سيولة مالية لدى حكومة المعارضة التي يترأسها أحمد طعمة، إذ لم تشتر مؤسسة الحبوب المعارضة سوى 35 ألف طن، من مخطط يزيد عن 50 ألف طن، بسبب عدم وجود سيولة، قبل أن تسعف قطر حكومة المعارضة، بنحو 15 مليون دولار لشراء قمح الموسم الماضي.
ويقول المهندس الزراعي يحيى تناري لـ "العربي الجديد": إن صعوبة تأمين البذور للموسم الحالي، بسعر مناسب، مع غلاء مستلزمات الإنتاج الزراعي، وتضاعف أسعار المازوت الذي زاد التكاليف 50%، كلها عوامل نالت من قناعة الفلاحين بجدوى زراعة القمح للموسم المقبل.
ويرى تناري، وقد عمل في السابق مسؤولا بمديرية زراعة إدلب، أن جملة من الأسباب دفعت الفلاحين للعزوف عن زراعة القمح، لعل من أهمها، أنه في موسم 2014-2015 لم يتوفر التمويل لشراء محصول القمح، ولم تتجاوز نسبة التسويق 20% ما أدى لتدني أسعار القمح وخسائر الفلاحين، فضلاً عن أن منافسة محاصيل أخرى، مثل الحبة السوداء والكمون، وزيادة أسعارها 400% عن سعر القمح، دفعتا الفلاحين للتوجه إلى تلك الزراعات.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" وبرنامج الأغذية العالمي قد حذرتا، من أن إنتاج القمح في سورية أقل من مستوياته المعهودة قبل الأزمة بـ 40%. وبحسب "الفاو" فإن الإنتاج يعتبر في أدنى مستوى له منذ 25 عاماً.

اقرأ أيضا: السوريون في 2016..غلاء جنوني وسط انهيار الليرة وإغلاق الحدود
المساهمون